لطالما تسببت مباريات ​الكلاسيكو​ بين برشلونة وريال مدريد في السنوات الأخيرة،بالإحباط لجماهير الميرينغي بعدما أصبحت المباريات أمام الغريم التقليدي تشكّل حالة سلبية بسبب النتائج المخيبة التي تؤؤل إليها هذه المواجهات والتي ذهبت في غالبيتها لمصلحة الفريق الكاتالوني وكان آخرها الخماسية الثقيلة في مباراة الدور الأول من ​الدوري الإسباني​ لكرة القدم.

من الواضح أن المواجهة المقبلة بين الغريمين التقليديين يوم الأربعاء في ذهاب نصف نهائي كأس ملك إسبانيا، تشكّل أهمية بالغة للفريق الملكي الساعي لمحو آثار هزيمة الدوري، كما انها فرصة للمدرب سولاري من أجل إرضاء جماهير سانتياغو برنابيو لكونه الكلاسيكو الأول الذي يخوضه ​الريال​ بقيادة مدربه الأرجنتيني ومحاولة محاكاة انجاز زين الدين زيدان الذي حقق الفوز في أول لقاء قمة أمام برشلونة وهو الأمر الذي لم يفعله الكثير من مدربي الريال الجدد.

ومنذ خسارة ريال مدريد في مباراة الدوري أمام برشلونة تغيرت الكثير من الأمور ابتداءً برحيل جولين لوبيتيغي وحلول ​سانتياغو سولاري​، ومروراً بمسلسل طويل من الإصابات عاشه الفريق الملكي وأدى لابتعاده عن غريمه التقليدي متصدر الليغابفارق ثماني نقاط ، لكن الميرينغي عرف في الآونة الأخيرة استقراراً فنياً ملحوظاً بتحقيقه ستة انتصارات متتالية في جميع المسابقات مع غزارة تهديفية وتألق لافت لنجمه ​كريم بنزيما​.

النجم الفرنسي سجل ستة أهداف في المباريات الأربع الأخيرة للريال المسابقات،وهي أفضل سلسلة له منذ يناير 2017، وبات رصيده 10 أهداف خلال 22 مباراة لريال مدريد هذا الموسم، وهو ضعف ما سجله في 32 مباراة الموسم الماضي.

هذا الأمر قد يمنح جماهير ريال مدريد مسحة من التفاؤل أمام فريق غير مقنع من الناحية الدفاعية على الرغم من وجود ليونيل ميسي صاحب الـ21 هدفاً في الليغا والذي يقدم واحداً من أفضل مواسمه مع برشلونة وهو ما تجلى في مباراة اشبيلية في اياب ربع نهائي الكأس ومباراة ​فالنسيا​ الأخيرة في الدوري والتي نجا من خلالها الفريق الكاتالوني من الخسارة بفضل براعة ميسي أيضاً.

قد يتشارك الفريقان المشكلة نفسها هذا الموسم ونعني الثغرات الدفاعية القاتلة في صفوفهما والتي تسببت باهتزاز شباك برشلونة 23 مرة وريال مدريد 26 خلال 22 مباراة في الدوري الإسباني هذا الموسم ، وهي معضلة لم يتمكن كل من ​فالفيردي​ وسولاري من ايجاد الحلول الناجعة لها، لكن برشلونة يتميز عن غريمه بأنه الأفضل تهديفاً ويكفي انه سجل أكثر من 85 هدفاً حتى الآن في جميع المسابقات وهو الوضع الذي يرجح كفته مجدداً أمام ريال مدريد يوم الاربعاء.

من هنا فإن الأمل يحذو الجيمع ألا تُحسم هوية المتأهل إلى نهائي كأس ملك إسبانيا من خلال مباراة الذهاب، حتى تأتي مباراة الإياب ومن بعدها مباراة كلاسيكو الدوري بمثابة سلسلة كروية مثيرة تعيد التنافس إلى وضعه الطبيعي بين الغريمين التقليديين.