أنهى مانشستر يونايتد علاقته مع المدرب جوزيه ​مورينيو​ بعد عامان ونصف من استلام البرتغالي لزمام الأمور الفنية في مسرح الأحلام.

ولم تكن الأمور جيدة للفريق الأحمر مع مورينيو طوال مشواره القصير نسبيا حيث لم ينجح في سد الفراغ الذي تركه رحيل المدرب الأسطوري لليونايتد ​السير أليكس فيرغسون​ وكان مصيره تمام كمصير ​لويس فان غال​ و​ديفيد مويس​... الرحيل في منتصف الطريق.

والقارئ الجيد بين سطور مشوار مورينيو مع اليونايتد، يرى بأم العين بأن الإنفصال كان قادم لا محالة فمورينيو لم يكن مرتاحا لا في علاقته مع اللاعبين ولا مع الإعلام بجانب الأمر الأهم وهو غياب النتائج الإيجابية عن الفريق الذي لم يحقق شيئا مهما باستثناء لقب اليوروبا ليغ عام 2017. ولم تأت نتائج اليونايتد المتأرجحة والسلبية وليدة الصدفة بل هي نتيجة عاملين أساسيين هما غياب الأسلوب الواضح تكتيكيا وفنيا كما في عدم كسب ود لاعبي فريقه.

فشل نسبي في تحقيق المطلوب

أتى مورينيو إلى النادي على حصان أبيض حيث تم توصيفه على أنه المدرب الأمثل لخلافة فيرغسون بعد تجربتين فاشلتين مع مويس وفان غال لكن مورينيو فشل في تحقيق أهم أمرين وهما المنافسة على لقب الدوري الإنكليزي والوصول لمكان بعيد في دوري الأبطال لكن الامور لم تسر كما هو مخطط لها حيث بدا مانشستر من دون هوية فنية واضحة بل مجرد أسلوب دفاعي اعتاد مورينيو على لعبه بجانب غياب الخطط الهجومية وهو ما لم ينجح في البريمييرليغ بوجود فرق قوية وتلعب بأساليب تكتيكية عالية المستوى كالسيتي، ليفربول، ​تشيلسي​ وتوتنهام وفي هذه السنة وصل الوضع الفني لليونايتد لحائط مسدود حيث كان الفريق أشبه بفريق من الأشباح دون اي لمسة من مورينيو الذي بدا مفلسا من ناحية الأفكار التكتيكية لتأتي الخسارة وراء الخسارة مع تراجع بفارق وصل إلى 19 نقطة عن ليفربول المتصدر ما أعطى إدارة اليونايتد أسبابا كافية من أجل عدم الإستمرار مع مورينيو.

علاقة متذبذبة باللاعبين

لم يعد صيت جوزيه مورينيو كمدرب مثلما كان من قبل وهذا أدى إلى عدم قبول الكثير من اللاعبين لأوامر مورينيو وتعليماته الفنية. على رأس أولئك اللاعبين في مانشستر كان الفرنسي ​بول بوغبا​ والذي لم يكن خافيا على أحد علاقته السيئة بجوزيه مورينيو حيث تم استبعاده من التشكيلة الأساسية وتجريده من شارة القيادة وهو ما حصل سابقا مع تشيلسي وحصل أيضا مع الريال بعدما تمرد بعض اللاعبين عليه وعلى رأسهم الحارس ​إيكر كاسياس​ وهذا ما سبب مشاكل داخلية للمدرب البرتغالي الذي لم يعد الجميع واثقا في قدراته التدريبية مع عدم القدرة في السيطرة على جميع اللاعبين ما يجعل من تقبل قراراته الفنية وتنفيذ تعليماته التكتيكية أمرا محط جدال بين اللاعبين وهو ما ظهر جليا في مانشستر حيث لم نر نوعية اللاعبين المستعدة للقتال والتضحية من أجل مدربها.

ماذا بعد لكل من مانشستر يونايتد ومورينيو ؟

مع فارق النقاط التسعة عشر عن الصدارة، لن يكون أمام أي مدرب جديد لليونايتد سوى المنافسة على مركز رابع مؤهل لدوري الأبطال وهو أقصى ما يمكن لليونايتد القيام به هذا الموسم بجانب محاولة الذهاب بعيدا قدر الإمكان في دوري أبطال أوروبا وبالتالي لا يمكن وضع الكثير من التوقعات على أي مدرب جديد هذا الموسم مهما علا شأنه الفني.

أما بالنسبة لجوزيه مورينيو، فأغلب الظن بأنه لن يدرب أي فريق هذا الموسم إلا في حالة إقالة أحد الفرق الكبرى لمدربها بشكل مفاجئ ما يعيد طرح أسهمه. وفي ظل الكرة الدفاعية البحتة التي يقدمها مورينيو وعدم وجود أي أفكار هجومية مبتكرة، فأغلب الظن بأن الدوري الإيطالي سيكون وجهة المدرب البرتغالي خاصة أنه يملك تجربة ناجحة مع إنتر ميلان حيث قاده للفوز بلقب دوري أبطال أوروبا عام 2010.