لم يكن الدور الربع النهائي من ​كأس أمم آسيا 2019​ عاديا، بل شهد العديد من المباريات الحماسية والنتائج الغير متوقعة بجانب الكثير من الأحداث والأمور التي كان لا بد من التوقف عندها والحديث عنها. دعونا الآن نتعرف على أبرز 5 مشاهد رأيناها في الدور الربع النهائي من كأس آسيا الإمارات 2019.

قطر و​إيران​ بشباك نظيفة إلى المربع الذهبي من كأس آسيا 2019

تابع ​منتخب قطر​ عروضه المميزة في البطولة الآسيوية حيث حقق نتيجة مفاجئة نوعا ما بإقصائه المنتخب الكوري الجنوبي بعدما تغلب عليه 1-0. وتابع الفريق العنابي الظهور بشكل صلب دفاعيا حيث حافظ على نظافة شباكه للمرة الخامسة على التوالي وهو ما قامت به إيران أيضا والتي هزمت ​الصين​ 3-0 في مباراة لم يجد فيها الإيرانيون أية صعوبة مع مدربهم كارلوس كيروش والذي عرف من أين تؤكل الكتف الصينية ليحافظ أيضا المنتخب الإيراني على نظافة شباكه مثل المنتخب القطري حيث يعدان المنتخبان الوحيدان اللذين لم تتلق شباكهما أي هدف كما أنهما يتشاركان أيضا في قوة خط الهجوم حيث سجل كل واحد منهما 12 هدفا لحد الآن بمعدل تهديفي وصل إلى 2.4 هدف في المباراة الواحدة ليكونا هما أقوى خط هجوم ودفاع لحد الآن في البطولة.

مغامرة ​فيتنام​ انتهت وصاحب الضيافة ما زال في البطولة

بعدما قدم عروضا قوية خلال البطولة حيث خسر من ​العراق​ وإيران بصعوبة ثم أخرج منتخب الأردن من دور الستة عشر، انتهت المغامرة الفيتنامية أمام ​اليابان​ بعدما خسر 1-0. وحاول الفيتناميون بمنتخبها الشاب الوقوف قدر الإمكان أمام الكومبيوتر الياباني وهو نجح نوعا ما في ذلك لكن عامل الخبرة كان إلى جانب اليابانيين اللذين عرفوا كيف يمتصوا الفورة الفيتنامية ليفوزوا 1-0 ويتأهلوا للمربع الذهبي للبطولة. أما ​المنتخب الإماراتي​ صاحب الأرض والجمهور فهو عرف كيف يتعامل مع الكنغارو الأسترالي وأطاح به خارج البطولة بعدما فاز عليه 1-0 ليضرب موعدا ناريا في الدور النصف النهائي مع منتخب قطر وهذا صب طبعا في مصلحة البطولة حيث دائما ما يكون بقاء أصحاب الأرض في المنافسة حافزا إضافيا للجماهير ودفعا معنويا أقوى للبطولة.

​​​​​​​

الأسلوب الدفاعي يثبت نجاحه وعلامات استفهام حول أسلوب الإستحواذ

يمكن القول بأن الفرق التي لعبت بتحفظ دفاعي ولم تأخذ المبادرة الهجومية هي التي تفوقت في الدور الربع النهائي خاصة في مواجهتي ​كوريا الجنوبية​ وقطر ثم الإمارات وأستراليا فكلنا رأينا المنتخب الكوري الجنوبي والمنتخب الأسترالي يأخذون المبادرة الهجومية منذ البداية حتى النهاية مع تراجع قطري وإماراتي نحو الدفاع ليكون في نهاية المطاف قطر والإمارات هم المتأهلان للدور النصف النهائي. المشكلة بالطبع ليست في فكر الإستحواذ بل في كيفية البناء الهجومي حيث كان الفكر الكوري والأسترالي تقليديا ولم يحمل أي جديد مع بطء في الصعود بالكرة والإكتفاء بسلاح الكرات العرضية والتسديدات البعيدة وهو ما منح قطر والإمارات تفوقا دفاعيا تاما ثم منحهما بطاقتي التأهل.

الأشواط الإضافية غابت في الدور الربع النهائي

بعدما انتهت 4 مباريات في دور الستة عشر من أصل 8 مواجهات بعد الوصول إلى الأشواط الإضافية، لم تحمل مباريات الدور الربع النهائي أي وصول إلى أوقات إضافية بل انتهت جميع المباريات في وقتها الأصلي وهذا بالطبع كان من مصلحة المنتخبات المتأهلة والتي لم تضطر للعب 30 دقيقة إضافية ما سيفيدها كثيرا من الناحية البدنية لاستعادة عافيتها والتعافي بشكل أسرع مع تجنب الإرهاق خاصة أن البطولة وصلت لأمتارها الأخيرة مع مباراة كل يومين وهذا ليس بالسهل طبعا كما أن الفريق الأفضل بدنيا سيكون صاحب الحظوظ الأكبر في الذهاب نحو المباراة النهائية وحصد اللقب لأنه كلما كان الفريق جاهز بدنيا كلما كان قادرا على تطبيق أسلوب لعبه دفاعيا وهجوميا بشكل أفضل.

تقنية الV.A.R تظهر لأول مرة في تاريخ البطولات الآسيوية

بعدما تم تطبيق نظام الحكم الإضافي المساعد خلف المرمى في مباريات الدور الأول والدور الثاني، طبق الإتحاد الأسيوي لكرة القدم نظام حكم الفيديو المساعد بالتعاون مع الإتحاد الدولي للعبة إبتداءا من الدور الربع النهائي وهذا كان حدثا تاريخيا لأنه يطبق للمرة الأولى في بطولات الإتحاد الأسيوي خاصة بعد الإنتقادات الكبيرة التي طاولت التحكيم في الدورين الأول والثاني. ويمكن القول بأن استخدام التقنية كان مميزا في مباريات الدور الربع النهائي حيث ساهمت في إتخاذ العديد من القرارات الحاسمة والصحيحة إن من ناحية احتساب وإلغاء بعض الأهداف كما في احتساب ركلة جزاء ساعدت اليابان على تخطي فيتنام حيث تؤكد يوما بعد يوم بأنها عامل إيجابي في التحكيم وهي ستكون كذلك بالطبع فيما تبقى من مباريات البطولة.

​​​​​​​