يمكن اعتبار الطريقة التي خرج بها أياكس من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا مؤلمة وحزينة لكل الذين آمنوا بمسيرة الفريق الهولندي وتألقه في النسخة الحالية، لدرجة خالفت كل التوقعات وجعلت الجميع يراهنون على قدرة هذا الفريق الشاب على إعادة الكرة الهولندية بشكل عام وإسم هذا النادي العريق إلى عصر الإنجازات بعد سنوات من خيبات الأمل.

ولعل النكسة التي أصابت أياكس في مباراته أمام ​توتنهام​ هوتسبير وتلقيه هدفاً قاتلاً في الدقيقة الخامسة والتسعين، اعادت إلى الأذهان ما مرت به الكرة الهولندية سواء على صعيد الأندية أو المنتخبات خلال السنوات الماضية وفشلها في اثبات وجودها، فكان الإخفاق في مونديالي 2010 و2014 مؤلماً على الرغم من الاداء الباهر الذي قدمه لاعبو المنتخب البرتقالي، ثم جاء الغياب عن بطولة أمم أوروبا 2016 ومونديال 2018 صادماً قبل ان تبدأ بالنهوض من كبوتها.

يمكن اعتبار تألق أياكس في النسخة الحالية من دوري أبطال أوروبا مكملاً لما فعله المنتخب الهولندي في دوري الأمم الأوروبية وتأهله إلى نصف النهائي على حساب فرنسا بطلة العالم 2018 والمانيا بطلة مونديال 2014، فاستحق الفريق الشاب تلك المكانة بفضل مدرب واقعي ولاعبين يافعين أعطوا وبذلوا كل ما يملكونه قبل ان تحين اللحظة الصادمة في مباراة توتنهام يوم الاربعاء الماضي.

صحيح ان ​اياكس​ تمكن من إحراج بايرن ميونيخ في دوري المجموعات وتعادل معه مرتين، ثم أخرج ريال مدريد حامل اللقب ويوفنتوس وكان يستحق بلوغ المباراة النهائية على أقل تقدير إن لم نقل الفوز باللقب، لكن صدمة خروجه على يد الفريق الإنكليزي تستحق الوقوف عندها لكونها شكلت حدثاً غير متوقع.

من الواضح ان الاداء الجماعي المقرون بالنتائج الباهرة الذي قدمه فريق أياكس في دوري أبطال أوروبا يُشخص واقعية المدرب أريك تين هاغ بالاعتماد على حيوية الشباب وانضباطهم في تنفيذ التعلميات الفنية على أرض الملعب وهو ما ساهم في تحقيق تلك النتائج، لكن تلك الواقعية غابت في لقاء توتنهام خاصة مع تقدم الفريق الهولندي بهدفين في مباراة الإياب اضيفا لهدف في لقاء الذهاب.

واذا كان لاعبو اياكس قدموا كل شيء في دوري أبطال أوروبا، إلا انهم افتقدوا لخبرة الحفاظ على التقدم وقتل اللعب في الوقت الحاسم وهو ما كان ينقصهم امام الفريق الإنكليزي الذي عرف كيف ينقض على خصمه على طريقة "عليّ وعلى أعدائي" فكانت النهاية الحزينة لمشوار حافل بالإبداع والتألق لنجوم شباب تركوا بصمة على دوري أبطال أوروبا ووضعوا اللبنة الأولى لعودة الكرة الهولندية إلى ساحة الكبار.