أسدلت الستارة على كأس أمام آسيا والتي احتضنتها ​الإمارات​ من 5-1 إلى 1-2-2019 بتتويج ​المنتخب القطري​ بلقب البطولة للمرة الأولى في تاريخه. وشهدت هذه البطولة العديد من الأحداث الهامة والتي يجب التوقف عندها.

دعونا الآن نتعرف على أبرز الدروس والعبر من البطولة الأهم في كرة القدم الأسيوية.

"التخطيط الجيد يؤدي إلى النجاح"، جملة قادت قطر لتسيد القارة الأسيوية

بعد سنوات من العمل الجاد وإطلاق مشروع أكاديمية أسباير في أوائل الألفية الثالثة، بدأ الإتحاد القطري آنذاك إعداد جيل جديد من اللاعبين الذين لا تزيد أعمارهم عن العشر سنوات مع تحضيرهم وفق أهم المعايير الكروية العالمية وتوفير مناخ كروي ملائم لهم بجانب استقدام افضل المدربين وهو ما حصل عندم تم استقدام المدرب الإسباني فيليكس سانشيز وهو يسير في فكر التيكي تاكا والكرة الشاملة.

بدأ سانشيز العمل مع أفضل تلك المواهب على مستوى منتخب الناشئين ثم انتقل معهم لمنتخب الشباب ليبدأ سطوع النجم الكروي القطري ليتابع بعدها الإشراف على نفس الفريق الذي أصبح يلعب بمسمى المنتخب الأولمبي مع وصول البعض منهم للمنتخب الأول وهو تألق في بطولة آسيا لمنتخبات تحت 23 عاما لتتم ترقية سانشيز والإشراف على المنتخب الأول الذي كان هو نفس المنتخب الأولمبي نوعا ما وتكون النتيجة في النهاية لقب كأس لآسيا ليكون الدرس واضحا للجميع، التخطيط والإهتمام بالفئات العمرية يصنع المستحيل حقيقة.

مستوى عربي متذبذب ولولا الإنجاز القطري لكان يمكن القول بأنها بطولة للنسيان عربيا

لم تكن البطولة على المستوى المأمول عربيا مع مشاركة أحد عشر منتخبا فرغم نجاح قطر في الفوز باللقب والإمارات صاحبة الضيافة في الوصول للدور النصف النهائي لكن الأمور لم تكن جيدة للمنتخبات الباقية والتي لم تحقق المأمول منها. فمن الدور الاول ودعت منتخبات ​لبنان​، ​فلسطين​، ​اليمن​ وسوريا من الدور الأول أي بنسبة 37 % من المنتخبات العربية فيما شهد الدور الثاني توديع ​الأردن​، ​السعودية​، عمان، ​البحرين​ و​العراق​ أي أن 82 % من المنتخبات العربية فشلت في الوصول لدور الثمانية رغم الأموال التي صرفت على التحضيرات واستقدام مدربين ذات سير تدريبية عالية وهو أمر يجب التوقف عنده فكرة القدم لم تعد مجرد ضخ أموال واستقدام مدربين وبناء ملاعب فقط بل الأهم هو كيفية استثمار تلك الأموال والعمل على تطوير اللاعبين وتنمية مهاراتهم منذ الصغر وما التجربة القطرية إلا خير دليل على ذلك.

تجربة ال24 فريقا أثبتت نجاحها مع ظهور الكثير من الوجوه الشابة الكروية على الساحة

شهدت هذه النسخة من الكأس الأسيوية مشاركة 24 فريقا لأول مرة بعدما كان من قبل يتم اعتماد 16 منتخبا فقط. وسمح هذا النظام الجديد في إعطاء الفرصة للعديد من المنتخبات كي تصل وتظهر نفسها بقوة كمنتخب ​قرغيستان​ الذي يعد أحد افضل المنتخبات تطور خلال السنوات الأخيرة بجانب منتخبات لبنان، فلسطين و​تركمنستان​. ويمكن القول بأن هذه الخطوة يجب أن تتكرر في باقي النسخات لما لذلك من انعكاس فني على المستوى الكروي في آسيا وتقوية البنى التحتية الكروية في تلك البلدان النامية مع تسليط الضوء عليها في أكبر حدث قاري وهذا سيكسب المنتخبات الشابة للمزيد من الخبرة في طريقها من أجل الوصول إلى المستوى A إن صح التعبير على صعيد المنتخبات.

فشل المدربين العالميين أصحاب السير الذاتية المميزة في ترك بصمتهم في البطولة الأسيوية

شهدت هذه البطولة مشاركة العديد من المدربين العالمية أصحاب السير الذاتية الرفيعة كمدرب ​إيران​ البرتغالي كارلوس كيروش، الأرجنتيني خوان أنطونيو بيتزي مدرب السعودية، الإيطالي مارتشيلو ليبي مدرب الصين، السويدي زفين غوران إيريكسون مدرب ​الفيليبين​، الإيطالي ألبيرتو زاكيروني مدرب الإمارات، وهيكتور كوبر مدرب أوزبكستان. هذه الأسماء التي كان لها صولات وجولات في كرة القدم الأوروبية والعالمية حيث حصد كل واحد منهم بطولات كبيرة كلقب كأس العالم مع إيطاليا عام 2006 للمدرب مارشيلو ليبي، هذه الأسماء فشلت في أن تترك بصمة واضحة لها ولم تنجح في الظفر باللقب بل ذهب اللقب لمدرب نوعا ما مغمور من ناحية الإسم لكنه قدم الكثير فنيا على مدى عدة سنوات مع الكرة القطرية والحديث هنا طبعا عن المدرب الإسباني فيليكس سانشيز، مدرب منتخب قطر.

التحكيم بين الكثير من الأخذ والرد وتقنية الV.A.R لفتت الأنظار

بكل صراحة، لم تكن هذه النسخة من البطولة الأسيوية الكثير من الأخطاء التحكيمية التي لم تعكس المستوى المميز الذي وصل إليه التحكيم الأسيوي، مع اعتماد نظام الحكام المساعدين الإضافيين وراء كلا المرميين. ومع البدء بدور الربع النهائي، دخلت تقنية الفيديو على خط المباريات لنشهد تدخل هذه التقنية في كل المباريات التي حصلت بدور الربع النهائي، النصف النهائي والمباراة النهائية مع قرارات حاسمة غيرت مجرى المباريات وأنقذت حكام المباريات من هفوات وركلات جزاء وأهداف ملغاة كادت لتغير شكل البطولة وهوية البطل ربما وطبعا من غير قصد لأن الأخطاء التحكيمية هي جزء لا يتجزأ من اللعبة وما ركلة الجزاء التي احتسبت في النهائي بعد اللجوء لتقنية الفيديو والتي سجل منها المنتخب القطري الهدف الثالث إلا أكبر دليل على ذلك.