كشف محققون بريطانيون أن الطائرة الصغيرة التي أدى تحطمها في بحر ​المانش​ الشهر الماضي الى مقتل لاعب كرة القدم الأرجنتيني ​إيميليانو سالا​، لم تكن تحظى برخصة القيام برحلات تجارية.

وأوضح المكتب البريطاني للتحقيقات في الحوادث الجوية أن الطائرة كان يسمح لها برحلات "خاصة" يتم فيها تشارك الكلفة بين الطيار والراكب.

وأشار المكتب في تقرير أولي الى أن الأساس الذي تم عليه نقل الراكب لم يتم تحديده بعد، لكن الطيار قام سابقا بنقل ركاب على أساس تشارك الكلفة.

وتحطمت الطائرة في 21 كانون الثاني في طريقها من مدينة نانت الفرنسية التي كان سالا لاعبا في فريقها، الى العاصمة الويلزية للانضمام الى فريقها ​كارديف سيتي​ المشارك في ​الدوري الإنكليزي الممتاز​. وانتشلت جثة سالا في السابع من شباط الحالي، بينما لا يزال مصير الطيار ​ديفيد إيبوتسون​ مجهولا حتى الآن نظرا لعدم العثور عليه.

وتولى وكيلا الأعمال الكرويان ويلي ماكاي ونجله مارك إبرام الصفقة بتوكيل من ​نادي نانت الفرنسي​.

وقال ويلي في تصريحات لوسائل إعلام إنكليزية في وقت سابق، إن مارك هو من تولى تنظيم رحلة سالا، وأنه قام بالأمر نفسه سابقا لعدد من الوسطاء الضالعين في صفقة انتقال اللاعب.

وبحسب التقرير الأولي للمحققين البريطانيين، كانت الطائرة الصغيرة، وهي من نوع "بايبر بي ايه-46 ماليبو" مسجلة في الولايات المتحدة.

وأشار المحققون الى أنه نظرا لعدم العثور على سجل الرحلة أو رخصة الطيار بعد، لا يمكن التأكيد ما اذا كان إيبوتسون يحمل إجازة للتحليق ليلا.

وبحسب التقرير، أقلعت الطائرة عند الساعة 19,15. وبعد 43 دقيقة، تواصل مراقبو الرحلات الجوية مع الطيار للاستفسار عن تحليق الطائرة على علو أدنى من المحدد لمسارها. وأظهرت الأرصاد الجوية في ذلك الوقت وجود أمطار "بعضها غزير" في منطقة تحليق الطائرة.

وعند الساعة 20,02 طلب الطيار الاذن لخفض ارتفاع طائرته للتمكن من التحليق في ظروف تتيح "الرؤية بالعين المجردة". ولدى سؤال المراقبين الجويين له عما اذا كان يحتاج الى خفض إضافي، أجاب "كلا".

لكن إيبوتسون عاد وطلب ذلك بعد عشر دقائق. وأفاد التقرير أن الطائرة انخفضت مرتين وارتفعت مرتين، قبل ان تختفي عن شاشات الرادار.

وأوضح المحققون أن جزءا من حطام الطائرة عثر عليه على عمق 68 مترا تحت سطح البحر، وأن الطائرة "تعرضت لضرر كبير، والجزء الأساسي من هيكلها انقسم الى ثلاثة أجزاء بقيت متصلة ببعضها البعض بفضل أسلاك" كهربائية وغيرها.

ولم تكن الطائرة مزودة بصندوق أسود، وهو المتوافر في الطائرات التجارية لتسجيل بيانات الرحلة والتسجيلات الصوتية في قمرة القيادة.