مرت 21 جولة من الدوري الفرنسي لكرة القدم، وبقيت بضع مباريات مؤجلة لاكتمالها نظرا للأحداث التي شهدتها فرنسا والتي أجبرت الإتحاد الفرنسي لكرة القدم على تأجيل بعض المواجهات ما جعل الجدول غير منظم حتى بعد انتهاء مرحلة الذهاب.

لكن ومع بقاء بضع مباريات قليلة حتى تتساوى جميع الفرق بعدد المباريات، يمكن القول بأن الصورة قد اتضحت وهذا ما سيسمح لنا في إجراء تقييم سريع لأبرز ما حمله القسم الأول من الدوري الفرنسي لكرة القدم.

كما كان متوقعا ومن دون أي صعوبة تذكر، تصدر ​باريس سان جيرمان​ الترتيب مع فارق مريح للغاية عن أقرب منافسيه حيث يملك البي أس جي في رصيده 53 نقطة وهو لم يخسر أي مباراة في الدوري وتعادل فقط في مبارتين مع خط هجوم مرعب وصل معدله التهديفي إلى 3.26 هدف في المباراة الواحدة بجانب خط دفاعي كان أيضا الأقوى مع تلقي شباكه لعشرة أهداف فقط وبالمختصر المفيد مسألة تتويج البي أس جي باللقب هي مسألة وقت ليس إلا.

ومع غياب المنافسة على اللقب، نجد هناك منافسة شرسة للغاية على المركزين الثاني والثالث المؤهلين لدوري الأبطال وهي تدور فعليا بين ثلاثة فرق هي ليل، ​أولمبيك ليون​ و​سانت إيتيان​ حيث يملك الأول 40 نقطة، الثاني 37 نقطة والثالث 36 نقطة مع صفات فنية مختلفة لكل فريق وهذا ما يمنح الصراع بعدا تكتيكيا وفنيا إذ أن كل فريق يريد إثبات بأن نهجه الفني هو الأفضل ويمكن القول بأن الفرق الثلاثة لديها الإمكانات اللازمة من أجل خوض الصراع حتى النهاية لكن يجب عليهم الإنتباه من خمس فرق أخرى تتربص بهم وهي ​ستراسبورغ​ الذي لديه 32 نقطة مثل ​مونبيلييه​ أمام أولمبيك مارسيليا فلديه 31 نقطة تماما كما نيس المتقدم بفارق نقطة عن رين.

ويحسب لستراسبورغ الأداء المميز له خاصة من الناحية الهجومية حيث يقدم الفريق كرة هجومية ملفتة للنظر جعلته ثاني أقوى هجوم في الدوري أما مونبيلييه فهو قدم بداية موسم مثالية وكان ينافس على مركز الوصافة لكن إيقاعه هبط في القسم الثاني من مرحلة الذهاب مضيعا الكثير من النقاط وهو لم يحقق الفوز في آخر خمس مباريات إذ رغم الإنضباط الدفاعي الذي يظهره ( ثاني أفضل خط دفاع بعد البي أس جي ب16 هدف ) لكن مشكلته الأساسية هي في خط هجومه الذي لم يرتق لمستوى طموحات فريق ينافس على مركز مؤهل لدوري الأبطال أقله حتى الآن.

أما الفريق العريق أولمبيك مارسيليا، فهو استمر بنفس المشاكل مع مدربه رودي غارسيا، حيث بقي دفاع الفريق مهترئا مع اهتزاز شباكه 29 مرة في 20 مباراة وبالتالي أضاع الفريق كثيرا من النقاط وهو ابتعد نوعا ما عن صراع مراكز دوري الأبطال لكن الأمور لم تنته بعد ما يجعلنا نقول بأن المنافسة على مراكز دوري الأبطال واليوروبا ليغ مشتعلة ونارية وهي ستعوض بلا شك من غياب المنافسة على الصدارة كما يجب التوقف عن ​فريق نيس​ الذي رغم انضباطه الدفاعي وتلقي شباكه فقط ل19 هدفا لكن لديه عقم هجومي واضح إذ سجل فقط 16 هدفا وهو أضعف معدل هجومي في الدوري.

المنطقة الدافئة في الدوري الفرنسي تضم ستة فرق هي أولمبيك نيم، ​بوردو​، ريم، ​تولوز​، نانت و​أنجيه​. وربما لدى تلك الفرق بعض الآمال في تحقيق مركز أوروبي نظرا لأنها ليست بعيدة عن الصراع. وإذا ما أردنا الدخول أكثر في الأرقام، يمكن القول بأن الفرق من المركز الثالث حتى المركز الثاني عشر لديها آمال في تحقيق مركز أوروبي إذ أن الفارق بينها هو تسع نقاط فقط ومع تبقي حوالي 54 نقطة متاحة لتلك الفرق، لا يمكن استبعاد أي فريق خاصة أن معظم الفرق عززت صفوفها في فترة الإنتقالات الشتوية ما يعني المزيد من التحسن الفني ويبقى فقط النفس الطويل والقدرة على اللعب تحت الضغط وهي التي سترجح بلا شك كفة فريق على آخر.

أما في صراع الهبوط، فلدينا خمسة فرق في هذا الصراع، كان و​أميان​ لديهما 18 نقطة، ​ديجون​ 17 نقطة، ​موناكو​ 15 نقطة وغانغان 14 نقطة. وكان من الملفت وجود موناكو في هذا المركز نتيجة بداية كارثية للفريق أقيل على إثرها المدرب البرتغالي جارديم وتولى تيري هنري تدريب الفريق لكن الأمور لم تتغير كثيرا بيد أن الفريق قام بسوق انتقالات نشط من أجل الخروج من الأزمة. ومع فارق النقاط الضئيل بين تلك الفرق، لن يكون من السهل التنبأ بالفرق المرشحة للمغادرة ويبقى أن نتابع هذه المعركة التي لن تقل شأنا عن معركة المراكز الأوروبية.

إذا، بعد كل ما تقدم، لا يمكن اعتبار الدوري الفرنسي لموسم 2018/2019 مملا رغم السيطرة التامة للبي أس جي على المركز الأول، فهناك الكثير من المعارك الكروية الغير محسومة والتي ستبقى إثارتها حتى الجولة الأخيرة مع تمنياتنا لجميع القراء الأعزاء بمتابعة مميزة للجولات الكثير الباقية من عمر الموسم الفرنسي الكروي الحالي.