يعود زين الدين زيدان إلى ​ريال مدريد​ بالمهمة نفسها التي جاء من أجلها في المرة الأولى ألا وهي إنقاذ الميرينغي من الوضع السيئ، لكن مهمة الفرنسي تأتي هذه المرة في ظروف مختلفة وأوضاع صعبة يعيشها حامل لقب دوري أبطال أوروبا في السنوات الثلاث الأخيرة، ظروف استدعت تغيير مدربيْن اثنين قبل قدومه من جديد إلى ​سانتياغو بيرنابيو​.

سيتولى زيدان مهمة تدريب ريال مدريد للمرة الثانية لكن الفرق كبير بين المرتين، في الأولى تسلم زيزو فريقاً يعيش حالة إضطراب فنية في الملعب وفي داخل غرفة الملابس، فأعاد الهدوء وأرسى استقراراً فنياً متسلحاً بوجود ​كريستيانو رونالدو​ الأفضل في العالم مع الأرجنتيني ليونيل ميسي ومستفيداً من وجود لاعبين مميزين لديهم رغبة جامحة في تحقيق الألقاب وطموحات لا تعرف الحدود بالصعود إلى منصات التتويج فكان الفوز بتسعة ألقاب محلية وخارجية نتيجة مثمرة لهذا المشروع.

في عودة زيدان الثانية الى مدريد، لا وجود لكريستيانو رونالدو إنما لاعبون مخضرمون أصابهم "التشبع" وتراجعت مستوياتهم بشكل مخيف، وآخرون ضاعت موهبتهم على دكة الإحتياط ونجوم شباب بحاجة ماسة لمن يحتضن موهبتهم ويطلق العنان لرغباتهم المتصاعدة.

يدرك الفرنسي ان المهمة هذه المرة لن تكون سهلة على الإطلاق، لأن الفريق المدريدي لا يمكن ان يستمر بهذا الشكل في الموسم المقبل، لكن نوايا "زيزو" ظهرت منذ الوهلة الأولى عن طريق الشروع بترميم الثغرات داخل الميرينغي، فجاء التعاقد مع البرازيلي ​إيدير ميليتاو​ مدافع بورتو البرتغالي ليؤكد ان النظرة ستكون مختلفة وان النجم الفرنسي السابق حصل على الضوء الأخضر من رئيس النادي ​فلورنتينو​ بيرز للمضي قدماً في مشروع إعادة ريال مدريد الى جادة الصواب.

من المؤكد ان ريال مدريد بحاجة لإبرام العديد من الصفقات في الموسم المقبل حتى يستطيع زين الدين زيدان أن يؤدي عمله على أكمل وجه، لكن من الواضح أيضاً ان الكثير من لاعبي الفريق لن يجدوا لهم مكاناً ابتداء من الموسم المقبل وفي مقدمتهم الويلزي ​غاريث بايل​، وهو ما يعني ان المدرب الفرنسي يدرك جيداً ما يتحتم عليه القيام به من الآن وحتى انتهاء عقده بعد ثلاثة مواسم.

ربما تشّكل عودة زين الدين زيدان الى تدريب ريال مدريد فرصة لرئيس النادي فلورنتينو بيريز من أجل تجديد ولايته بعدما هددت الظروف الأخيرة التي مر بها النادي كل طموحاته، خاصة مع توجيه اللوم والنقد لسياسته حين وافق على رحيل زيدان بسهولة ولم يكترث لمغادرة النجم التاريخي لنادي كريستيانو رونالدو إلى يوفنتوس والنجاحات التي لا يزال يحققها مع السيدة العجوز وهو في سن الرابعة والثلاثين والتي كان آخرها قيادته لربع نهائي دوري أبطال أوروبا.