مرت ثلاث مواجهات متتالية في ​الكلاسيكو​ بين برشلونة و​ريال مدريد​ ولم يتغير شيء في سطوة الفريق الكاتالوني على غريمه التقليدي، حيث تمكن البارسا من إخراج الميرينغي من ​كأس ملك إسبانيا​ وتجديد فوزه عليه في الليغا، لا بل تفوق عليه في عدد الإنتصارات المحققة في لقاءات الفريقين.

لكن برشلونة وعلى الرغم من حفاظه على صورته القوية وسطوته على أرض الملعب، إلا ان هناك أمر ما تغيّر بالنسبة للأسلوب الذي ينتهجه الفريق وهو ما بدا واضحاً وجلياً في لقاءات الكلاسيكو الثلاثة أمام ريال مدريد والتي جاءت لتعبّر عن مشهد متكامل لاسلوب برشلونة المتبع هذا الموسم والذي تسبب ببعض النتائج المتواضعة في مختلف المسابقات.

هذا التغيير لمسه كل من تابع مباريات البارسا و​الريال​ الأخيرة حيث كان الأول على غير عادته مستكيناً، متواضعاً وحتى "بخيلاً" على عشاقه في تقديم المتعة التي لطالما عرفوها عن الفريق الكاتالوني ابان تواجد بيب غوارديولا ومن سار على دربه، إلا أن اسلوب أرنستو ​فالفيردي​ الأخير الباحث عن الإنتصارات دون المستوى هو أقرب لأسلوب ​جوزيه مورينيو​ و​دييغو سيميوني​ وبعيداً كل البعد عن ما عرفه عشاق برشلونة زمن "التيكي تاكا".

ومع ذلك ربما تكون طريقة فالفيردي الجديدة مبررة وفرصة لإراحة لاعبي الفريق من الضغط المستمر واستنزاف طاقاتهم ولياقاتهم خاصة وأن برشلونة ينتظره الكثير من الاستحقاقات هذا الموسم محلياً وأوروبياً وهو إذ يكاد في طريقه للحفاظ على هيمنته المحلية عبر الفوز بالدوري والكأس، فإن شيئاً لن يمنعه من مواصلة طريقه في دوري أبطال أوروبا نحو الهدف المنشود ما لم يحدث طارئ خارج عن الحسبان.

من الواضح ان أحداً لا يمكن أن يخاف على مسيرة برشلونة وطموحاته الواسعة هذا الموسم في ظل تواجد نجمين أثبتا جدارتهما وقدرتهما هما الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي ساهم في تغيير نتائج الفريق الكاتالوني في مباريات كثيرة في الليغا، وكذلك الحارس الألماني مارك اندريه تير ​شتيغن​ الذي أثبت انه واحد من أفضل الحراس في العالم إن لم يكن أفضلهم.

ومما لا شك فيه ان كل التغييرات التي طرأت على برشلونة في السنوات الأخيرة سواء بتغيير المدربين أو إصابة العناصر البارزة في الفريق، إلا ان "البلوغرانا" بقي ثابتاً قوياً لا يعرف الضعف، والفضل يعود في المقدمة لوجود ميسي على الرغم من ان الحاجة باتت ملحة للحصول على إجابات حول مرحلة "ما بعد ليو" والتي يبدو انها لن تأتي بسرعة على مدى السنوات الأربع المقبلة.

​​​​​​​

في المحصلة لم تتغير صورة برشلونة خلال السنوات الـ15 الأخيرة ولا يبدو في الأفق انها ستتغير قريباً مع هذا النهم غير المحدود لتحقيق الأنتصارات والفوز بالألقاب، لذلك فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل نحن على أعتاب سداسية جديدة هذا الموسم؟.