حسم بوروسيا دورتموند مباراة القمة أمام ​بوروسيا مونشنغلادباخ​ لمصلحته 2-1 ضمن المرحلة السابعة عشر والأخيرة ذهابا من الدوري الألماني لكرة القدم في المباراة التي احتضنها ملعب سيغنال إيدونا بارك في مدينة دورتموند. المدير الفني لدورتموند ​لوسيان فافر​ لعب اللقاء بالرسم التكتيكي 4-2-3-1 مع ​باكو ألكاسير​ كرأس حربة صريح بينما لعب المدير الفني لغلادباخ ديتير ​هيكينغ​ بالرسم التكتيكي 4-3-3 مع الثلاثي بليا، ​هيرمان​ وهازارد في خط الهجوم.

الشوط الأول:

دورتموند بدأ المباراة ممسكا بالكرة مع تمركز من قبل غلادباخ في الخلف واعتماده على الدفاع من منتصف الملعب مع الضغط قليلا في بداية هجمة دورتموند والتمركز في خط الوسط بالشكل التكتيكي 4-5-1 مع أدوار دفاعية واضحة لجناحي الفريق هازارد وهيرمان.

دورتموند كان الفريق الأنشط هجوميا مع تحرك جيد من رويس وألكاسير في العمق مع الجناحين ​غيريرو​ وسانشو مع حصول الفريق على بعض الفرص الخطرة بجانب الإعتماد على الضغط العالي عن خسارة الكرة ما أزعج لاعبي غلادباخ في الصعود بالكرة من الخلف حيث حاول غلادباخ دائما تهدئة اللعب ونقل الكرات بشكل منظم لكن حركية لاعبي دورتموند في وسط الملعب جعلت الفريق هو الأكثر استحواذا على الكرة ليضطر فافر لإجراء تبديله الأول بعد إصابة ألكاسير ودخول ​غوتزه​ مكانه عند الدقيقة 33.

وأمام تنظيم غلادباخ الدفاعي، حاول دورتموند تسريع اللعب لاختراق دفاعات الخصم وهو نجح في ذلك من هجمة مرتدة بدأت بضغط عالي لدورتموند وأنهاها سانشو في الشباك عند الدقيقة 42 لكن رد غلادباخ أتى سريعا عبر ​كرامر​ الي عدل النتيجة مستغلا بطء مدافعي دورتموند وأنهى الشوط الأول بتعادل 1-1.

الشوط الثاني:

دورتموند بدأ الشوط الثاني بشكل هجومي واضح مع ضغط كبير في وسط الملعب ولعب سريع في الثلث الأخير من ملعب غلادباخ الذي تراجع كليا للخلف وبالفعل نجح رويس من تسجيل هدف ثاني لفريقه عند الدقيقة 53 معلنا تقدم دورتموند 2-1. بعد الهدف، حاول غلادباخ القيام بردة فعل مع تقدم الفريق أكثر للأمام لكن الشكل الهجومي كان غائبا بجانب نشاط دائم من دورتموند في وسط الملعب منع غلادباخ من فرض أسلوبه وأخذ المبادرة الهجومية وسط ضياع هجومي واضح من قبل الفريق ليتدخل المدرب هيكينغ ويجري ثلاث تبديلات خلال أقل من ربع ساعة مدخلا هوفمان مكان كرامر، تراوري مكان هيرمان وكويسانس مكان نويهاوس.

التبديلات كانت ذو طابع هجومي لكنها لم تغير في الشكل العام التكتيكي للفريق وبقي بخطة 4-3-3، لتستمر نفس المشكلة، فشل غلادباخ في السيطرة على الوسط وإجبار دورتموند على التراجع للخلف ما جعله يضطر للعب الكرات الطولية التي أحسن مدافعو دورتموند التعامل معها كما يجب. بل على العكس، استمر دورتموند في نسبة استحواذه الأعلى مع نشاط هجومي واضح بين الثنائي غوتزه ورويس لتستمر الأمور مع تحكم واضح من دورتموند بإيقاع المباراة حيث كان لاعبو غلادباخ يتناقلون الكرات في ملعبهم بعيدا عن مناطق دورتموند الدفاعية ما سمح للفريق الأصفر والأسود بإنهاء المباراة بفوز هام أبقاه مرتاحا في الصدارة.

ملاحظات عامة:

1-كان غلادباخ بلا أي شكل هجومي واضح حيث تبادل الكرات في ملعبه وعانى كثيرا من ضغط دورتموند العالي حيث لم يكن قادرا على الصعود بالكرة بسبب بعد ثلاثي خط الوسط عن رباعي خط الدفاع وهذا جعل الفريق مفككا هجوميا خاصة في الشوط الثاني فلم يقم بأي خطوة تبدي قدرته الفعلية على تعديل النتيجة.

2-يحسب لدورتموند انتشاره الجيد والدفاع الممتاز في خط وسط الملعب حيث كان ثلاثي خط وسط غلادباخ دائما مراقبين بسياسة رجل لرجل من قبل ثلاثي خط وسط دورتموند وتكفل رأس الحربة وصانع الألعاب بالضغط على الجناحين، ما جعل رباعي خط دفاع غلادباخ يتناقل الكرات في ملعبه دون أي ضغط لكن من دون أي فعالية أيضا.

3-لم يجر مدرب دورتموند فافر إلا تبديلا واحدا إضطراريا عند الدقيقة 33 بدخول غوتزه مكان ألكاسير، غوتزه صنع بعدها هدفين ولم يجر فافر أي تبديل آخر إلا في الدقيقة 90 لإضاعة الوقت ما عكس رضاه التام عن أداء دورتموند حيث كان كل اللاعبين في قمة مستواهم الفني والبدني وبالتالي انتفت الحاجة لإجراء أي تبديل.

​​​​​​​