وجد ​توتنهام​ الإنكليزي ومدربه الأرجنتيني ماوريسيو ​بوتشيتينو​ نفسيهما، خلافا للتوقعات، في المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم بعدما كانا في طريقهما إلى الخروج المبكر من دور المجموعات في تشرين الأولالماضي، ويواجهان خطر عدم التواجد في منافساتها الموسم المقبل بسبب تراجع النتائج محليا في الآونة الأخيرة.

"بدون ألم، ليس هناك فوز"... عبارة رددها المدير الفني للفريق في العاصمة الهولندية، بعد سيل الدموع الذي فاض من عينيه بعد بلوغ نهائي المسابقة القارية للمرة الأولى في تاريخ فريقه الذي تأسس قبل 137 عاما، عقب الفوز المثير على مضيفه أياكس أمستردام الهولندي 3-2 في إياب دور الأربعة معوضا خسارته صفر-1 ذهابا في لندن.

عندما تحدث المدير الفني الارجنتيني عن "الألم"، لم يكن يشير فقط إلى هذا الموسم، بل إلى السنوات الخمس التي انقضت منذ وصوله إلى شمال لندن قادماً من ساوثمبتون، حيث ناضل لتواجد توتنهام بين الأربعة الكبار في الدوري الإنكليزي الممتاز، ومشاركته بانتظام في المسابقة القارية العريقة.

في إنكلترا، عبارة "القيام بمثل ما يفعله سبيرز" (في إشارة إلى فشل النادي اللندني في تحقيق نتائج لافتة) لم تكن تحمل معنى إيجابيا، لكن الأمور تبدو في طريقها الى التبدل.

وأثيرت شكوك حول قدرة توتنهام على الحفاظ على التحدي محليا، بغض النظر عن الخارج، بعدما فشل في التعاقد مع لاعبين جدد في الصيف الماضي بينما خاض العديد من لاعبيه الأساسيين نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا حتى مراحلها الأخيرة، لاسيما من يدافعون عن ألوان منتخب "الأسود الثلاثة" الإنكليزي الذي أنهى المونديال في المركز الرابع.

ويبقى البرازيلي لوكاس مورا، صاحب ثلاثية التأهل إلى نهائي دوري الأبطال، آخر لاعب انضم إلى صفوف توتنهام في فترة الانتقالات الشتوية العام الماضي، قادما من باريس سان جيرمان الفرنسي في كانون الثاني 2018.

في دور المجموعات، كسب توتنهام نقطة واحدة في مبارياته الثلاث الأولى (خسارتان أمام إنتر ميلان الايطالي وبرشلونة الاسباني وتعادل مع ايندهوفن الهولندي) حيث تذيل المجموعة الثانية في 24 تشرين الأول ، قبل ان يكسب سبع نقاط (فوزان على ايندهوفن وانتر ميلان وتعادل مع برشلونة) ويضمن البطاقة الثانية بفضل المواجهتين المباشرتين مع الفريق الايطالي بعد تساويهما نقاطا 1-1.

في ثمن النهائي، نجح توتنهام في تخطي عقبة بوروسيا دورتمونهد الألماني، قبل الاطاحة بمواطنه مانشستر سيتي في دور ربع نهائي ملحمي، قبل قلب الطاولة على أياكس امستردام في غياب نجمه وهدافه ​هاري كاين​ المصاب.

لا شك في أن انجاز توتنهام جاء خلافا للتوقعات، ولكنه في الوقت نفسه يعد تأكيدًا لوضعه الجديد ضمن القوى الرائدة في اللعبة.

دخل توتنهام نادي العشرة الأوائل على صعيد المداخيل بحسب أحدث تقرير لشركة "ديلويت" للاحصاءات والاستشارات المالية، خلف غريمه التقليدي جاره أرسنال، بإيرادات بلغت 428,3 مليون يورو العام الماضي.

وأعلن توتنهام مؤخرًا عن تحقيق صافي ربح قياسي عالمي بلغ 113 مليون جنيه إسترليني، على رغم تكلفة ملعبه الجديد الذي يتسع لـ62062 مقعدا، والتي تجاوزت مليار جنيه.

في الدوري المحلي، تراجع الفريق اللندني الى المركز الرابع بعد خسارته ثلاث مرات في مبارياته الأربع الأخيرة، وبات بحاجة إلى نقطة في مباراته الاخيرة أمام إيفرتون الأحد المقبل لضمان تواجده بين الأربعة الكبار وحجز بطاقته المباشرة الى دوري الأبطال في الموسم المقبل.

وفي حال نجاحه في ذلك، سيكون توتنهام بين الأربعة الكبار للموسم الرابع تواليا، مقابل مرتين فقط في الأعوام الـ25 التي سبقت ذلك.

ويشارك توتنهام للعام الثالث تواليا في مسابقة دوري أبطال أوروبا. في السابق، استمتع بالتواجد في المسابقة العريقة بنظامها الجديد مرة واحدة فقط حيث بلغ ربع النهائي موسم 2010-2011، إلى جانب بلوغه الدور نصف النهائي لمسابقة بنظامها القديم (كأس الاندية البطلة) موسم 1961-1962.

بلغ توتنهام الآن النهائي القاري الخامس في تاريخه والأول منذ تتويجه بلقب كأس الاتحاد الأوروبي عام 1984 للمرة الثانية بعد الأولى عام 1972، علما بأنه خسر نهائي 1974 وتوج عام 1963 بلقب كأس الكؤوس الأوروبية التي أدمجت لاحقا مع كأس الاتحاد الأوروبي.

منذ رفعه كأس الاتحاد الإنكليزي عام 1991، لم يحرز توتنهام أي لقب رفيع باستثناء كأس الرابطة مرتين (1999 و2008). والآن، يقف ليفربول بينه وبين مجد دوري أبطال أوروبا.

لكن تاريخ المواجهات مع الفريق الأحمر لا يرحم توتنهام، اذ فاز مرة واحدة في آخر 14 مباراة خاضها ضد ليفربول (وذلك بنتيجة 4-1 في تشرين الأول 2017 ضمن الدوري الإنكليزي).