في خضم كل حفلات التتويج التي حصلت هذا العام والتي كان نجمها الكرواتي ​لوكا مودريتش​، حاول البعض البناء على واقع جديد يُشير بصراحة الى غياب افضل لاعبين في العالم ليونيل ميسي و​كريستيانو رونالدو​ بعد سنوات من الاحتكار للألقاب الفردية، لدرجة تركت كثيرين يبنون عالماً كروياً مختلفاً وكأن انتهاء مسيرة كل من الأرجنتيني والبرتغالي شارفت على الإنتهاء.

صحيح ان نجم ​ريال مدريد​ مودريتش قدم عاماً استئنائياً سواء مع منتخب كرواتيا ببلوغه نهائي مونديال روسيا 2018 أو مع الفريق الملكي بتتويجه ب​دوري أبطال أوروبا​، إلا ان هذا التألق لم يستطع ان يحجب كل التساؤلات والاستفسارات عن أسباب استبعاد ميسي ورونالدو عن تلك الجوائز.

من الواضح ان عطاء النجمين لم يتغير هذا الموسم على الرغم من انتقال كريستيانو رونالدو إلى يوفنتوس الصيف الفائت وغياب ميسي عن البارسا مباريات كثيرة بسبب اصابته، إلا ان كل تلك العوامل لم تؤثر على "نهم" اللاعبين في تقديم العطاء الزاخر لفريقيهما المقرون بأهداف حاسمة.

فالنجم ليونيل ميسي يتصدر منفرداً ترتيب الهدافين في ​الدوري الإسباني لكرة القدم​ برصيد 14 هدفاً كان آخرها هاتريك مع الفريق الكاتالوني في مباراة ليفانتي أمس الأحد، وتمكن من قيادة برشلونة الى دور الستة عشر من دوري أبطال أوروبا بتسجيله ستة أهداف بفارق هدفين عن ​روبرت ليفاندوفسكي​ (بايرن ميونيخ) و​توشان تاديتش​ (أياكس أمستردام).

من جهته وعلى الرغم من موسمه الأول مع يوفنتوس، الا ان كريستيانو رونالدو سرعان ما فرض وجوده وهو يحتل المركز الثاني في ترتيب هدافي الدوري الإيطالي برصيد 11 هدف وبفارق هدف عن لاعب جنوى كريستوف بياتيك، وتمكن النجم البرتغالي من قيادة السيدة العجوز للفوز على تورينو يوم السبت الماضي الأمر الذي سمح لبطل الدوري الايطالي بالبقاء في الصدارة بفارق 12 نقطة عن منافسة نابولي.

في الحقيقة لا يمكن بأي حال من الأحوال الجزم بتراجع مستوى النجمين، لأن كل الأرقام والوقائع تؤكد عكس ذلك مع ان ميسي ورونالدو تخطيا الثلاثين لكن العطاء الذي يقدمانه على أرض الملعب مع كل من برشلونة ويوفنتوس خير دليل على انهما لا يزالان يملكان الكثير ليقدمانه هذا الموسم وهو ما يجعلهما منافسين رئيسيين على كل الألقاب الفردية والجماعية.

لذلك قد لا يهتم مشجعو رونالدو وميسي بكل الاستئناءات والاستبعاد عن القوائم المنافسة للفوز بالألقاب، لأن ما يقدمه البرتغالي والأرجنتيني على أرض الملعب كفيل لوحده بدحض كل الأقاويل والأحاديث عن تراجع نجمين كانا وما يزالان الأبرز في العقد الماضي وحتى الآن.