حقق برشلونة الإسباني فوزا هاما على ليفربول 3-0 في مباراة الذهاب من الدور النصف النهائي لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم والتي استضافها ملعب "الكامب نو" في مدينة برشلونة.

المدير الفني لبرشلونة إرنستو ​فالفيردي​ لعب المباراة بالرسم التكتيكي 4-4-2 مع ميسي وسواريز في خط الهجوم بينما لعب المدير الفني لليفربول يورغن كلوب بالرسم التكتيكي 4-3-1-2 مع محمد صلاح وماني في خط الهجوم.

الشوط الأول:

المباراة بدأت بإيقاع سريع بين الطرفين حيث حاول كل فريق مباغتة الآخر واعتماد الضغط العالي في خط الوسط من أجل الإستحواذ على الكرة ليحصل كل فريق على بعض المحاولات الهجومية.

برشلونة تحرك بالطبع عبر ميسي في العمق بمساندة من ​كوتينيو​ الذي كان يتقدم كمهاجم ثالث في الحالة الهجومية فيما كان ليفربول يعتمد على تحركات صلاح وماني السريعة من طرفي الملعب. المباراة شهدت منعطفات هامة من الدقيقة 24 حتى 26 بخروج كيتا لاعب وسط ليفربول مصابا ودخول هينديرسون ثم نجاح سواريز في تسجيل هدف التقدم لبرشلونة عند الدقيقة 26 ليتقدم البرسا 1-0.

ليفربول حاول إظهار ردة فعل عبر رفع إيقاع المباراة وزيادة الضغط العالي مع سرعة التحرك في الأمام وتقدم أظهرة الفريق للمساندة الهجومية لكن برشلونة كان متمركزا بشكل جيد مع انضباط تكتيكي واضح ثم الاعتماد على الهجمات العكسية لينجح في تسيير الشوط الأول رغم مجاراة ليفربول له في نسبة الإستواذ وصناعة الفرص لينتهي الشوط الأول بتقدم برشلونة 1-0.

الشوط الثاني:

ليفربول بدأ الشوط الثاني ممسكا بالكرة مع عكس الكثير من الكرات العرضية عبر الأطراف لداخل منطقة جزاء برشلونة ونشاط صلاح الهجومي الواضح مع بعض الكرات الطولية خلف مدافعي البرسا الذي كان غائبا عن الصورة في أول 15 دقيقة من الشوط الثاني مع تكفل ​تير شتيغن​ برد الكرات الخطرة لليفربول الذي كان يقوم بالضغط العالي مثله مثل برشلونة المعتمد فقط على الهجمات المرتدة بقيادة ميسي والتي كانت خطرة للغاية مع دور هام لفيدال في المساندة الهجومية بعد خروج كوتينيو ودخول سيميدو مكانه.

ومع تقدم الوقت واندفاع ليفربول للأمام، كانت الثغرات تظهر في دفاعات ليفربول لينجح ميسي في تسجيل هدف ثاني للبرسا عند الدقيقة 75 ما دفع كلوب للتدخل وإدخال ​فيرمينيو​ مكان ​فينالدوم​ والتحول للرسم التكتيكي 4-3-3 لكن البرسا كان جيدا في الحالة الدفاعية ثم سجل ميسي هدفا أقرب للخيال من ركلة حرة مباشرة جعل النتيجة 3-0 عند الدقيقة 82 لتمر الدقائق بمحاولات ليفربول المستمرة إنما مع غياب اللمسة الحاسمة أمام المرمى مقابل هجمات مرتدة خطرة للبرسا صنعها ميسي وأضاعها زملاءه بغرابة رغم إدخال كلوب لأوريجي آخر الأوراق الهجومية لكن شيئا لم يتغير لينتهي بعدها اللقاء بتفوق برشلونة 3-0.

ملاحظات عامة:

1. يجب التوقف كثيرا عند ما قدمه نجم البرسا ليونيل ميسي حيث أثبت مجددا أنه لاعب من كوكب آخر ولا يمكن مقارنته لأحد ويظهر دائما في المواعيد الكبرى وعند ما يحتاجه فريقه وهو ما ظهر تماما ليلة أمس في الكامب نو فالبرسا لم يكن أبدا أفضل من ليفربول لا بل إن الأخير تفوق في العديد من الجوانب، لكن ميسي برهن بأنه يستطيع قيادة فريق بأكمله ويحسم المباراة من أنصاف الفرص مع تسجيل هدفين دون نسيان تألق الحارس الألماني تير شتيغن والذي تكفل بصد العديد من الكرات الخطرة خاصة في بداية الشوط الثاني.

2. لعب مدرب برشلونة فالفيردي بطريقة 4-4-2 لكن اللافت فيها كان غياب الأجنحة فكان رباعي خط الوسط مؤلف من لاعبي إرتكاز فعليين باستثناء كوتينيو نوعا ما والهدف منها كان صد محاولات ليفربول الهجومية عبر الأطراف من أجل أداء الأدوار الدفاعية ومساندة الأظهرة بجانب وجود ميسي في العمق ما يعني أن البرسا لن يلعب كثيرا في الأطراف إلا من قبل الظهيرين اللذين يستطيعا التقدم كثيرا ويتكفل لاعبو رباعي إرتكاز الفريق بالتغطية مكانهما عند خسارة الكرة.

3. نجح ليفربول في مجاراة البرسا من ناحية الإستحواذ وكان مفتاح ليفربول الهجومي هو اللاعب المصري محمد صلاح الذي حاول مرارا وتكرار التحرك من الجهة اليمنى ورغم الأداء الجيد لصلاح لكنه افتقد للمسة الأخيرة الحاسمة وهي ما تميز لاعبا عن آخر لتكون هذه المباراة دليلا آخر على أن صلاح نجم مميز لكنه لا يمكن لا من قريب ولا من بعيد تصنيفه بجانب أفضل لاعبي العالم أو أٌقله مقارنته مع ميسي مثلما حاول الكثيرون من (الكتاب والمحللين العرب ) على وجه الخصوص تصوير ذلك.