ودع ​ريال مدريد​ مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم والتي كان حامل لقبها في آخر 3 مواسم بعدما خسر بنتيجة كبيرة أمام أياكس أمستردام 4-1 في مباراة الإياب التي احتضنها ملعب سانتياغو بيرنابيو في العاصمة الإسبانية مدريد.

المدير الفني لأياكس أمستردام ​إيريك تين هاغ​ بالرسم التكتيكي 4-3-3 مع الثلاثي ​تاديتش​، زياش و​نيريس​ في خط الهجوم كما لعب المدير الفني لريال مدريد ​سانتياغو سولاري​ بنفس الرسم 4-3-3 مع الثلاثي ​فاسكيز​، ​بنزيما​ و​فينيسيوس​ في خط الهجوم.

الشوط الأول:

الريال بدأ المباراة بشكل ضعيف للغاية حيث ارتكب خطأ دفاعيا سمح لأياكس بتسجيل هدف التقدم عبر ​حكيم زياش​ عند الدقيقة 7. ​اياكس​ استمر باللعب بثقة كبيرة ولم يتراجع للدفاع في ظل غياب الشكل الواضح للريال ومعاناته في الإمساك بالكرة والوصول لمرمى الخصم لينجح أياكس في تسجيل هدف ثاني عبر نيريس عند الدقيقة 18 في ظل صدمة كبيرة لفت ملعب البيرنابيو.

الريال كان في الشق الهجومي يعتمد دائما على ردة الفعل وليس الفعل مع بعض الإنطلاقات السريعة لفينيسيوس من الجهة اليسرى لكن الريال تعرض لضربة كبرى بإصابة جناحيه فاسكيز وفينيسيوس ودخول بايل وأسينسيو مكانهما. خط وسط أياكس كان هو الأفضل حيث سيطر على الكرة مع تفكك في خطوط الريال بجانب نقل سريع ومميز لأياكس وتركيز كبير على الجهة اليسرى مع نيريس والمساندة الدائمة من دي بيك ليستمر أياكس الطرف الأفضل مع حركية واضحة بكرة ومن دون كرة وسهولة الوصول لمرمى الريال حيث أضاع الفريق العديد من الكرات الخطرة لمضاعفة النتيجة ما جعل الشوط الأول ينتهي لمصلحة أياكس أداءا ونتيجة 2-0.

الشوط الثاني:

الريال حاول بدء الشوط الثاني بإيقاع هجومي سريع لاستدراك الأمور مع تحركات من طرفي الملعب وعكس الكرات العرضية لداخل منطقة جزاء أياكس مع تقدم ظهيري الفريق ريغيلون وكارفخال لكن أياكس كان ملتزما بشكل كبير في الشق الدفاعي ثم الإعتماد على الهجمات المرتدة السريعة والتي كانت فعالة للغاية مع تحرك رائع بدون كرة خلف مدافعي الريال الذي تحسن في الشق الهجومي نوعا ما لكنه كان معتمدا على المهارات الفردية وليس على الأسلوب الهجومي الجماعي للوصول إلى مرمى أياكس. وأمام غياب الضغط من لاعبي الريال في خط الوسط، كان أياكس رغم تقدمه 2-0 هو الفريق الأكثر استحواذا على الكرة خاصة مع اندفاع الريال أكثر للأمام وظهور المساحات في الخلف لينجح أياكس في تسجيل هدف ثالث عند الدقيقة 62 عبر تاديتش.

الريال حاول القيام بشيئ ما لحفظ ماء الوجه وهو سجل هدفا عبر أسينسيو قلص به الفارق إلى 3-1 لكن أياكس رد بشكل سريع بهدف رابع أنهى به المباراة نهائيا عند الدقيقة 72. بعدها، قام مدرب أياكس بثلاث تبديلات مع دخول دي فيت، ​دولبيرغ​ و​فيلتمان​ مكان شون، نيريس ومزراعي من أجل تهدئة اللعب وإغلاق خط الوسط لتمر الدقائق الأخيرة دون أي تغيير مع معرفة الريال بعدم قدرته على تغيير أي شيئ في الدقائق القليلة المتبقية لينتهي اللقاء بفوز كبير لأياكس وخروج الريال من الباب الضيق وخسارته للقبه الأوروبي.

ملاحظات عامة:

كان أسلوب أياكس مميزا للغاية حيث عرف كيف يخرج بالكرة ويتدرج من الخط الدفاعي نحو الهجومي بجانب الكرات البينية المتقنة والتفاهم العالي بين ثلاثي خط الوسط وخط الهجوم ما جعلهم يتخطون دائما دفاعات الريال ويواجهون الحارس وجها لوجه في أكثر من مناسبة.

كانت المباراة استكمالا لأداء أياكس المميز في مباراة الذهاب والتي خانه فيها الحظ والخبرة لكن في ملعب السناتياغو بيرنابيو، قدم أياكس مباراة مثالية والحق يقال بأن الفريق لو نجح في استغلال نصف الفرص التي أضاعها لكان خرج بنتيجة مضاعفة من أمام الريال الذي كان بموقف المتفرج أمام لعب أياكس الهجومي.

استمرت مشكلة الريال الدفاعية حيث كانت المساحات دائما موجودة خلف ظهيري الفريق بسبب عدم قيام ثلاثي خط الوسط بواجباتهم الدفاعية وهذا ظهر في مبارتي الكلاسيكو أمام البرسا ليستغله أياكس بأفضل طريقة ممكنة.

بدا الريال مرة أخرى مفلسا في الشق الهجومي ومقطع الأوصال في الشق التكتيكي مع غياب أي لمسة من المدرب سولاري والذي أثبت من جديد بأنه ليس الرجل المناسب للريال الذي ظهر من دون طعم ولا رائحة ولا لون بل مجرد 11 لاعبا في الملعب يلعبون بعشوائية وبغياب أي نظام تكتيكي أو جماعي واضح.