لطالما تميز أولي غونار ​سولسكاير​ بقدرته على صنع الفارق حين كان لاعباً في مانشستر يونايتد واستحق يومها لقب البديل الناجح، واليوم أثبت النروجي مجدداً قدرته على صنع الفارق كمدرب بعدما بات مدرباً أصيلاً للشياطين الحمر لمدة ثلاث سنوات مقبلة.

في الحقيقة لم يكن مفاجئاً ترقية سولسكاير من مدرب مؤقت إلى أصيل بعدما نجح في اجتراح المعجزات منذ أن تولى المهمة خلفاً للبرتغالي ​جوزيه مورينيو​، وتمكن من قيادة الفريق الإنكليزي لتحقيق 14 انتصاراً في 19 مباراة خاضها، محققاً ريمونتادا رائعة امام ​باريس سان جيرمان​ الفرنسي قادته إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا.

وحين تولى سولسكاير تدريب مانشستر يونايتد، كان الفريق يبتعد 11 نقطة عن المركز الرابع، لكنه قلص الفارق الى نقطتين في الوقت الحالي، مما يعني ان مهمته الأولى ستكون ضمان مقعد للفريق في دوري أبطال اوروبا الموسم المقبل قبل ثماني مراحل على انتهاء الدوري الإنكليزي.

يُحسب للمدرب النروجي انه استطاع خلال فترة وجيزة إعادة الفرح لمدرجات أولدترافورد بعدما غابت البسمة منذ رحيل المدرب الاسطوري ​السير اليكس فيرغسون​، لكن يُحسب أيضاً لإدارة النادي الإنكليزي اختيارها الوقت المناسب لتقديم عرض طويل الأمد لمدرب تتلمذ على يدي "العجوز" حين كان لاعباً وأيضاً بانضمامه للجهاز الفني موسم 2007-2008، مما يعني ان سولسكاير على دراية تامة بما يمكن ان يحققه لليونايتد في المستقبل القريب.

من الواضح ان مهمات كثيرة ستكون ملقاة على عاتق المدرب الشاب لعل أبرزها مواجهة برشلونة في ربع نهائي أبطال أوروبا، لكن سولسكاير الذي اعتبر تعيينه مدرباً أصيلاً بمثابة "الحلم"، يعرف جيداً كم يحتاج من الواقعية من أجل مواجهة أحد أقوى الفرق في العالم وأبرز المرشحين للتتويج باللقب القاري، ومع ذلك فإن مدرب مانشستر يونايتد يستعد للمعركة بكثير من الجدية وبقليل من الضغوط.

ومما لا شك فيه ان سولسكاير سيواجه ايضاً مسألة في غاية الأهمية تتعلق بتجديد عقود العديد من اللاعبين وترميم خط الدفاع وخاصة الجهة اليسرى، لكن النروجي يدرك ان ادارة المان يونايتد ستسانده بدون تحفظ وستمنحه حرية الدخول في فترة الانتقالات الصيفية والتعاقد مع لاعبين قادرين على تحقيق الطموحات في الموسم المقبل خاصة وانه سيكون مطالب بالمنافسة على لقب ​البريمييرليغ​ بعد عودة الاستقرار الفني داخل الملعب وفي غرف الملابس.

ولعل ما يبعث على الإطمئنان ان سولسكاير يعرف جيداً فلسفة النادي ومستعد لنقل تجربته المميزة كلاعب ومدرب، وهو لم يتردد في الاستعانة بلاعبين من أكاديمية النادي وعلى رأسهم مايسون غرينوود و​تاهيت تشونغ​ وأنخل جومي، و​جايمس​ غارنر، وأعاد الثقة للاعبين الحاليين ونقلهم من مرحلة الخوف ابان وجود مورينيو الى مرحلة جديدة عنوانها التعاون والعمل الجماعي.

يبقى القول ان سولسكاير سيكون مطالب بهدف وحيد هذا الموسم ألا وهو ضمان التأهل لدوري أبطال أوروبا، لكن العيون ستكون شاخصة دون أدنى شك على الموسم المقبل ومرحلة الاستعداد التي تسبق الانطلاقة لكونها

ستحدد مسار اليونايتد وشكله الجديد مع مدرب أثبت خلال فترة وجيزة احقيته بالجلوس على مقعد اسطورة صنعت مجد أولدترافورد.