انتهت مرحلة الذهاب من الدوري الإسباني لكرة القدم حيث حملت الكثير من الأحداث المثيرة والمباريات التي شدت الإنتباه. وعلى مدى تسعة عشر جولة، كان كل أسبوع يحمل الكثير من الأحداث والتي تابعناها أولا بأول لكن الآن دعونا نتعرف على مسار مرحلة الذهاب وكيف كان شكل جدول الترتيب قبل أيام قليلة من انطلاق مرحلة الإياب.

تصدر برشلونة ترتيب الدوري برصيد 43 نقطة حيث لم يخسر إلا مرتين فقط مع قوة هجومية كبيرة بقيادة نجم الفريق ليونيل ميسي والذي تصدر ترتيب هدافي الدوري.

وظهر برشلونة بشكل قوي للغاية هجوميا مع تسجيله 53 هدفا وهو رغم البداية المتعثرة نوعا ما لكن الفريق عاد بعدها ليقدم سلسلة من المباريات الجيدة ليبتعد عن أقرب منافسيه ​أتلتيكو مدريد​ بفارق خمس نقاط، وهو فارق ليس كبيرا لكنه مريح نوعا ما ولا يضع الفريق الكتالوني كثيرا تحت الضغط. أتلتيكو مدريد والذي تعود في السنوات الأخيرة على لعب أدوار البطولة في الليغا لم يخيب الظنون، فخطف المركز الثاني وبقي وفيا لفلسفته الدفاعية مع حصد 38 نقطة وكان كما العادة الفريق الأقوى دفاعيا حيث لم تتلق شباكه إلا 13 هدفا وهو رقم مميز بمعدل 0.68 هدف في المباراة الواحدة لكن الفريق عانى في الشق الهجومي حيث لم يسجل إلا 27 هدفا وهو رقم يجب تحسينه دون أدنى شك إذا ما أراد الإستمرار في منافسة البرسا على اللقب.

في المركز الثالث، نجد ​فريق إشبيلية​ والذي بدأ الموسم بشكل مميز وكان من ضمن الفرق التي تصدرت الدوري لعدة مراحل لكن أداءه شهد تراجعا كبيرا في الفترة الأخيرة نتيجة عدم القدرة على تحمل ضغط الوجود كمنافس على اللقب وهو ما يفسر تحقيقه لفوز واحد في آخر ست مباريات ليكتفي بحصد 33 نقطة ويبتعد بفارق 10 نقاط عن المتصدر برشلونة.

المركز الرابع آخر البطاقات المؤهلة لدوري الأبطال كان من نصيب ريال مدريد والذي قدم مرحلة ذهاب أقل بكثير من التوقعات ليرحل مدربه لوبيتيغي ننتيجة سوء النتائج ويتولى اللاعب السابق للفريق سولاري دفة قيادة الفريق.

مشكلة الريال الأساسية كانت في الأسلوب الجماعي للفريق دون نسيان تراجع الأداء الهجومي بشكل واضح حيث لم يسجل الفريق إلا 28 هدفا أي بمعدل 1.47 وهذا يفسر خسارة الفريق لكثير من النقاط الهامة ويمكن القول منطقيا بأن الفريق الملكي ومع ابتعاده بفارق 10 نقاط عن المتصدر البرسا يحتاج لتقديم مرحلة إياب مثالية ومن ثم انتظار تعثر البرسا،أمر ربما نظريا سهل لكنه على أرض الواقع لن يكون كذلك.

ولفت النظر خلال مرحلة الذهاب تالق ديبورتيفو ألافيس الذي قدم مرحلة مميزة للغاية نظرا لإمكانات الفريق الفنية فكان له المركز الخامس مع 32 نقطة أي أنه دخل وبقوة صراع المركز الرابع المؤهل لدوري الأبطال والذي سيكون إنجازا إن تحقق لكنه شرط النفس الطويل المطلوب من قبل الفريق كي يستمر حتى النهاية وهو يحتاج للإستمرار بنفس النهج الدفاعي المميز مع تحسين قدراته الهجومية نوعا ما.

كما يجب كيل المديح لفريق ​خيتافي​ الذي حل سادسا وحصد 28 نقطة مع شخصية دفاعية قوية ليكون الثاني خلف أتلتيكو في القوة الدفاعية وهذا يعكس العمل الجماعي المميز الذي قام به مدرب الفريق بيبي بوردالاس كما لا يجب نسيان فريق ريال ​بيتيس​ والذي كان سابعا مع حصد 26 نقطة وهو لعب كرة قدم السهل الممتنع خلال مرحلة الذهاب.

بعدها، نجد أمرا ملفتا للغاية في الليغا، فكل الفرق من المركز الثامن حتى المركز الثامن عشر يفصل بينه ست نقاط أي مبارتين ما يعني بأن الكثير من الفرق مهددة بالهبوط وبنفس الوقت تملك حظوظا في نيل مركز مؤهل لليوروبا ليغ وهذا الأمر كفيلا بأن يضعنا أمام مرحلة إياب لا يمكن توقع أي شيئ فيها.

أسماء كبيرة تتواجد في قائمة تلك الفرق كريال ​سوسييداد​، ​إسبانيول​، ​فالنسيا​، أتليتيكو بيلباو و​سيلتا فيغو​ ما يعني أن الكل مهدد والأداء هو الأساس وليس الأسماء الرنانة والإنجازات التاريخية للفرق.

المركز التاسع عشر كان وبشكل مفاجئ من نصيب ​فياريال​ الذي كان في المواسم الماضية ينافس على المراكز الأوروبية لكنه حاليا ينافس من أجل تفادي الهبوط وهو أمر بالطبع سيكون كارثيا على الغواصات الصفراء الذي عانى دفاعيا وهجوميا ما يضعه أمام واقع غير مريح يجب التخلص منه سريع وهو ما سيعمل عليه المدرب لويس غارسيا فالفريق لم يفز إلا 3 مرات وتعادل ثماني مرات وخسر مثلها.

أما الوافد الجديد ​هويسكا​ فهو لم يكن على قدر الآمال المعقودة عليه واكتفى بحصد 11 نقطة ما يعني بأنه اقترب مجددا من العودة مجددا إلى دوري الدرجة الثانية إلا إذا ما حصلت مفاجأة كبرى في القسم الثاني من الدوري.

إذا أسئلة كثيرة ننتظر لها أجوبة في القسم الثاني مع الليغا، بدءا من هوية البطل وهل لدى الريال قدرة على العودة في سباق الصدارة؟ هل يتابع ألافيش مغامرته برفقة خيتافي وريال بيتيس؟ما هو مصير صراع الهبوط الدائر بين أكثر من عشرة فرق؟ ماذا عن فياريال وهل لدى هويسكا عنصر مفاجأة؟ أسئلة كثيرة لا يملك أحد الأجوبة عليها وكل ما يمكن فعله هو متابعة الليغا جولة بجولة لأنها ستكشف شيئا فشيئا كل هذه الأسرار.