حقق ​أتلتيكو مدريد​ فوزا ثمينا على حساب يوفنتوس 2-0 في ذهاب دور الستة عشر من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم والذي استضافه ملعب "واندا ميتروبوليتانو" في مدينة مدريد.

المدير الفني لأتلتيكو مدريد ​دييغو سيميوني​ لعب اللقاء بالرسم التكتيكي 4-4-2 مع الثنائي ​غريزمان​ و​كوستا​ في خط الهجوم بينما لعب المدير الفني لليوفي ​ماسيميليانو أليغري​ بالرسم التكتيكي 4-3-3 مع الثلاثي ​ديبالا​، ​ماندزوكيتش​ ورونالدو في خط الهجوم.

الشوط الأول:

الفريقان حاولا بدء المباراة بشكل قوي من أجل السيطرة على خط وسط الملعب وفرض أسلوبه على الفريق الآخر مع أفضلية نسبية لليوفي الذي حاول التحرك عبر رونالدو في الجهة اليسرى من الملعب. وكان كل فريق يتراجع بشكل كلي للخلف عندما يمسك الطرف الآخر بالكرة من أجل إغلاق المنطقة الدفاعية ثم يصعد شيئا فشيئا بعد افتكاك الكرة. الفريق الإسباني حاول التحرك عبر كوكي في الجهة اليسرى ومحاولة لعب الكرات البينية بين الثنائي الهجومي ولاعبي خط الوسط رودري وبارتيي ثم الضغط العالي عند أول هجمة اليوفي قبل العودة بشكل سريع للعب الدفاع من منتصف الملعب ما جعل الأتلتيكو الفريق الأكثر حركية في خط الوسط وهو ما سمح له باستلام زمام المبادرة والبدء ببناء هجمات منظمة من الخلف مع عودة اليوفي للخلف حيث لم ينجح في الصعود بالكرة مع الضغط العالي للاعبي أتليتيكو الذين تشجعوا أكثر ودفعوا بخطوطهم الدفاعية للأمام من أجل تضييق المساحات على لاعبي اليوفي لتمر الدقائق المتبقية من الشوط دون أي فرص حقيقية ويدخل الفريقان غرف الملابس والنتيجة هي التعادل السلبي 0-0.

الشوط الثاني:

اليوفي بدأ الشوط الثاني محاولا الضغط على لاعبي أتلتيكو الذي اعتمد على التكتل في الخلف والقيام بالهجمات المرتدة خاصة مع ضعف العمق الدفاعي للفريق ونجاح اصحاب الارض عبر الثنائي الهجومي في التحرك بين قلبي دفاع اليوفي والحصول على عدة فرص خطرة.

سيميوني تدخل عند الدقيقة 58 ليقوم بثلاث تبديلات خلال 9 دقائق مع دخول ​موراتا​ مكان كوستا، ​ليمار​ مكان بارتيي وكوكي مكان ​كوريا​. الأمور بدت واضحة مع سعي الفريق الاسباني لتنشيط الأطراف والضغط بشكل قوي على رباعي دفاع اليوفي خاصة في الهجمات المرتدة.

أتلتيكو بدا منضبطا للغاية في الشق الدفاعي حيث أغلق المنافذ الدفاعي مع تقارب بين خطي الدفاع والوسط ما جعل استحواذ اليوفي سلبيا للغاية وغياب القدرة على إيجاد المنافذ مع بطئ واضح في نقل الكرة ما جعل أليغري يتدخل ويخرج لاعب الوسط بيانيتش ويدخل كان لجعل اللعب سلسا أكثر في صناعة اللعب الهجومي.

الاسلوب الهجومي للفريق الاسباني كان مميزا مع تنويع في الهجمة المرتدة فأحيانا يعكس الكرات العرضية لرأس الحربة موراتا أو يلعب الكرات الطويلة البينية مع سرعة غريزمان ما جعله ينجح في تسجيل الهدف الأول عبر خوسيه خيمينيز عند الدقيقة 78.

اليوفي بعدها ظهر من دون شخصية أو ردة فعل مع استمرار ضغط اصحاب الارض الذي أسفر عن هدف ثاني عبر غودين عند الدقيقة 83. بعدها عاد الفريق الفائز للخلف مع استفاقة متأخرة لليوفي الذي حاول البحث عن رونالدو في العمق لكن الأمور مرت بسلام مع انضباط اسباني في الدفاع والذي نجح في إنهاء المواجهة لمصلحته 2-0.

ملاحظات عامة:

قرأ مدرب أتلتيكو سيميوني المباراة بشكل مميز كما قسم طريقة اللعب إلى أجزاء فدافع في البداية ثم سيطر في منتصف الشوط الأول قبل أن يكتشف عيوب مدافعي اليوفي البطيئين وهذا انعكس في تبديلاته المميزة والتي قلبت الفريق في الشوط الثاني وغيرت من شكله الهجومي حيث بدا سريعا للغاية واستغل كما يجب اندفاع اليوفي للأمام والمساحات التي تركها خلفه.

بدا اليوفي من أي أنياب هجومية كما لم ينجح أليغري في إظهار شخصية الفريق القوية بعد تلقي هدف بجانب تبديلات خاطئة حيث لم يغير دخول كان أي شيئ في صناعة اللعب كما كان إخراج ديبالا وهو متأخر 1-0 خاطئا فالمشكلة لم تكن في الثلاثي الهجومي بل كانت في عدم وجود أي أفكار في صناعة اللعب والقدرة على إيجاد المساحات داخل دفاع أتلتيكو الصلب.

​​​​​​​

يمكن القول بأن اليوفي نجا من كارثه تهديفية حيث لو استغل أتلتيكو فرصه الواضحة كما يجب لكانت خسارة اليوفي بخماسية وليس بثنائية ما يفرض على أليغري إعادة النظر بطريقة تكوين الخط الدفاعي للفريق والواجبات الدفاعية للاعبي خطي الوسط والهجوم بعد خسارة الكرة.