تأهل المنتخب القطري إلى الدور النهائي لكأس آسيا 2019 بعدما تغلب على ​الإمارات​ صاحبة الأرض والجمهور 4-0 في المباراة التي استضافها ملعب محمد بن زايد في العاصمة الإماراتية أبو ظبي.

المدير الفني لمنتخب قطر ​فيليكس سانشيز​ لعب بالرسم التكتيكي 5-3-2 مع ​المعز علي​ و​أكرم عفيف​ في خط الهجوم بينما لعب المدير الفني للإمارات ​ألبيرتو زاكيروني​ بالرسم التكتيكي 4-2-3-1 في خط الهجوم.

الشوط الأول:

المنتخبان حاولا منذ بدء اللقاء السيطرة على خط وسط الملعب مع السعي لفرض الأسلوب الخاص بكل منهما وتسجيل هدف مبكر يغير مجرى المواجهة لكن القطريين بدوا الطرف الأفضل بعد مرور حوالي عشرة دقائق من اللعب مع ضغط في وسط الملعب أزعج الإماراتيين نوعا ما وأجبرهم على التراجع قليلا لينجح خوخي بو علام في تسديل هدف التقدم لقطر عند الدقيقة 22 بعد سلسلة من الهجمات المنظمة.

بعدها حاول الإماراتيون الظهور في الشق الهجومي فتحركوا عبر طرفي الملعب مع اسماعيل الحمادي وبندر الحبابي لإيجاد ​علي مبخوت​ في العمق لكن التنظيم القطري الدفاعي بدا واضحا مع سرعة في التحرك بوسط الملعب وقدرة على نقل الكرة بشكل سلس وسريع ما سمح لهم بتسجيل هدف ثاني عبر المعز علي وسط ضياع دفاعي إماراتي وارتباك واضح مع مساحات كبيرة موجودة بين الرباعي الدفاعي وثنائي الإرتكاز علي سالمين و​عامر عبد الرحمن​ لينتهي بعدها الشوط الأول بتقدم قطري 2-0.

الشوط الثاني:

المدرب الإيطالي زاكيروني حاول التدخل بين شوطي المباراة فأدخل ​اسماعيل مطر​ مكان عامر عبد الرحمن ثم ​أحمد خليل​ مكان اسماعيل الحمادي مع التحول للرسم التكتيكي 4-1-4-1.

وبالطبع شهدت بداية هذا الشوط بعض المحاولات الإماراتية مع كرات عرضية وتسديدات على مرمى الحارس القطري لكن الإنتشار القطري الدفاعي كان جيدا مع كثافة عددية في الخلف وسرعة كبيرة في التحول بالكرات المرتدة العكسية ما سمح للإمارات بأن تكون الأكثر استحواذا على الكرة في هذا الشوط ليدخل محمد عبد الرحمن عند الدقيقة 70 مكان سيف راشد في آخر أوراق زاكيروني لتنشيط الوسط الهجومي لكن الأمور لم تحمل أي جديد هجوميا بل على العكس كانت قطر بالمرتدات خطرة للغاية نتيجة الإندفاع الإماراتي نحو الأمام والمساحات الموجودة في الخلف لينجح القطريون في تسجيل هدف ثالث ثم رابع من هجمات مرتدة نموذجية لتنتهي المباراة وسط عجز إماراتي تام عن مجاراة الإيقاع السريع لمنتخب قطر الذي حجز مكانا له في النهائي الأسيوي.

ملاحظات عامة:

دخل القطريون المواجهة أمام الإمارات بتركيز عالي وقراءة فنية مميزة من المدرب الإسباني فيليكس للخصم فحول الرسم التكتيكي إلى 5-3-2 أي فعليا 3-4-3 والهدف كان إيجاد الكثافة في وسط الملعب مع فعالية كبيرة عبر الأطراف وهو ما سمح له بأن يكون موجودا في كافة أنحاء الملعب مع انتشار مميز وترابط بين الخطوط الثلاث.

أكثر ما ميز القطريين هو السرعة الكبيرة لدى الفريق خاصة في الهجمات المرتدة وهو ما ظهر منذ الهدف الأول ومع تقدم الإمارات أكثر للأمام وبدء المساحات في الظهور بالثلث الإماراتي الدفاعي، تحرك الفريق القطري بشكل مميز مع الرباعي ​حسن الهيدوس​، المعز علي، أكرم عفيف وكريم بو ضياف ما شكل عبئا دفاعيا كبيرا على دفاع الإمارات البطيئ أصلا والذي لم يستطع مجاراة النسق القطري الهجومي.

مع حساسية المباراة على المستوى السياسي نظرا للتوتر بين المنتخبين، بدا الضغط كبيرا على المنتخب الإماراتي من خلال الضغط والتوتر الذي كان ظاهرا على لاعبي الإمارات من خلال التسرع في إنهاء الهجمات والتمريرات الخاطئة والذي كان أحد الأسباب في الخروج بخسارة كبيرة أمام قطر.

​​​​​​​