انتهى الدور الأول من كأس آسيا 2019 على وقع أحداث مثيرة بتأهل 16 عشر فريقا إلى الدور الثاني وخروج 8 من الدور الأول حيث كانت هذه المسابقة هي الأولى التي تضم 24 منتخبا.

دعونا الآن نتعرف على أبرز المشاهد من الدور الأول للبطولة الأهم في القارة الصفراء.

تألق قطري وأردني وأداء أقل من المتوقع من جانب ​السعودية​ و​الإمارات​ رغم التأهل

لفت ​المنتخب القطري​ الأنظار خلال الدور الأول حيث حقق 3 انتصارات متتالية مع حسم الديربي أمام السعودية لينجح في أن يكون الفريق الأقوى هجوميا بجانب عدم تلقي شباكه أي هدف ما يعكس أيضا صلابة دفاعية وهذا يعود للعمل المميز الذي قام به المدير الفني سانشيز حيث أظهر منتخبا متماسكا يمتلك الكثير وقادر على الذهاب بعيدا في البطولة.

الأمر نفسه ينطبق على ​منتخب الأردن​ الذي فاجأ الجميع بأداءه المميز خاصة من الناحية الدفاعية والهجمات العكسية ليتصدر مجموعته أمام منتخب أستراليا وهو إن لم يخيب الظن سيكون من ضمن الفرق المرشحة للوصول للمربع الذهبي. أما الأخضر السعودي فرغم التأهل لكن لم يظهر بمظهر الفريق البطل وبدا خاصة أمام قطر يفتقد للسرعة الهجومية مع أخطاء دفاعية ساذجة ليلاقي المنتخب الياباني في دور الستة بمهمة صعبة وهو نفس حال الأبيض الإماراتي صاحب الضيافة والذي رغم التأهل كأول لمجموعته لم يقنع في أداءه وظهر بطيئا في صناعة اللعب بجانب غياب الإنضباط الدفاعي ما يفرض الكثير من العمل أمام المدرب الإيطالي زاكيروني في الأدوار المقبلة.

كوريا الجنوبية​ تلفت الأنظار وتأهل تاريخي لقيرغستان وخروج مخيب للهند

قدم المنتخب الكوري نفسه كمرشح قوي للقب حيث لعب بأسلوب السهل الممتنع فلم يلفت الأنظار باستعراض هجومي لكنه أظهر انضباطا تكتيكيا عاليا مع شخصية متوازنة وسرعة معتادة ليتصدر المجموعة بكل جدارة مع شباك نظيفة ويثبت بأن لديه كل الأسلحة اللازمة من أجل المنافسة على لقب قاري طال انتظاره.

على الجانب الآخر، نجح المنتخب القيرغيستاني في التأهل للمرة الأولى إلى الدور الثاني بعدما ظهر بشكل جيد للغاية فخسر بصعوبة من ​المنتخب الصيني​ ثم الكوري الجنوبي قبل أن يتألق أمام الفيليبين ويحجز بطاقة التأهل. كما كان لافتا خروج الهند من الدور الأول بعدما خسر في اللحظات الأخيرة أمام ​البحرين​ ليودع البطولة رغم فوزه في أول مباراة بنتيجة كبيرة أمام تايلند 4-1 لكنها عادت وودعت البطولة بينما تأهلت تايلند والتي أثبتت بعد إقالة مدربها في أول جولة أنه كان قرارا صائبا إذ حقق المنتخب بعدها 4 نقاط بعدها وكان وصيف المجموعة الأولى ليضمن تأهله.

سوريا فاجأت الجميع بمستوى متدني وفلسطين لم تتحمل الضغوطات

رغم الهالة الكبيرة التي حظي بها ​المنتخب السوري​ قبل انطلاق البطولة وصلت إلى حد ترشيحه من أجل الفوز باللقب معتمدين على الأداء الجيد في تصفيات كأس العالم 2018 والوصول للملحق قبل الخروج بصعوبة أمام أستراليا لكن المنتخب السوري قدم أداءا متواضعا للغاية حيث لم يحقق إلا تعادلا وحيدا لتتم إقالة المدرب الألماني ستينغ ورغم تولي المدرب السوري فجر ابراهيم المهمة في المباراة الحاسمة أمام أستراليا لكن شيئا لم يتغير لتودع سوريا البطولة من بابها الضيق. ونفس الأمر حصل مع المنتخب الفلسطيني فالفدائي ذهب للإمارات والكل يتوقع أن يكون حصان البطولة الأسود لكنه تحت الضغط الكبير لم ينجح في تقديم الاداء المطلوب منه مع عقم هجومي واضح إذ لم يهز الشباك في المباريات الثلاث مكتفيا بتعادلين سلبيين وخسارة ليودع أيضا البطولة من الدور الأول.

مشاركة كارثية لكوريا الشمالية والفيليبين ولبنان فشل في تحقيق المطلوب

لم تكن المشاركة الكورية الشمالية في هذه البطولة إلا بمثابة مشاركة سياحية حيث فشل الفريق في الظهور بشكل مقبول مع خط دفاع كارثي وغياب أي شكل هجومي للفريق مع فوضى تكتيكية وعدم وجود أي لاعب قادر على البروز ما جعل الكوريين الشماليين يودعون البطولة من الباب الضيق.

أما ​منتخب الفيليبين​ فحاله لم يكن أفضل حالا من الفريق الكوري الشمالي رغم التعاقد مع المدير الفني الخبير إريكسون لكن الفريق لم يحقق المطلوب منه وبدا مبتدئا في طريقة التعامل مع المباريات ليتلقى الخسارة تلو الأخرى ويودع البطولة مبكرا.

أما ​المنتخب اللبناني​ فهو ذهب إلى البطولة بآمال عريضة حيث كان يطمح للوصول إلى الدور الثاني لكن الرياح جرت بعكس السفن اللبنانية ليخرج بفارق بطاقة صفراء وهو ما جعل الأمور محزنة للمنتخب اللبناني في ختام الدور الأول.

التحكيم لم يكن في الموعد رغم إعتماد الحكام الإضافيين المساعدين

رغم الجهد الكبير الذي يبذله مسؤولو التحكيم في الإتحاد الأسيوي لكرة القدم من أجل تطوير المنظومة التحكيمية لكن الأداء التحكيمي في البطولة لم يكن لحد الآن على قدر الطموحات وذلك رغم إعتماد حكام إضافيين وراء المرمى.

وارتكب حكام المباريات الكثير من الأخطاء الغير مقصودة طبعا والبشرية لكنها أثرت على مجرى المباريات ونتائجها بداية من مباراة الإفتتاح وصولا إلى مباريات عدة خاصة من ناحية ركلات الجزاء ولمسات اليد والاخطاء التي أتت منها بعض الأهداف أو تم إلغاء بعض الأهداف من جرائها إضافة إلى استبعاد بعض الحكام نتيجة أخطائهم.

وهذا بالطبع فتح الكثير من الجدال والإنتقاد للمستوى التحكيمي للبطولة ما يجعل الاداء التحكيمي تحت المجهر في الأدوار المقبلة لأن الأخطاء لن تكون مقبولة وربما سيتزايد الضغط على الحكام في قادم المباريات نظرا لتقدم المنافسة واشتدادها على أمل أن يعود الحكام للظهور بالمستوى المأمول خاصة مع البدء بتطبيق تقنية الفار ( حكم الفيديو ) بدءا من الدور الربع النهائي.