قد يكون سهلاً لأي فريق أن يرسم أحلاماً قبل بداية الموسم، لكن ما هو أغرب أن تتعاقد مع أفضل لاعب في العالم خمس مرات وتجد نفسك قاب قوسين أو أدنى من تبدد جزء كبير من احلامك الأمر الذي يعيدك حتماً إلى نقطة الصفر.

ربما لا يجد يوفنتوس صعوبة في الاحتفاظ بلقب الدوري الايطالي للمرة الثامنة على التوالي لكن حلم الفوز بالثلاثية تلقى الضربة الأولى بعد خروجه من كأس ايطاليا على يد اتلانتا ومن ثم تعرضه للخسارة أمام ​أتلتيكو مدريد​ بهدفين دون رد في ذهاب دور الستة عشر من ​دوري أبطال أوروبا​، هذا اللقب الذي ما يزال يراود عشاق ​السيدة العجوز​ منذ الفوز به للمرة الأخيرة قبل ثلاثة وعشرين عاماً.

بعد خسارته المباراة النهائية 5 مرات منذ تتويجه الأخير، ظن يوفنتوس أنه وجد "المفتاح الأوروبي" بالتعاقد مع البرتغالي ​كريستيانو رونالدو​ صاحب الألقاب الخمسة في هذه المسابقة مقابل أكثر من 100 مليون يورو، لكن حلم الصعود الى منصة التتويج الأوروبية بات يحتاج إلى فوز بثلاثة أهداف في مباراة الإياب في تورينو في الثاني عشر من الشهر المقبل.

​​​​​​​

كثيرة هي الأخطاء التي وقع بها المدرب ​ماسيمليانو أليغري​ هذا الموسم خاصة في المباراة الأخيرة أمام رجال المدرب دييغو سيميوني، لكن من الواضح ان ​الدوري الإيطالي​، ليس الأرضية المناسبة لليوفي لخوض مباريات من العيار الثقيل على الرغم من ان فريق السيدة العجوز لم يذق طعم الخسارة هذا الموسم مع 21 انتصارا وثلاثة تعادلات وفارق 13 نقطة عن أقرب منافسيه فريق نابولي.

يمكن لأليغري أن يفخر بما حققه مع اليوفي في السنوات الماضية، كما يمكن له ان يتباهى بالتعاقد مع رونالدو الذي سجل 19 هدفاً حتى الآن وضعته في صدارة هدافي الدوري، لكن الأخير بدا ضيف شرف في مباراة أتلتيكو مدريد واكتفى بتسديدة خطرة واحدة على المرمى وهو الأمر الذي يحتم إعادة النظر بالطريقة التي لعب بها الفريق اذا ما اراد خطف بطاقة التأهل في مباراة الإياب.

من المؤكد ان مباريات الدوري الإيطالي لم تسعف اليوفي في تحقيق مجده الأوروبي خلال السنوات الماضية، وبدا واضحاً أن الفوز باللقب القاري يحتاج لمنافسة أقوى وقدرة فنية على مجاراة عمالقة أوروبا تكون مؤهلة لكسر الإحتكار الإسباني للمسابقة في السنوات الخمس الأخيرة، لذلك فإن مهمة السيدة العجوز لن تكون سهلة على الإطلاق في مباراة الإياب.

وحتى إن تمكن يوفنتوس من عبور أتلتيكو مدريد، فإن القادم من المباريات سيكون أشبه بمغامرة انتحارية لفريق بات من المؤكد انه يحتاج لأكثر من رونالدو من أجل تحقيق الحلم.