يُعيد نجم برشلونة ليونيل ميسي المعزوفة نفسها مع كل مباراة يخوضها مع الفريق الكاتالوني، فلا يهم إن كان الأرجنتيني عائداً من إصابة أو غائباً عن الإيقاع الفني بسبب العطلة الدولية، لأنه بمجرد تواجد "ليو" على أرض الملعب فإن أمراً غير عادي سيحصل من أدنى شك.

بعد عودة ليونيل ميسي الى المنتخب الأرجنتيني في المباراة الودية أمام ​فنزويلا​ والتي شهدت خسارة منتخب التانغو، اعتذر أفضل لاعب في العالم خمس مرات عن المشاركة في اللقاء الودي أمام ​المنتخب المغربي​ بسبب إصابة في العضلة الخلفية، إلا ان ليونيل ميسي سرعان ما أضاف وهجاً جديداً في مباراة اسبانيول في ​الدوري الإسباني لكرة القدم​ بتسجيله هدفي فريقه.

في الحقيقة لا يمكن حجب مستوى التألق الذي وصل إليه ميسي حتى مع اقترابه من سن الثانية الثلاثين، فهو يتصدر ترتيب هدافي الليغا برصيد 31 هدفاً وسجل عشرة أهداف أخرى لبرشلونة في كل من ​دوري أبطال أوروبا​ وكأس ملك اسبانيا، ومن الطبيعي ان ينهي الموسم برصيد يتعدى الخمسين هدفاً في جميع المسابقات وهو رقم ليس بالسهل للاعب في هذا السن فكيف اذا كان ليونيل ميسي.

لم يعد النجم الأرجنتيني بحاجة لقصائد المدح أو عبارات الإشادة فهو تخطى هذه المرحلة منذ سنوات طويلة، لكن من البديهي القول ان تأثير ميسي مع برشلونة لا يزال كما هو حتى حين كان في سن أقل بعشر سنوات من عمره الحالي، فالفريق الكاتالوني قادر على تحقيق السداسية مجدداً هذا العام طالما ان ليونيل ميسي يواصل اللعب على هذا المنوال، كما لن يكون غريباً أن يتوج بجائزة أفضل لاعب في أوروبا والعالم أيضاً.

من الواضح ان مناقشة نجومية ميسي وأفضليته كلاعب لم تشهد مثله الملاعب لم تعد مطروحة على بساط البحث، لكن المطلوب هو الحديث عن التأثيرات التي يضفيها اللاعب الأرجنتيني على أرض الملعب وهو في هذا السن، والبُعد الفني والإلتزام الذي يزرعه في نفوس من يلعب حوله وهذا بحد ذاته انجاز جديد يمكن ان يُسجل لنجم برشلونة.

ويبدو جلياً أيضاً ان عامل السن لا يشكل أي تهديد لمسيرة ليونيل ميسي، لأن بالإمكان ان نتوقع مثل هذا الاداء المماثل حتى لو بلغ الأربعين وهذا بحد ذاته يعيدنا إلى فلسفة التأثير على المستطيل الأخضر، وهي الفلسفة التي قد لا نجدها حتى في لاعبين هم أصغر سناً، وعليه فإن النادي الكاتالوني مطالب بضرورة الحفاظ على هذا المستوى من الإبداع للاعبه في المواسم المقبلة وهذا لا يكون إلا بمنحه حصة أقل من المباريات وتخفيف كل الضغوطات الفنية التي قد تثقل كاهله وتجعله عُرضة لمزيد من الإصابات.