يستطيع ​الاتحاد الآسيوي لكرة القدم​ أن يفاخر كيفما يشاء بانتظام بطولاته سواء على صعيد المنتخبات أو الأندية، كما ان بإمكان اتحاد القارة الصفراء أن يعتبر بطولة كأس آسيا الحالية في ​الإمارات​ مختلفة عن سابقاتها لكونها تضم 24 منتخباً للمرة الأولى في تاريخ البطولة بدلاً من 16.

في الحقيقة تمكنت الإمارات من تقديم بطولة ناجحة تنظيمياً بمشاركة هذا العدد من المنتخبات، كما ان الحضور الجماهيري في غالبية المباريات يعتبر مقبولاً عطفاً على وجود الكثير من الجاليات العربية وغيرها هناك، لكن من المؤكد ان ما حدث على أرض الملعب حتى الآن، لا يمكن أن يكون مقبولاً من جانب جميع المنتمين للكرة الآسيوية.

في البداية وعلى الرغم من تواجد حكمين خلف المرميين، إلا انه لا يمكن تفسير عدم الإستعانة بتقنية الفيديو "الفار" في دور المجموعات لبطولة قارية وهامة بهذا الحجم واقتصار استخدامها بدءاً من المراحل الإقصائية، وهو الأمر الذي ترك الكثير من علامات الاستغراب والإستفهام من جانب المنتخبات المشاركة في ظل الأخطاء الكارثية لبعض الحكام والتي ساهمت أكثر من مرة في تغيير مجرى عدد من اللقاءات.

ولعل ما حدث في مباراة لبنان وقطر عبر إلغاء الهدف اللبناني الذي سجله علي حمام ومن ثم احتساب ركلة حرة على ​حسن معتوق​ بسبب لمسة يد غير مقصودة والتي جاء منها الهدف القطري الأول شكل واحدة من المهازل التحكيمية التي كانت تستوجب العودة إلى حكم الفيديو، هذه المهازل عانى منها ​المنتخب البحريني​ أيضاً في مباراة الإفتتاح بعد احتساب ركلة جزاء مشكوك بها لمصلحة نظيره الإماراتي المضيف أدرك منها التعادل.

كثيرة هي المباريات التي شهدت أخطاء تحكيمية ومنها مباراة ​الأردن​ و​سوريا​، ​إيران​ وفيتنام، لكن قمة تلك الأخطاء ما حدث في مباراة ​اليابان​ وعمان أمس الأحد حيث احتسب الحكم الماليزي محمد أميرول بن يعقوب ركلة جزاء وهمية لمصلحة ​المنتخب الياباني​ فاز من خلالها بنقاط المباراة وحرم المنتخب العماني جزائية لا غبار عليها على الإطلاق.

مما لا شك فيه ان الاستعانة بتقنية الفيديو في دور المجموعات كان سيغير الكثير من الأمور في البطولة الآسيوية الحالية، لذلك فإن هذا الوضع الغريب ربما يعد أبرز سلبيات أمم آسيا 2019 حتى الآن، لكن حين يتم استخدام "الفار" في المراحل الإقصائية فإن الأخطاء التحكيمية ستكون قد نالت من بعض المنتخبات وحرمتها من فرصة الظهور في ادورا متقدمة.

​​​​​​​

يبقى القول ان مواكبة التطور الكروي حول العالم لا بد وأن يقابله سعي من جانب الاتحاد الآسيوي لكرة القدم لتطوير لوائحه وأنظمته علّ البطولة الآسيوية الحالية تكون نهاية لكل ما شاهدناه حتى الآن.