بعدما كنا على موعد مع دور ثاني من العيار الثقيل في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم والتي شهدت العديد من المفاجآت وخروج حامل اللقب ​ريال مدريد​ وفرق أوروبية كبيرة كبايرن ​ميونيخ​، ​أتلتيكو​ مدريد و​باريس سان جيرمان​، لا بد لنا من التوقف عند أبرز الأحداث التي حدثت في مباريات هذا الدور والتي لا يجب المرور عنها مرور الكرام.

حامل اللقب ودع من الباب الضيق ودفع ثمن القرارات الإدارية الخاطئة

لم تكتب رحلة ريال مدريد نحو اللقب الرابع على التوالي بعدما خسر أمام ​أياكس​ 4-1 على ملعب البيرنابيو مفرطا بفوزه ذهابا في ​أمستردام​ 2-1. ويمكن القول بأن ريال مدريد دفع ثمن الإستهتار والفوضى الإدارية التي حدثت الصيف الماضي داخل أركان الفريق بعد رحيل المدرب زيدان ومجيئ لوبيتيغي الذي ترك منصبه فيما بعد لسولاري الذي لم يجد الحلول اللازمة ولم يستطع تعويض غياب رونالدو ولا استخراج الافضل من اللاعبين ليعود الريال ويستنجد بزيدان من جديد على أساس أنه الرجل المناسب لمهمة إعادة الريال إلى مكانه الطبيعي على منصات التتويج لكن المدرب الفرنسي سيكون أمامه الكثير من العمل خاصة أن الفريق لم يعد ينافس هذه السنة في أي بطولة وهو أمر قد يكون جيدا له من أجل التحضير بهدوء للموسم المقبل.

تقنية حكم الفيديو المساعد غيرت مجرى ​دوري الابطال​ بشكل كامل

تم تطبيق تقنية حكم الفيديو المساعد منذ بداية دور الستة عشر في المسابقة الأوروبية وذلك لأول مرة في تاريخ المسابقة. ومع الفارق الكبير الذي أحدثته التقنية هذه، تدخلت في مواقف كثيرة ويمكن القول بأنها غيرت أحداث العديد من المباريات كمباراة ريال وأياكس، أتلتيكو و​اليوفي​، ​بورتو​ وروما وقرارات أخرى حاسمة لعبت دورا في تحديد الفرق المتأهلة إنما بعدل تام وتصحيح للأخطاء البشرية التي من الطبيعي أن يقع بها أي حكم حيث لن يكون هناك أي هفوة بعد الآن ولن يمر أي حدث مرور الكرام وما ركلة الجزاء التي نالها بورتو في الأشواط الإضافية أمام روما وأهلته إلا دليل واضح على ذلك حيث كانت حالة المسك صعبة ولا يراها حكام اللقاء لكن حكم الفيديو ضبطها بالجرم المشهود. ويتوقع أن تلعب هذه التقنية دور البطولة في قادم الأدوار حيث ستتدخل دون أدنى شك في تحديد هوية الفرق المتاهلة إذ أنها ستكون بالمرصاد لتعديل مسار أي أمر تحكيمي مثير للجدل.

الكرة الألمانية استمرت في التراجع وسط خسارات ثقيلة ومدوية

بعدما ودعت كأس العالم 2018 بخفي حنين، تابعت الكرة الألمانية مسيرتها الإنحدارية وهذه المرة كان في خروج الفرق الثلاث الممثلة لها من دور الستة عشر وسط أداء يقرب لأن يكون كارثيا بكل ما للكلمة من معنى. وبعدما كان بايرن ميونيخ قد عودنا على الوصول للمربع الذهبي على الأقل منذ عام 2012، لم ينجح الفريق البافاري في عبور دور الستة عشر بعدما خرج بشكل مستحق أمام ليفربول وظهر من دون طعم ولا لون كفريق مقطع الأوصال فنيا وتكتيكيا. ولم يكن حال غريمه بوروسيا دورتموند أفضل، إذ سقط أمام توتنهام ذهابا وإيابا وفرط بفرصة جيدة من أجل حجز مقعد بين الثمانية الكبار. أما شالكه 04، فرغم صعوبة المنافس الذي واجهه أي مانشستر سيتي وبعد أداء مقبول نسبيا ذهابا، حل الفريق ضيف شرف في ملعب الإتحاد وسقط بسباعية في مباراة لن تنساها الكرة الألمانية إذ أنها الأسوأ لها في دوري الأبطال وهي كانت مرآة عكست حقيقة الوضع المر للكرة الألمانية حاليا.

4 فرق إنكليزية تتأهل في إنجاز يعكس المستوى المميز للبريمييرليغ

يعد البريمييرليغ الدوري الأكثر إثارة نظرا لوجود فرق كبيرة تتنافس بشكل مستمر على المراكز الست الأولى ويملك كل واحد منهم فرصا حقيقية للمنافسة على اللقب لكن هذا الوهج خف مع عدم نجاح الأندية الإنكليزية في نقل التجربة الناجحة محليا إلى المحافل الأوروبية لكن الأمور هذا الموسم كانت مختلفة تماما حيث نجحت الفرق الإنكليزية الأربعة في عبور دور الستة عشر والوصول إلى الدور الربع النهائي وهم قطبا مدينة مانشستر، السيتي واليونايتد إضافة لليفربول وتوتنهام هوتسبيرز وهو إنجاز يحسب للكرة الإنكليزية وللمستوى المميز التي ظهرت به هذه السنة أوروبيا حيث يتوقع أن يشهد الدور الربع النهائي من المسابقة مواجهة إنكليزية إنكليزية نظرا لوجود 4 فرق وهذا ما سيعطي المنافسة نكهة إضافية بلا شك.

أياكس وبورتو يحملان آمال الفرق المكافحة في الدور الربع النهائي

تعتبر الفرق التي وصلت إلى الدور الربع النهائي من المسابقة من الفرق الكبيرة والتي تملك ميزانيات ضخمة ولاعبين نجوم على مستوى عالي إلا إذا ما استثنينا فريقي بورتو البرتغالي وأياكس أمستردام الهولندي وهذا ليس من باب الإنقاص من قيمتهم الكروية بل للإضاءة على أنهما سيحملان راية الفرق " الغير مرشحة للقب " أو الأحصنة السوداء في هذه المسابقة. والمتابع لهذين الفريقين، يدرك بأن كلاهما يقدم كرة قدم متطورة للغاية مع أداء تكتيكي من مستوى عالي ولاعبين شباب يملكون الطاقة والطموح من أجل تقديم أقصى ما لديهم ومخطئ بالطبع من يظن بأن مواجهة أي منهما في دور الربع النهائي ستكون نزهة ومن لا يعلم هذا الأمر ما عليه إلا أن يسأل ريال مدريد حامل اللقب كيف أقصاه أياكس من المسابقة.

ثنائية ميسي ورونالدو مستمرة في دوري الأبطال واللقاء قد يتكرر بينهما إنما بسيناريو مختلف

يمكن وصف هذا العصر بعصر ميسي ورونالدو نظرا لما امتلكه هذا الثنائي من شهرة واسعة ولفتا الأنظار بأداء راقي وثبات في المستوى طوال المواسم المنصرمة. وكان محبو كرة القدم متعودين على هذه الثنائية بصراع الغريمين في الدوري الإسباني، برشلونة وميسي من جهة، مع ريال مدريد ورونالدو من جهة ثانية لكن رحيل رونالدو إلى يوفنتوس الإيطالي قلل نوعا ما من حدة المقارنات بين النجمين.

لكن تألق ميسي ورونالدو بشكل لافت في دور الستة عشر، أرجع الآمال بمنافسة شرسة بين اللاعبين من أجل تحقيق اللقب خاصة أنهما يعتبران بيضة القبان بينهما ومن يدري قد نشهد مجددا مواجهة مباشرة بين الفريقين وذلك ما ستكشف عنه قرعة الدور الربع النهائي ظهر الجمعة.