يدخل فريق ويليامز موسم 2019 في الفورمولا 1 وهو محطم معنويًا بعد أن قدّم أسوأ موسم له في تاريخه الحديث في 2018. حل ويليامز في المركز الأخير في البطولة مسجلًا فقط 7 نقاط (الفريق البطل مرسيدس سجّل 655 نقطة). من يتابع الفورمولا 1 يعلم أن ويليامز له تاريخ عريق في الفوررمولا 1 وهو فائز بالعديد من بطولات السائقين والصانعين وقاد له ابطال عالم من أفضل ما مرّ على الفورمولا 1 أمثال ​نايجل مانسيل​ و​كيكيه روزبرغ​ وايرتون سينا و​الآن بروست​.

لقراة مقال مفصل عن أوضاع الفرق مثل ويليامز في الفورمولا 1 حاليًاإضغط هنا.

في هذا المقال سنتكلم عن السائق البولندي روبرت كيوبيكا الذي سيقود له في موسم 2019 ويمكن إعتبار عودة كيوبيكا للفورمولا 1 قصة خيالية.

وصل كيوبيكا للفورمولا 1 في المرة الأولى في عام 2005 وكان سائق تجارب لفريق رينو (رينو فاز ببطولة العالم في ذلك العام). وبعد أن أظهر كيوبيكا أنه سريع كفاية ليكون سائق أساسي ضمه اليه فريق ​ساوبر​ في 2006 بعد مضي 12 جولة حيث أن الفريق قرر التخلي عن بطل العالم السابق ​جاك فيلنوف​. تمكن كيوبيكا من تسجيل نتيجة جيدة في السباق الإيطالي الذي حل في المركز الثالث فيه وكان أداؤه في باقي السباقات جيّد وحلّ في المركز ال16.

في 2007 وبعد الخبرة التي إكتسبها وصل للمركز ال6، أما في 2008 فكانت عام سطوعه حيث انه حلّ في المركز الرابع بفوزه بسباق كندا وصعوده 7 مرات على منصة التتويج. في عام 2009 لم يتمكن من تحقيق نتائج تذكر كون سيارته ساوبر كانت دون المستوى. في 2010 إنتقل الى فريق رينو التي كانت سيارته بدورها متوسطة الأداء وحل في المركز ال8 وصعد 3 مرات الى منصة التتويج.

بالرغم من الموسم المتوسط الأداء في 2010 كان كيوبيكا قد أثبت وجوده في الفورمولا 1 كسائق سريع وموهوب وأصبحت الفرق الكبيرة تسعى لضمه. لكن الكارثة وقعت في شباط 2011 حين كان كيوبيكا يقود سيارة سكودا في بطولة رالي خلال سباق ضمن ​إيطاليا​ حين فقد السيطرة على سيارته وصدم حاجز على الطريق بقوة ما أدى الى إختراقه السيارة ووصل الى كيوبيكا. الإصابات التي تعرّض لها البولندي كانت بليغة وهي بتر جزئي لساعده، وكسور في المرفق والكتف والساق اليمنى، بالإضافة إلى فقدانه الكثير في الدم.

عولج كيوبيكا في المستشفى وتمكن الأطباء من إعادة لحم ساعده لكنه أصيب بعطل جزئي دائم به. وخضع لعدة عمليات لاحقة في الأيام التي تلت الحادثة. وبسبب وضع يديه قام فريق رينو بضم السائق ​نيك هايدفيلد​ ليقود مكانه في موسم 2011. أنهى هذا الحادث مسيرة كيوبيكا في الفورمولا 1. في 2013 عاد كيوبيكا لحلبة التسابق من خلال الراليات مجددًا وبقي فيها حتى عام 2017.

في نهاية عام 2017 بدأت التقارير تشير أن كيوبيكا يسعى للعودة الى الفورمولا 1 من خلال بوابة ويليامز الذي كان لديه مقعد شاغر، وعمل مدير أعماله ​نيكو روزبرغ​ (بطل عالم سابق في الفورمولا 1) بقوة من أجل تحقيق هذا الأمر. لكن في النهاية قرر الفريق الإنكليزي الإعتماد على خدمات السائق الروسي ​سيرغي سيروتكين​ الذي تمكن من خلال راعيه الرسمي مصرف SMP الروسي من تامين مبلغ أكبر من الذي أمنه كيوبيكا. وفي النهاية توصل كيوبيكا الى إتفاق مع ويليامز أن يكون سائقه الثالث.

كما ذكر في أول المقال كان موسم ويليامز في 2018 كارثي خاصة أنه إعتمد على سائقين من دون خبرة تقريبًا وشابين (لانس سترول، وسيروتكين) وغالبًا ما كان كيوبيكا أسرع منهما حين كان يقود السيارة في بعض حصص التجارب الحرة. بالمقابل المفاجأة أتت منذ أسابيع قليلة حين أعلن الفريق أن كيوبيكا سيكون سائق أساسي له في 2019 وسيقود الى جانب بطل الفورمولا 2 ​جورج راسل​.

هذا الخبر بالنسبة لمتابع فورمولا 1 هو جميل جدًا ويقترب من القصة الخيالة إذ لا احد توقع عودة كبيوبيكا للفومولا 1 بعد غياب دام 7 سنوات ومع إصابته الدائمة. هذا السائق حافظ على معنوياته في مرحلة كان الجزء الأكبر من الناس لتستلم، وتابع مسيرته في عالم السيارت وعاد للفورمولا 1 التي هي كانت حلمه.

كيوبيكا يستحق التواجد في الفورمولا 1 بشكل قاطع وهو يشكل نفحة جميلة من ماضي الفورمولا 1 حين كان السائق يصل اليها بمبوهبته وليس بأمواله. لكن في المقابل المشكلة الأساسية لديه هو يده حيث انه فعليًا سيقود بيد واحدة كون حركته في اليد المتضررة محدودة جدًا. عبّر بعض السائقين من مخاوفهن من هذا الأمر، ومن شبه المؤكّد أن اول حادث سيتعرض له كيوبيكا سيبدأ الإعلام فورًا بلوم يده على ذلك حتى لو لم تكن السبب الحقيقي. تجدر الإشارة أن كيوبيكا نجح في كل الإختبارات التي فرضها عليه الإتحاد الدولي للسيارات للتأكد من قدرته على قيادة السيارة.

على كل الأحوال، عاد كيوبيكا للفورمولا 1 وجمهورها ينتظره بشغف كونه سائق محبوب وكان يعتبر بطل عالم مستقبلي، بالإضافة الى ذلك تتخبط الفورمولا 1 في ألف مشكلة وكيوبيكا هي أقل همومها حاليًا.