لاعبون لا يأكلون ولا يشربون، يعيشون في عالمهم الخاص على هيئة ​روبوتات​ مبرمجة على كرة القدم، هذا الأمر ما عاد محصورًا في الخيال، بل بات واقعًا وممكنًا مع التطور الهائل على مستوى التكنولوجيا، ودائمًا للرياضة نصيبها منه.

وبدأت العديد من الدول منذ أعوام قليلة، تضع استراتيجيات لتطوير الروبوتات، ومنها تلك المبرمجة على ممارسة كرة القدم، ولما لا، فيمكن أن يشهد العالم بعد أعوام قليلة مباراة حقيقية بين فريق من الروبوتات وفريق آخر من البشر.

ومع مرور الوقت، طوّر العلماء الروبوت بمشغلات ميكانيكية أكثر قوة وفعالية، وأصبح من الممكن مشاهدة روبوت بحجم البشر قادرة على دخول منافسات في كرة القدم، وهذا ما ظهر مؤخرا في بطولة العالم للروبوتات في مدينة مونتريال الكندية، والتي صاحبت بطولة العالم للبشر التي استضافتها روسيا عام 2018.

صحيفة "السبورت" الالكترونية تطل عليكم من نافذة جديدة، وتأخذكم إلى عالم الروبوت المبرمج على لعب كرة القدم.

البداية

تعود فكرة روبوت كرة القدم الروبوت إلى عام 2010، وكانت البداية باستخدام المتنافسين للروبوتات التي تعمل بنظام الاشعة تحت الحمراء من أجل تحسس وجود الكرة.

الروبوتات في مواجهة البشر

سيكون العالم على موعد مع مباراة كرة القدم تجمع فريق من الروبوتات ضد فريق من البشر قبل عام 2050، وفق ما قاله في وقت سابق الياباني هيرواكي كيتانو، مطلق بطولة "روبوكاب" عام 1996، حين أعلن أن فريقاً مؤلفاً من روبوتات سيستطيع التفوّق على لاعبين بشر قبل حلول عام 2050.

ويسعى العلماء في جامعة بنسيلفانيا الاميركية الى ابتكار روبوتات يكون بمقدورها الفوز بكأس العالم بكرة القدم بحلول العام 2050 ويعتقدون ان هذا الهدف لن يكون بعيد المنال.

وفي ​إيران​، شارك روبوتات من 14 دولة مبرمجة على لعب كرة القدم في مسابقة روبوكاب السنوية في العاصمة ​طهران​، بهدف تدريب الروبوتات على مواجهة فريق كرة قدم من البشر في مباراة حقيقية بحلول عام 2050، وقامت المسابقة على التسديد على المرمى.

مدرب روبوت

في سابقة فريدة من نوعها، قررت إدارة نادي وينغت آند فينشلي، المنافس بدوري الدرجة السابعة الإنكليزي تعيين روبوت مديرًا فنيًا جديدًا.

ويتواجد المدرب الجديد داخل صندوق يقوم أحد أعضاء الجهاز الفني باصطحابه إلى التدريبات وغرف خلع الملابس ليقوم باختيار اللاعبين للمبارة وتقييم حالاتهم.

ويعتمد الروبوت على الذكاء الاصطناعي والذى سيقوم بوضع التشكيل قبل المباراة وإجراء التغييرات أثناء سيرها دون تدخل بشري في اختياراته.

​​​​​​​

روبوتات شهيرة

في عام 2013، أُطلق حارسُ مرمى آلي لكرة القدم، ورُوّج له بأن النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي يسدد كرات نحوه.

ظهر الروبوت الالماني "نيمبرو" في عام 2017، وهو ثنائي الساقين بحجم البشر، بني في أقل من ستة أشهر للاشتراك في بطولة العالم في ​ناغويا​ اليابانية، من قبل علماء في جامعة بون في المانيا.

​​​​​​​​​​​​​​

يُعتبر روبوت "أم في بي" (موبايل فيرتشويل بلاير، اللاعب التخيّلي) ذائع الصيت في ​الدوري الاميركي لكرة القدم​، كانت قد ابتكرته مدرسة الهندسة في دارموث كولدج، ويسيّره المدرّب من بُعد، وتبلغ سرعته 32 كيلومتراً/ ساعة، مع قدرة انقضاض فائقة. وهو عامل مساعد في تمارين كرة القدم الأميركية، إذ يستطيع تحمّل وزن يصل إلى 135 كيلوغراماً.

​​​​​​​وقد أظهرت تقارير عديدة صادرة عن الاتحاد الاميركي لكرة القدم كيف أن الروبوت "أم في بي" قلَّل معدّل الإصابات خلال التدريب بنسبة 80 في المئة، ويعتمده 15 فريقاً وعدد من المدارس.

كأس العالم للروباتات

أقيمت كأس العالم للروبوتات في مدينة مونتريال الكندية عام 2018، وقد فاز بها المنتخب الالماني الممثل بالروبوت نيمبرو. وتميّزت هذه المسابقة الدولية بروبوتات بحجم البشر. وكانت منافسات البطولة قد بدأت عام 2017 في مدينة ناغويا اليابانية.

​​​​​​​

وبالتزامن مع ​نهائيات كأس العالم 2018​ التي استضافتها روسيا، شهدت مدينة ​كازان​ مباراة تدريبية بين فريقين من الروبوتات، يضم كل فريق لاعبين وحارس مرمى، ويبلغ طول كل روبوت نحو 45 سم، ما جعلهم يبدون مثل لاعبي كرة قدم أقزام. ولم يتمكن أي من الفريقين من هز شباك مرمى الخصم في مباراة استمرت شوطين كل منهما 10 دقائق، لذلك قرر الحكم اللجوء إلى الركلات الحرة، وفاز الفريق الاول على منافسه بهدفين نظيفين.

​​​​​​​

في كوريا الجنوبية، يوجد كأس كرة القدم للروبوت وهي مسابقة سنوية دولية تهدف إلى التقدم في مجال الروبوتكس وبحوث الذكاء الاصطناعي.

​​​​​​​