حقق منتخب قطر فوزا مثيرا على ​كوريا الجنوبية​ 1-0 ضمن الدور الربع النهائي من ​بطولة آسيا 2019​ والمقامة في الإمارات لينجح في الوصول للدور النصف النهائي من البطولة.

المدير الفني لقطر ​فيليكس سانشيز​ لعب المباراة بالرسم التكتيكي 4-2-3-1 مع ​المعز علي​ كرأس حربة صريح بينما لعب المنتخب الكوري الجنوبي مع مدربه باولو ​بينتو​ بالرسم التكتيكي 4-2-3-1 مع يو هوانغ كرأس حربة صريح.

الشوط الأول:

كوريا بدأت اللقاء ممسكة بزمام الأمور مع سيطرة على خط وسط الملعب وسعي إلى لعب الكرات بشكل منظم مع تحرك من الأطراف بقيادة اللاعب سون وتقدم أظهرة الفريق للمساندة الهجومية مقابل انكفاء قطري للخلف وتحول في الشكل الدفاعي إلى 4-5-1 ثم الإعتماد على الكرات المرتدة مع سرعة المعز علي في الإنطلاق خلف مدافعي كوريا المتقدمين نوعا ما عن منطقة جزاءهم ثم العودة بشكل سريع للخلف من أجل عدم منح المساحات للاعبي المنتخب الكوري الجنوبي. الإستراتيجية القطرية كانت واضحة حيث لم تكن الهجمات الكورية خطرة بل حامت حوالي منطقة جزاء قطر لكن الإنتشار القطري الجيد والترابط التكتيكي بين خطي الدفاع الوسط جعل الأمور تمر بهدوء مع انتهاء الشوط الأول بتعادل سلبي بين الفريقين، شوط شهد في آخر عشر دقائق منه صعودا للقطريين نحو الوسط من أجل خلق التوازن بين الهجوم والدفاع مع انخفاض الإيقاع الهجومي لكوريا الجنوبية نوعا ما.

الشوط الثاني:

كوريا الجنوبية بحثت منذ بداية الشوط الثاني عن تسجيل هدف التقدم فتقدمت بخطوطها أكثر للأمام وهو ما سمح للقطريين بالحصول على بعض المساحات الإضافية في المناطق الكورية خلال الهجمات المرتدة وأيضا في وسط الملعب حيث كان القطريون يحاولون نقل الكرات بشكل هادئ من أجل امتصاص الفورة الهجومية لكوريا وإجبارها على تخفيف اندفاعها الهجومي. الأسلوب الهجومي الكوري بعد الدقيقة 60 زاد مع عودة القطريين أكثر للخلف لتبدأ الفرص الكورية بالإزدياد على المرمى القطري الذي استمر لاعبوه بانتشار جيد مع تسعة لاعبين في الخلف ووجود الزيادة العددية والواجبات الدفاعية لجناحي الفريق الهيدوس و​أكرم عفيف​. سياسة قطر كانت على مبدأ إضرب واهرب، تبادل للكرات ثم عودة للخلف وهو ما سمح للاعب الوسط حاتم ​عبد العزيز​ بتسجيل هدف التقدم لقطر عند الدقيقة 79 من تسديدة بعيدة. المدرب البرتغالي بينتو سعى للتدخل سريع فقام بتبيدلات هجومية في الثلث الأمامي وتحول لخطة 4-4-2 لكن الحصار الكوري لم يسفر عن أي تغيير في النتيجة مع استبسال دفاعي قطري وإبعاد لكل الكرات ما أعطاهم بطاقة التأهل للدور النصف النهائي.

ملاحظات عامة:

يحسب لمدرب ​المنتخب القطري​ سانشيز التنظيم التكتيكي العالي للفريق حيث لم يكن مجرد فريق مدافع بل يعرف متى يهاجم ومتى يضغطفي وسط الملعب والأهم أنه يحاول دائما اللعب الهجومي بشكل خاطف وهي صفات ساهمت كلها في إزعاج الكوريين والإطاحة بهم خارج البطولة.

رغم نسبة الإستحواذ الجيد على الكرة والتي وصلت ل58 %، لكن الفريق لم يكن صاحب فعالية هجومية وهذا يعود لغياب التحرك من دون كرة في الثلث الأخير من الملعب القطري وعدم القدرة على إستلام الكرات داخل منطقة جزاء قطر ما جعل الأمور تقتصر على بعض العرضيات الخطرة والتسديدات البعيدة المدى.

مرة أخرى ينجح المنتخب القطري في الحفاظ على نظافة شباكه وهذا يعود للإنسجام الواضح بين اللاعبين حيث يعرف كل لاعب دوره في الفريق مع لياقة بدنية عالية وتحرك مستمر بكرة أو من دون كرة وهو ما يجعل الفريق دائما صاحب حيوية في خط وسط الملعب.