ودعت ​السعودية​ ​كأس آسيا 2019​ والمقامة في ​الإمارات​ بعدما خسرت مواجهتها أمام ​اليابان​ في دور الستة عشر وذلك في اللقاء الذي استضافه ملعب الشارقة. المدير الفني لمنتخب اليابان هاشيمي مورياسو بالرسم التكتيكي 4-2-3-1 مع يوشينوري موتو كرأس حربة صريح بينما لعب المدير الفني للسعودية ​خوان أنطونيو بيتزي​ بالرسم التكتيكي 4-5-1 مع ​فهد المولد​ وحيدا في خط الهجوم.

الشوط الأول:

المنتخب السعودي بدأ المباراة بشكل جيد حيث حاول أخذ المبادرة الهجومية والسيطرة على خط الوسط من أجل البدء بشن هجمات منظمة باتجاه المناطق الدفاعية اليابانية مقابل التزام ياباني في خط الوسط والسعي لخلق التوازن بين اللعب الدفاعي والهجومي مع أهمية عدم منح اللاعبين السعوديين أي مساحات هجومية وهو ما حصل بالفعل لتمر الربع الساعة الأولى من اللقاء بسيطرة شبه تامة سعودية إنما من دون أي أعمال هجومية جدية. اليابانيون سعوا للبدء في الصعود للأمام مع الزيادة العددية في وسط الملعب ومن الأطراف لينجحوا عبر كرة ثابتة من افتتاح التسجيل عبر توميياسو عند الدقيقة 20. السعودية عانت بعد الهدف حيث استمر اليابانيون بحسن الإنتشار في وسط الملعب مع جماعية واضحة في الأداء ما أجبر السعوديين على العودة للخلف قليلا لمواجهة الأمر قبل أن تعود في الربع الساعة الأخيرة من الشوط الأول للعب الهجومي لكن الفريق بدا بطيئا للغاية في صناعة اللعب الهجومي ما جعل الإستحواذ على الكرة سلبيا من دون أي فعالية هجومية مقابل إنضباط تكتيكي ياباني عالي المستوى سمح لهم بالحفاظ على النتيجة وإنهاء الشوط الأول 1-0.

الشوط الثاني:

الهجمات السعودية استمرت في بداية الشوط الثاني إنما بشكل أقرب للفردية والأهم كان غياب الكثافة الهجومية فاليابان كانت تدافع بسبعة لاعبين على الأقل بينما كانت الهجمات السعودية بأربع لاعبين أو ثلاثة حتى ما جعلهم دائما تحت الرقابة خاصة أن اليابان كانت تحاول حصر اللعب في وسط الملعب وإبعاد الهجمات السعودية عن مناطقها قدر الإمكان ما دفع بيتزي لتغيير طريقة لعبه والتحول لخطة 4-3-3 مع دخول ​يحيى الشهري​ مكان البيشي واللعب يمينا مع ترك الجهة اليسرى لسالم الدوسري. وعلى الرغم نسبة الإستحواذ العالية لكن الأمور بقيت هي بهجمات الفريق السعودي، لعب فردي مع عدم وجود كثافة عددية داخل منطقة جزاء اليابان وغياب القدرة على تسلم الكرات بمكان خطر أمام مرمى اليابان وهذا كان نتيجة تنظيم عالي من الكومبيوتر الياباني والذي رغم خسارته بشكل سريع للكرة هجوميا لكنه بقي منضبطا دفاعيا مع دخول إتو مكان مينامينو لتنشيط الهجمات العكسية. الدقائق العشرين الأخيرة من اللقاء شهدت اندفاعا أكثر من الفريق السعودي مع تقدم الأظهرة ولعب الكثير من الكرات العرضية لكن الأمور لم تتغير أبدا بل بالعكس انكشفت نوعا ما المناطق الدفاعية السعودية مع مساحات لليابانيين لم يستغلوها في المرتدة. بيتزي حاول التدخل مجددا مع إدخال السيعري مكان ​عبدالله عطيف​ لإعطاء الفريق نزعة هجومية أكبر في وسط الملعب لكن الدفاع الياباني تعامل بشكل مثالي مع الكرات العرضية السعودية ونجح في الحفاظ على هدوئه وإنهاء المباراة بفوز وضعهم في الدور الربع النهائي.

ملاحظات عامة:

1-بدا الفريق السعودي من دون حول ولا قوة هجومية فرغم نسبة الإستحواذ التي وصلت إلى 70 % وهو رقم قياسي لكن الفريق سدد مرة واحدة على المرمى ما يعكس العقم الهجومي السعودي وهذا كان بسبب البطء الشديد في صناعة اللعب والأهم عدم وجود شكل هجومي واضح للفريق مع تغليب الحلول الفردية على العمل الجماعي.

2-كان الشكل الهجومي للسعودية مقروءا مع محاولات لعب كرات بينية بين فهد المولد ولاعبي الوسط أما في آخر 20 دقيقة مع الإندفاع الهجومي لم يتغير شيئا فاللعب كان تقليديا للغاية، كرات عرضية لداخل منطقة الجزاء وهو أمر لم يمر على الدفاع الياباني الذي يحسب له عدم ارتكابه لأي خطأ دفاعي طوال الدقائق التسعين.

3-بعدما خسر صدارة المجموعة أمام قطر بسبب أخطاء دفاعية ساذجة، تكرر الأمر اليوم أمام المنتخب الياباني والذي استغل هفوة دفاعية كارثية في التغطية من كرة ركنية سجل منها هدفا لم ينجح السعوديون بعدها في تعويضه وكان سببا مباشرا في خروجهم من البطولة مبكرا.