في كل مرة تحصد الرياضة اللبنانية بمختلف فئاتها الخيبة، نستجمع كلماتنا من هنا وهناك علّها تبلسم بعضاً من جراحنا وتخفف من وطأة الصدمة بانتظار موعد جديد واستحقاق آخر، فإذا بالفشل يعود ليطل برأسه فوق أضغاث أحلام ظننا للحظة أنها "سراب يحسبه الظمآن ماءً".

منذ عامين تقريباً، لم يعرف ​الجمهور اللبناني​ سوى الحزن والصدمة ابتداءً من ​كأس آسيا لكرة السلة​ ومروراً بأمم آسيا في كرة القدم وختاماً بالتصفيات المؤهلة لكأس العالم، بعدما أُشبعت أحلام اللبنانيين بكثير من الآمال قبل ان يستيقظ الجميع على حقيقة واحدة عقب مباراتي ​نيوزيلندا​ و​كوريا الجنوبية​ أننا فاشلون، ندعي النجاح والتفوق ولا نعمل له، نبني طموحات من أوهام ونشحذ الهمم بكلام فارغ المضمون وبأهداف نعرف سلفاً أنها لن تتحقق.

انتظرت ساعات قبل التعليق على الإخفاق الجديد للمنتخب اللبناني لكرة السلة وفشله بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم في ​الصين​ كي لا يكون الكلام إنفعالياً وغير عقلاني، لكن الحقيقة المُرّة التي جناها اللبنانيون نهاية الاسبوع الماضي هي أصعب من أي أمر آخر، ليس لأن النتيجة لم تأت بقدر ما نشتهي، إنما لكون الجمهور المتعطش لأي إنجاز رياضي لم يبخل بدعمه وحضوره فيما الباقون خذلوه وأشبعوه إحباطاً وحزناً في غير وقتهما ومكانهما.

ربما آن الأوان لكي نعترف ان كرة السلة اللبنانية في "وضعها الحالي" لا تختلف عن أي لعبة أخرى، وأنها لم تعد تلك اللعبة القادرة على اجتراح المعجزات وتحقيق الإنجازات، لا بل انها باتت مصدر خيبة أمل كما غيرها بخلاف كل الأوهام التي يسوّقها البعض لأغراض تجارية فقط فيما ان الواقع هو كارثي بامتياز.

لماذا لا نعترف ان كرة السلة اللبنانية الحالية لا تشبه على الإطلاق بأنديتها ومنتخباتها زمن انطوان الشويري و​هشام جارودي​ وغيرهما، ولماذا لا نقرّ بأننا لا نملك جيلاً حقيقياً من اللاعبين والدليل اننا مع كل إخفاق نعود ونسأل عن ​فادي الخطيب​، ثم لماذا يصر البعض على رفع سقف التوقعات والشروع في إيهام الجماهير والمتابعين بتفوق اللعبة لأغراض معروفة، فيما ان الحقيقة هي في مكان آخر ولا يمكن حجبها بأي تفسيرات مغايرة؟

لقد أتعبتنا الخيبات المتتالية سواء في كرة السلة أو كرة القدم، لا بل أننا هَرِمنا في تحمل تبعاتها دون ان نجد في الأفق ما يمكن أن يعيننا على الصبر، لذلك عودوا إلى رشدكم وكفى "نفخاً" وأوهاماً، فجسدنا الرياضي ميت والضرب في الميت حرام!!.

​​​​​​​