بعدما أسدل الستار على الدور الربع النهائي من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، وتم التعرف على هوية الاطراف الاربعة لمواجهات الدور النصف النهائي من البطولة، دعونا الآن نتعرف على أهم خمسة مشاهد لفتت الأنظار خلال المباريات الثماني التي أقيمت ذهابا وإيابا في هذا الدور والتي كان لا بد من التوقف عندها.

عقدة دوري الأبطال مستمرة لدى بيب غوارديولا من عام 2011

بعدما خرج أمام ​توتنهام​ بفارق الأهداف المسجلة خارج الديار، استمرت عقدة المدرب الإسباني بيب غوارديولا والملقب بالفيلسوف مع دوري أبطال أوروبا حيث يعود آخر لقب حققه في المسابقة لعام 2011 مع برشلونة ليفشل في الفوز باللقب أعوام 2014، 2015 و2016 مع ​بايرن ميونيخ​ ثم أعوام 2017، 2018 و2019 مع مانشستر سيتي. وهذا العام، كان السيتي أبرز المرشحين للفوز باللقب لكن بيب غوارديولا سقط مجددا وعانى من أخطاء مدافعيه الفردية التي أصابته في مقتل وتحديدا أمام توتنهام في اللقاء المثير الذي فاز به السيتي 4-3 دون نسيان الفرحة المنقوصة والتي حرمته منها تقنية ال VAR بعدما ألغت هدف التأهل للسيتي بسبب التسلل فلم تكتمل أفراح السيتي الجنونية التي انطلقت وأخمدتها التكنولوجيا المتطورة تحكيميا بعد أقل من دقيقة في سيناريو سيئ ومخيب لرجال المدرب الاسباني الذي عليه المحاولة في موسم آخر من أجل الفوز بلقب الكأس ذات الأذنين والتي لم ينجح في التتويج بها مع أي فريق آخر غير برشلونة.

أياكس​ تابع كتابة التاريخ بأحرف من ذهب وتوتنهام يضرب موعدا ناريا معه

بعدما أخرج حامل اللقب ​ريال مدريد​ من الدور الماضي، تابع أياكس أمستردام الهولندي كتابة فصل جديد من تاريخه مسقطا يوفنتوس الإيطالي ونجمه كريستيانو رونالدو من الدور الربع النهائي مع تقديم كرة قدم مميزة للغاية تحت قيادة المدرب إيريك تين هاغ والمستوحاة من الكرة الشاملة الهولندية وهذا ما ظهر من خلال أداء أياكس على مدار المبارتين والثقة الكبيرة التي لعب بها الفريق ما جعله يصل للمربع الذهبي وهو حاليا مرشح فوق العادة لبلوغ النهائي في إنجاز كبير للفريق الهولندي الذي سيلاقي في الدور المقبل توتنهام هوتسبيرز الذي فاجأ الجميع وأقصى مانشستر سيتي من المسابقة حيث فرض المدرب ماوريسيو بوتشيتينو كلمته واثبت بأنه فريق قوي يقدم أداءا نال احترام الجميع مع فكر هجومي مميز لتكون هذه المواجهة المرتقبة انتصارا للكرة الهجومية وفلسفة الكرة الشاملة رغم خروج فيلسوفها بيب غوارديولا من الدور الربع النهائي لكنها ستكون حاضرة مع كلا الفريقين الهولندي والإنكليزي في المربع الذهبي للبطولة.

كريستيانو رونالدو لم يقدر على قيادة اليوفي للذهب الأوروبي

قام يوفنتوس الصيف الماضي بعقد صفقة كبيرة حيث استقدم كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد من أجل هدف واحد وهو التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا لكرة القدم الغائب عن خزائن اليوفي منذ أكثر من عشرين سنة. واعتمد اليوفي على خبرة رونالدو الكبيرة في تلك البطولة والتي فاز بلقبها لمرات عديدة آخرها ثلاث سنوات متتالية برفقة ريال مدريد.

​​​​​​​

وبالفعل بدت الأمور جيدة للطرفين، حيث تألق البرتغالي في مسابقته المفضلة وبدأ بهز شباك المنافسين الواحد تلو الآخر ومن بينهم أياكس أمستردام لكن الأخير نجح في إقصاء اليوفي بعدما أثبت للجميع بأن هذه البطولة هي بطولة العمل الجماعي وليس الفردي كما لم يكن بمقدور كريستيانو رونالدو أن يصفق بيد واحدة، فهو افتقد للمساندة التكتيكية والجماعية حيث لم تكن هناك منظومة دفاعية قادرة على التتويج باللقب حتى وإن تألق الدون البرتغالي الذي سجل مثلا هدف التقدم أمام أياكس برأسية متقنة لكن الفريق عاد وتلقى هدفين ثم ودع المسابقة وهذا بالطبع لا ذنب لكريستيانو فيه.

مانشستر يونايتد ظهر متواضعا من جديد في ليلة تألق برشلونة وميسي

بعد خسارته 1-0 في ملعب الأولد ترافورد، ذهب مانشستر يونايتد إلى ملعب الكامب نو وهو يمني النفس بالقيام "بريمونتادا" كالتي قام بها في الدور الماضي أمام باريس سان جيرمان لكن حسابات الحقل لم تطابق حسابات البيدر حيث خسر الفريق 3-0 في ليلة لم يمنح ميسي اليونايتد أية فرصة للتفكير بتسجيله لهدفين مبكرين جعلت الأمور تحسم حيث أصبحت المباراة بعدها بمثابة تحصيل حاصل.

وبعيدا عن تألق ميسي المعتاد في المواعيد الكبرى ولعبه دورا حاسما مثلما جرت العادة، كشفت هذه المباراة عيوب مانشستر يونايتد والذي لم يقدم على مدار المواجهتين الأداء المنتظر منه خاصة في الشق الهجومي مع عدم نجاح سولسكاير في إيجاد طريقة للوصول لشباك البرسا على مدار 180 دقيقة وكان الفريق الوحيد من ضمن الأندية التي وصلت لهذا الدور والتي لم تسجل أي هدف في مرمى الخصم ذهابا وإيابا وهذا يعكس حقيقة اليونايتد الذي لا يقدم كرة قدم هجومية ممتعة حتى مع المدرب سولسكاير والذي ربما أضاف معنويا الكثير على الفريق لكنه أضاف أقل من ذلك بكثير فنيا.

بورتو​ لم يصمد أمام ليفربول المصمم على محو كبوة نهائي الموسم الماضي

كان من المتوقع أن يصل ليفربول إلى الدور النصف النهائي للبطولة ويتجاوز عقبة بورتو إذ أن الفوارق الفنية بين الفريقين بدت واضحة وهذا ما أثبتته مبارتي الذهاب والإياب حيث حسم ليفربول المباراة الأولى ذهابا في ملعب الأنفيلد رود لمصلحته 2-0 ثم مع تقدمه بهدف مبكر إيابا في بورتو، أصبح الفريق البرتغالي بحاجة لأربعة أهداف من اجل التأهل وهو أمر لم يحصل بل على العكس خرج الفريق بخسارة رباعية 4-1 وودع المسابقة حيث حاول قدر المستطاع لكن الفريق بدا مفتقدا للترابط التكتيكي بين الخطوط الثلاثة وللصلابة الدفاعية ما جعله يتلقى ستة أهداف في 180 دقيقة.

​​​​​​​

ليفربول تابع عروضه القوية وهو أثبت بأنه يمتلك كل الإمكانات من أجل الذهاب بعيدا في المسابقة الأوروبية ولم لا الوصول من جديد للدور النهائي من أجل محو خيبة خسارة النهائي بطريقة دراماتيكية الموسم الماضي أمام ريال مدريد لكن سيكون عليه في البداية تخطي عقبة برشلونة وميسي في الدور النصف النهائي.