يتكرر المشهد اليوم في حفل توزيع ​جائزة الكرة الذهبية​ التي تمنحها مجلة ​فرانس فوتبول​ لافضل لاعب في العام، وهو المشهد الذي سبق وعُرض في حفل توزيع جائزتي أفضل لاعب في أوروبا وفي العالم من جانب الإتحاد الدولي لكرة القدم.

لم يكن تتويج نجم ريال مدريد ​لوكا مودريتش​ بالجائزتين بعد اختياره أفضل لاعب في كأس العالم 2016، سوى بداية لدخول الجوائز الفردية مرحلة جديدة بعيدة عن اسمين تقليديين لطالما هيمنا على كل الجوائز ونعني ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو.

وفي ظل كل الترشيحات التي تؤكد فوز مودريتش بهذه الجائزة ما لم تحدث مفاجأة من العيار الثقيل، فإن المشهد الجديد سيكون تكملة للخروج عن المألوف خاصة في تلك الجائزة التي تقاسم القابها على مدى السنوات العشر الأخيرة كل من الأرجنتيني والبرتغالي دون أي منافس آخر.

لكن اللافت في جائزة فرانس فوتبول والتي تمنح بناء على تقييم اللاعب خلال عام وليس موسم، خروج ليونيل ميسي نجم برشلونة من السباق النهائي على الجائزة ليبقى كل من مودريتش، رونالدو ومهاجم اتلتيكو مدريد الفرنسي ​انطوان غريزمان​ مما يعني اننا على مشارف مرحلة أخرى تؤشر لغياب اللاعبين من فئة "السوبر ستار" عن الترشيحات النهائية.

يمكن لهذا الأمر أن يُعيد تلك الجوائز إلى السكة الصحيحة ويشعل المنافسة بين اللاعبين في مختلف الدوريات وهو الأمر الذي كان مفقوداً سابقاً في ظل الهيمنة المطلقة لكل من ميسي ورونالدو، وهو ما يعني أيضاً بداية النهاية لكل من النجمين الأرجنتيني والبرتغالي على الرغم من انهما ما يزالان يقدمان المتعة لعشاقهما سواء في برشلونة او في يوفنتوس الفريق الجديد للاعب البرتغالي.

من المؤكد ان لكل شيء نهاية وهو أمر لا مفر منه وسبق للعديد من نجوم كرة القدم حول العالم أن مروا بهذا المسار، لكن في المقابل فإن الوضع الجديد في عالم الألقاب الفردية سيؤسس لمرحلة صعبة ستحتم على المشاركين في عملية التصويت أو الاختيار الإمعان كثيراً قبل الإدلاء بأصواتهم، وهو الأمر الذي لم يحدث في السنوات العشر الأخيرة حين كان الإختيار محصوراً بين ميسي ورونالدو.

في المقابل يمكن طرح الكثير من علامات الاستفهام في حال فوز مودريتش بالجائزة، فإذا كان اختياره سيتم بناء على فوزه بلقب دوري أبطال أوروبا مع ​الريال​ وقيادة منتخب بلاده الى المباراة النهائية من ​مونديال روسيا​، فإن الفرنسي انطوان غريزمان فاز مع منتخب بلاده بلقب كأس العالم ومع فريقه ​أتلتيكو مدريد​ بلقبي اليوروبا ليغ وكأس السوبر الأوروبية كما انه سجل 36 هدفا وقدم 19 تمريرة حاسمة، منها 16 مع ناديه وثلاثة تمريرات مع المنتخب الفرنسي في المونديال الأخير.

من الواضح ان غياب رونالدو وميسي عن الجوائز سيفتح المجال امام الكثير من الجدل في السنوات المقبلة وستخرج الى العلن الكثير من الأصوات التي تشكك في أحقية هذا اللاعب أو ذاك، مما يعني ان غياب النجمين الذي انتظره كثيرون سيكون نقمة وليس نعمة.