أسدل الستار على ​الدوري القطري​ لموسم 2018-2019 حيث شهدت منافسات هذا الموسم الكثير من الإثارة التي استمرت حتى اللحظات الأخيرة من الدوري ما عكس تقدم المستوى والتطور الفني للدوري القطري الذي يسير في نسق تصاعدي خلال الفترة الأخيرة. وعلى مدى 22 جولة، تنافس 12 فريقا من أجل أهداف مختلفة وعلى رأسها الفوز باللقب، حصد المراكز المؤهلة ل​دوري أبطال آسيا​ الموسم المقبل بجانب تجنب شبح الهبوط إلى دوري المظاليم حيث سنتعرف في هذا التقرير على أبرز ملامح تلك المعارك التي جرت في هذا الموسم وما أسفرت عنه في نهاية المطاف.

صراع اللقب:

تنافس فريقي السد و​الدحيل​ على الصدارة حيث حسم السد الأمر لمصلحته في النهاية بعدما حقق 57 نقطة مقابل 50 نقطة للدحيل. وبدا كلا الفريقان في مكان آخر مع فوارق فنية واضحة عن بقية الفرق وهذا ما عكسته نتاجئ المباريات على مدار الموسم. وتصدر الدحيل معظم فترات القسم الأول من الدوري لكن منذ بداية الثلث الأخير للموسم، تراجعت أداء الدحيل مع خسارة المباراة أمام السد 2-1 في مرحلة الذهاب والتي كانت نقطة تحول في الموسم بجانب رحيل المدرب ​نبيل معلول​ عن تدريب الفريق بعدها ومجيئ المدرب ​روي فاريا​ خاصة أن السد قدم موسما أقل ما يقال عنه أنه استثنائي بقيادة المدرب البرتغالي ​جوسفالدو فيريرا​ وذلك مع أداء هجومي مميز جعل الفريق ليس الأفضل قطريا أو عربيا بل على المستوى العالمي إذ سجل 100 هدف في 22 مباراة مع معدل تهديفي وصل إلى 4.54 هدف في المباراة الواحدة وبالتالي كان من الصعب عرقلة فريق مع قوة السد الهجومية لتكون الطريق مفتوحة نحو اللقب والذي حسمه بفارق 7 نقاط في نهاية الموسم.

​​​​​​​

صراع المراكز الأسيوية وكأس قطر:

في الدوري القطري، يتأهل حامل اللقب، الوصيف وصاحبي المركزين الثالث والرابع إلى دوري أبطال آسيا لكرة القدم وبطولة كأس قطر. ومع صراع اللقب الذي دار بين السد والدحيل، كان الصراع المتبقي على المركزين الثالث والرابع وهو لم يقل أهمية إطلاقا عن صراع اللقب ودار فعليا بين 4 فرق هي السيلية، الريان، الأهلي والعربي. العربي كان أول المنسحبين من الصراع حيث برصيد 30 نقطة لم يكن باستطاعته المنافسة حتى الأمتار الأخيرة من الدوري بعدما خسر 3 مرات في آخر 4 مباريات وفقدان 9 نقاط كاملة كانت كفيلة بإبعاده عن الصراع الأسيوي. أما الأهلي فهو أيضا لم يمتلك النفس الطويل خلال الموسم وحصد 4 نقاط فقط من آخر ست جولات ما جعله يتراجع بشكل درماتيكي وهذا يعود لقلة خبرة الفريق بالطبع. هذا سمح لفريقي السيلية والريان من حصد المركزين الثالث والرابع فالسيلية أظهر قدرات دفاعية جيدة للغاية وهذا يعود للعمل المميز الذي قام به المدرب التونسي ​سامي الطرابلسي​ مع الفريق والمنظومة الجماعية التي سار عليها الفريق بثبات طوال الموسم. أما الريان فهو أيضا امتلك نفس الشخصية المتوازنة وهو كان في فترة منتصف الموسم قريبا نوعا ما من فرق الصدارة لكنه بالطبع لم تكن لديه الإمكانيات الفنية للمتابعة في مشوار المنافسة على اللقب حتى النهاية.

منطقة الوسط الدافئة:

ضمت هذه المنطقة فعليا ومنذ انتهاء الثلث الاول من الموسم ضمت ثلاثة فرق هي الشحانية، ​الغرافة​ وأم صلال. وهنا لا بد من التوقف عند المستوى الجيد للغاية والذي ظهر به الشحانية هذا الموسم مع المدرب ​خوسيه مورسيا​ بشكل جيد للغاية حيث بدا الفريق بحلة جيدة دفاعيا وهو ما سمح له بتحقيق 7 انتصارات خلال الموسم وهو رقم مميز لفريق كان في الموسم الماضي هدفه فقط البقاء ضمن دوري نجوم قطر أما فريقي الغرافة وأم صلال فهما لم يقدما المستوى المأمول منهما وفشلا في المنافسة على المراكز الأسيوية واكتفيا بتقديم أداء عادي ضمن لهم البقاء بالطبع ولكن هذا لم يكن هدف الناديين في بداية الموسم غير أن الواقع شيئ والتمنيات شيئا آخر.

صراع تجنب الهبوط:

شهدت معركة الهبوط صراع بين ثلاثة فرق هي الخور، قطر والخريطيات. وكانت موسم الخريطيات سيئا في البداية حيث لم يحصد إلا بضع نقاط لكن إدارة الفريق قامت بتغيير الجهاز الفني وعينت اللاعب السابق وسام رزق كمدرب للفريق وهو حاول قدر المستطاع إنقاذ الفريق فحقق 4 انتصارات في آخر ست مباريات لكن هذا لم يكن كافيا لتجنب المركز الأخير إذ بقي خلف قطر بنقطة واحدة والذي خاض بدوره لقاءا فاصلا أمام ثاني الدرجة الثانية معيذر وفاز به 1-0 ليبقى موسما جديدا ضمن دوري نجوم قطر. أما الخور فهو أظهر تحسنا كبيرا في القسم الثاني من الدوري فخسر مرة واحدة في آخر ست مباريات كما تفوق في مواجهاته المباشرة مع قطر والخريطيات لينجح للبقاء لموسم جديد ضمن دوري الأضواء وذلك بعد قيادة مميزة من المدرب عمر نجحي والذي وضع بصمة واضحة على أداء الفريق.

​​​​​​​