يمكن اعتبار السقوط المدوي لبوروسيا دورتموند أمام ​بايرن ميونيخ​ بخماسية نظيفة وخسارته لصدارة الدوري الألماني لكرة القدم بمثابة الحدث المفاجئ لمباريات نهاية الأسبوع في أوروبا، خاصة وان الفريق قدم اداءً باهراً هذا الموسم مكنه من اعتلاء قمة ​البوندسليغا​ بفارق كبير عن ​الفريق البافاري​ بطل الدوري في المواسم الستة الماضية.

إلا ان التراجع المخيف لاداء رجال المدرب ​لوسيان فافر​ ابتداء من شهر شباط الماضي بدءاً بخروجه من كأس المانيا على يد ​فيردر بريمن​ مروراً بتحقيقه فوز وحيد في أربع مباريات خلال هذا الشهر في الدوري الألماني ثم الخروج من دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا أمام توتنهام هوتسبير الإنكليزي بعد خسارته ذهاباً واياباً، أدى بالفريق الأصفر والأسود لمواجهة العملاق البافاري وهو في أسوأ حالاته.

لكن أشد المتشائمين لم يتوقع هذا الإنهيار الكبير لبوروسيا دوتموند الذي خسر مرتين فقط خلال 27 مباراة في البوندسليغا شهدت أيضاً فوزه على بايرن ميونيخ بثلاثة أهداف مقابل هدفين، الأمر الذي طرح الكثير من علامات الاستفهام حول عدم قدرة الفريق على الاستمرار بنفس الزخم الذي أظهره منذ بداية الموسم وحتى نهاية الشهر الاول من السنة الجديدة.

في الحقيقة جسّد بوروسيا دورتموند واقعاً مختلفاً هذا الموسم، وبدا انه الوحيد القادر على كسر احتكار الفريق البافاري والتأسيس لمرحلة جديدة في الدوري الألماني مع ما يعني ذلك من تطور مستوى البوندسليغا بين اقرانه في أوروبا عبر الابتعاد عن منظمة الفريق الواحد، وأظهر لاعبو دورتموند حماسة شديدة لتجسيد هذا الدور من خلال الزخم الذي اكتسبوه عبر مسلسل الانتصارات المتتالية.

لكن عامل الإصابات والثغرات الكبيرة في دفاع الفريق أودت الى تلك النهاية المؤلمة قبل ست جولات على انتهاء الدوري الألماني خاصة وان بايرن ميونيخ يملك مشواراً أسهل نسبياً من خصمه لا سيما بالنسبة للمباريات التي ستقام خارج أرض كل فريق فيما تبقى من الموسم.

لكن وعلى الرغم من النتيجة المذلة أمام بايرن ميونيخ، إلا أن دورتموند أعاد البريق للدوري الألماني ولا يزال قادراً على لعب هذا الدور وربما التتويج من خلال الحفاظ على فارق النقطة مع البايرن مع العلم أنها المرة الأولى منذ موسم 2001-2002 يكون فيها الفارق نقطة واحدة بين المتصدر ومطارده المباشر بعد المرحلة 28.

وبغض النظر عما سيؤول اليه الدوري الألماني بعد ست جولات، الا انه لا يمكن الا رفع القبعة لما قدمه بوروسيا دورتموند هذا الموسم، ويكفي انه اعاد الحرارة لدوري ظننا في يوم من الأيام ان لا منافس فيه لبايرن ميونيخ الا البايرن نفسه!.

​​​​​​​