حقق ​ستاد رين​ لقب كأس فرنسا لكرة القدم بعدما تغلب في ركلات الجزاء الترجيحية 6-5 عقب انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 2-2 في المباراة التي جمعت بينهما على ملعب ستاد دو فرانس في العاصمة الفرنسية باريس. المدير الفني لستاد رين جوليان ستيفان لعب المباراة بالرسم التكتيكي 4-2-3-1 مع مبايي نيانغ كرأس حربة صريح بينما لعب المدير الفني ل​باريس سان جيرمان​ توماس توخيل بالرسم التكتيكي 4-4-2 مع الثنائي كيليان مبابي ونيمار في خط الهجوم.

الشوط الأول:

البي أس جي دخل اللقاء بشكل هجومي واضح حيث سعى للإمساك بخط وسط الملعب ثم بناء اللعب المنظم من الخلف والوصول لشباك رين الذي حاول امتصاص فورة البي أس جي في البداية عبر التمركز الدفاعي في المنطقة الدفاعية لكن البي أس جي تحرك بشكل سريع هجوميا خاصة عبر طرفي الملعبلينجح داني ألفيش في تسجيل هدف التقدم للبي أس جي من تسديدة رائعة عند الدقيقة 13. إيقاع المباراة كان سريعا من ناحية البي أس جي النشط والمتحرك هجوميا عبر الجناحين ألفيش ودي ماريا لمد المهاجمين نيمار ومبابي في العمق خاصة مع وجود ثغرة واضحة بين خط دفاع رين ولاعبي ارتكاز الفريق في الصعود بالكرة وتجاوز الضغط العالي ما سمح للباريسيين بتسيجل الهدف الثاني عبر نيمار عند الدقيقة 21. الفريق الباريسي استمر في تحركاته مع استمرار رين في المعاناة بالصعود بالكرة لكن الفريق بدا يتقدم شيئا فشيئا للأمام ويحاول بدوره الضغط أكثر في وسط الملعب لينجح رين وبهدف عكسي من مدافع الفريق الباريسي كيمبيمبي بتقليص الفارق إلى 2-1 عند الدقيقة 40. الدقائق الأخيرة من الشوط الأول شهدت تحركا أكثر من رين مقابل تراجع نسبي للبي أس جي لكن الشوط الأول لم يحمل أي جديد وانتهى بتقدم البي أس جي 2-1.

الشوط الثاني:

رين حاول إغلاق المنافذ الدفاعية منذ بداية الشوط الثاني مع الإعتماد على الهجمات الخاطفة من أجل تسجيل هدف التعادل ليستمر البي أس جي الأكثر سيطرة على الكرة مع تقدم دائم للأظهرة لكن الفريق عانى من إيجاد الثغرات الهجومية حيث بدا رين أكثر تنظيما في الشق الدفاعي مع تقارب بين الخطوط الثلاثة ونجاح في تضييق المساحات أمام لاعبي باريس سان جيرمان ثم يعتمد على الهجمات الخاطفة والتي نجح من إحداها في إدراك التعادل عند الدقيقة 66 عبر ميكسير. ورغم محاولة البي أس تنشيط اللعب الهجومي مع أخراج توخيل لدي ماريا وإدخال باريديس الذي لعب كظهير أيسر وتقدم بيرنات لمركز الجناح لكن الفريق الباريسي عانى من البطء الهجومي حيث نزل إيقاعه بشكل واضح مع نجاح رين في الإنتشار الجيد بوسط الملعب والضغط الدائم في وسط الملعب على حامل الكرة عند باريس سان جيرمان لتمر الدقائق دون أي تغيير يذكر مع قلة الفرص المصنوع للبي أس جي رغم ضغط الأخير نوعا ما واستحواذه الدائم على الكرة من أجل تجنب الذهاب للأشواط الإضافية لكن المباراة انتهت بالتعادل 2-2 ما فرض على الفريقين اللجوء للأشواط الإضافية.

الأشواط الإضافية:

توخيل قام بتبديل ثاني مع بداية الأشواط الإضافة بدخول كافاني مكان دراكسلر وتحول نيمار لمركز صناعة الألعاب خلف رأسي الحربة كافاني ومبابي. البي أس جي حاول التحرك بشكل أسرع مع استمرار تقدم الأظهرة ونشاط نيمار في العمق ما جعل مبابي وكافاني يحصلان على بعض الكرات الخطرة لكن دفاع رين وحارسه كانا واعيين في التعامل مع تلك الكرات في ظل التكتل الجيد في الخلف إنما من دون أي نشاط هجومي يذكر لينتهي الشوط الأول الإضافي بسيطرة تامة من البي أس جي إنما من دون فعالية هجومية على المرمى. بين الشوطين الإضافيين، قام توخيل بتبديله الثالث بإخراج داغبا وإدخال ديابي لتنشيط الجهة اليمنى هجوميا فيما قام مدرب رين ستيفان بتبديله الأول بإخراج بوريغيد وإدخال سيليكي لتنشيط الهجمات المرتدة للفريق وبالفعل كان رين في بداية هذا الشوط جيدا للغاية مع نشاط جناحي الفريق وعكس الكرات العرضية بجانب بعض التسديدات من صانع ألعاب الفريق حاتم بن عرفة. الفريق الباريسي حاول الإستمرار بالنسق الهجومي لكن رين عرف كيف يتمركز دفاعيا لتمر الدقائق دون أي تغيير في النتيجة باستثناء طرد مبابي في آخر دقائق الشوط الإضافي الثاني لتذهب المباراة إلى ركلات الجزاء الترجيحية والتي ابتسمت لمصلحة ستاد رين.

ملاحظات عامة:

يحسب لمدرب ستاد رين جوليان ستيفان الشخصية القوية التي ظهر بها الفريق إذ رغم التأخر 2-0 لكن الفريق لم يستسلم وبقي منضبطا في الشق الدفاعي حيث حاول العودة من دون فتح ملعبه وهو ما حصل له لينجح بعد تعديل النتيجة في تغيير طريقة دفاعه والتحول للضغط الدفاعي في وسط الملعب والتكتل في الخلف ما صعب من مهمة الفريق الباريسي في الوصول لشباكه مرة أخرى.

يجب الإشادة بلاعب ستاد رين حاتم بن عرفة والذي قدم مباراة رفيعة المستوى وهو كان بمثابة انتقام من إدارة باريس سان جيرمان حيث لعب اللاعب لموسمين في صفوف الفريق لكنه عومل بمعاملة سيئة قبل أن يغادر لكنه أثبت من جديد أنه قادر على تقديم مستوى مميز والدليل ما فعله بنهائي الكأس.

مرة أخرى يفشل المدرب الألماني توماس توخيل في إدارة المباريات المهمة وهذا بدا من طريقة لعب الفريق وردة فعله عقب التعادل 2-2 كما في تبديلاته الغير مفهومة وعدم محاولة تنشيط اللعب الهجومي بل غير اللاعبين إنما من دون تغيير في الأسلوب وهو ما سمح لرين بأخذ المباراة نحو ركلات الترجيح التي بدا أنه تدرب عليها كما يجب وكانت مفتاحه لحسم لقب الكأس.