يدرك زين الدين زيدان مدرب ​ريال مدريد​ ان المهمة الملقاة على عاتقه فيما تبقى من موسم لا ترقى إلى تحقيق المعجزات خاصة بعدما فقد الفريق كل فرص الفوز بالألقاب هذا الموسم، إنما تحقيق هدف واحد ألا وهو ضمان مقعد في دوري أبطال أوروبا وإنهاء ​الدوري الإسباني​ بشكل لائق يؤسس لمرحلة جديدة في القادم.

وعلى الرغم من الانتصارين المتتاليين على ​سلتا فيغو​ و​هويسكا​، إلا ان الخسارة أمام ​فالنسيا​ منتصف الاسبوع وضعت المدرب الفرنسي أمام أمر واقع يتجلى بمنع أي سقطات أخرى في الجولات المقبلة قد تعيد الفريق إلى دوامة المستويات الهزيلة التي قدمها هذا الموسم.

ولعل من الغريب أن يعمد زين الدين زيدان إلى إشراك 20 لاعب في ثلاث مباريات في الوقت الذي يبدو فيه الفريق بأمس الحاجة إلى الإستقرار الفني، وإن كان يُحسب لزيزو قدرته السريعة على إعادة الثقة لبعض لاعبي الفريق وفي مقدمتهم ​إيسكو​ وكريم بنزيما، لكن الخسارة امام فالنسيا لا يمكن اعتبارها حدثاً عابراً خاصة وان الميرينغي لم يقدم خلال هذه المباراة الصورة المطلوبة التي تجعلنا نلمس تغييراً ولو طفيفاً على بعض التحسن في اداء الفريق.

لكن يتعين على جماهير ريال مدريد اولاً أن تدرك ان زين الدين زيدان الحالي قد يكون نسخة مختلفة عن الاول الذي زيّن خزائن النادي بالألقاب ومنها ​دوري أبطال اوروبا​ ثلاث مرات متتالية، خاصة وأن الفرنسي عاد إلى سانتياغو برنابيو مجرداً من أسلحته وخاصة البرتغالي ​كريستيانو رونالدو​ إضافة للتراجع المخيف في مستوى اللاعبين الذي ساعدوه على تحقيق الانجازات في فترته الأولى.

صحيح أن أحداً لا يمكن أن يلوم المدرب الفرنسي خلال الفترة المتبقية من هذا الموسم، لكن المطلوب من زيدان تقديم صورة أولية لعمله الفعلي بدءاً من الموسم الجديد، والذي سيكون مختلفاً بالطبع بعد الاستعانة بلاعبين مميزين سيشكلون بداية لمرحلة مختلفة في سانتياغو برنابيو.

وإذا كانت خسارة ريال مدريد أمام فالنسيا شكلت تحذيراً لما ينتظر زين الدين زيدان مع الفريق، فإن الجولات الثمانية المتبقية من عمر الليغا ستكون بمثابة الإختبار الحقيقي للطريقة التي يمكن ان ينهي فيها الفريق الملكي البطولة، مع ان المؤشرات حتى الآن تبدو سلبية بوجود لاعبين لم يعمدوا الى إيقاف نزيف مستوياتهم هذا الموسم على الرغم من تولي ثلاثة مدربين تدريب الريال.

يمكن لزين الدين زيدان فعل ما يريد في الجولات المتبقية من الدوري الإسباني بشرط عدم التفريط بالمركز المؤهل لدوري أبطال أوروبا، لكن هذا الأمر لن يكون مسموحاً في الموسم المقبل حيث الآمال كبيرة والتطلعات تفوق الوصف والرغبة جامحة بإعادة ريال مدريد إلى منصة التتويج.