انتهت المباراة بين أتليتيكو ​مدريد​ وبرشلونة بالتعادل 1-1 في المباراة التي احتضنها ملعب واندا ميتروبوليتانو ضمن المرحلة الثالثة عشر من ​الدوري الإسباني لكرة القدم​. المدير الفني لأتليتيكو مدريد ​دييغو سيميوني​ لعب اللقاء بالرسم التكتيكي 4-4-2 مع الثنائي غريزمان وكوستا في خط الهجوم بينما لعب ​إرنستو فالفيردي​ بالرسم التكتيكي نفسه 4-4-2 مع الثنائي سواريز وميسي في خط الهجوم.

الشوط الأول:

البرسا كما العادة بدأ الشوط الأول ممسكا بالكرة ومحاولا بناء اللعب من الخلف بقيادة نجمه ​ليو ميسي​ والذي جرب الإختراق من عمق دفاعات أتليتيكو الذي كان متكتلا في الخلف مع جدار دفاعي كما العادة وتقارب بين لاعبي خطي الدفاع والوسط ومن ثم الإعتماد على الهجمات المرتدة السريعة بقيادة الثنائي غريزمان وكوستا في الأمام. إيقاع المباراة كان هادئا فالبرسا أمسك بالكرة بشكل كبير حتى وصلت نسبة استحواذه إلى 67 بالمئة لكن الفريق افتقد للعب الهجومي الفعال مع استحواذ سلبي وهذا يعود للإنضباط التكتيكي العالي لأتليتيكو في الخلف. هجوميا كان أصحاب الأرض غائبون رغم سعيهم للعب الدفاع الضاغط أحيانا للوصول إلى مرمى البرسا من كرات خاطئة لكن الأمور لم تتغير. البرسا بدوره فشل في إيجاد الحلول حيث بقي اللعب محصورا في وسط ملعب أتليتيكو دون أي خطورة واضحة على مرمى أوبلاك حارس أتليتيكو لينتهي الشوط الأول بتعادل سلبي 0-0 بين الفريقين.

الشوط الثاني:

البرسا بدأ الشوط الثاني كما أنهى الأول بشكل هجومي مع دخول ألكانتارا مكان ​سيرجيو روبيرتو​ المصاب حيث زادت نسبة استحواذه وعلت عن ال70 % مع ضغط عالي لخط هدف مبكر في الشوط الثاني يفكك شيفرة أتليتيكو الدفاعية خاصة مع انكفاء أتليتيكو للخلف بشكل كلي للخلف وعدم وجود الكثافة العددية في الهجمة المرتدة ما جعل اللعب في طرف واحد باتجاه مرمى أتليتيكو لكن البرسا سعى لتفعيل طرفي الملعب مع تقدم الأظهرة للمساندة ومحاولة فتح المساحات داخل ملعب أتليتيكو الذي أجرى مدربه سيميوني تبيدله الأول مخرجا ليمار ومدخلا فيتولو لتنشيط الجهة اليسرى هجوميا. أتليتيكو تحول للضغط العالي في منطقة البرسا من أجل السعي لفك الحصار عن منطقته مع تقدم الخطوط أكثر للأمام ومحاولة أخذ دور هجومي أكبر باتجاه مناطق البرسا لينجح في تسجيل الهدف الأول عبر كوستا عند الدقيقة 77. البرسا حاول التحرك بسرعة وإظهار ردة فعل مع دخول ديمبلي مكان أرثر والتحول لخطة 4-3-3 مع ديمبلي يمينا وميسي يسارا كما دخل مالكوم مكان فيدال لتنشيط خط الوسط بينما دخل كوريا مكان كوستا ليتحول سيميوني للعب بالرسم التكتيكي 4-5-1 لكن أتليتيكو لم ينجح في الصمود دفاعيا حيث نجح البرسا في تسجيل هدف خاطف عبر ديمبلي عند الدقيقة 89 أهدى به نقطة التعادل للبرسا.

ملاحظات عامة:

كان الشوط الأول من المباراة مملا نوعا ما حيث بالغ الفريقان في اللعب المتحفظ سواء من أتليتيكو دفاعيا أو من البرسا هجوميا فأتليتيكو اكتفى باللعب الدفاعي البحت دون أي سعي نحو اللعب الهجومي أما البرسا فهو أيضا لم يغامر في الشوط الأول بفتح الخطوط واكتفى بلعب هجومي تقليدي ما جعل استحواذه على الكرة سلبيا.

يحسب لفالفيردي تغيير طريقة اللعب من 4-3-3 إلى 4-4-2 كي تكون بنفس الطريقة التي يلعب بها الخصم خاصة مع عدم توفر لاعب مهاجم ثالث بنفس مستوى ميسي وسواريز وهو ما أعطى الأريحية لميسي في وسط الملعب خلف سواريز لكن تكتل اتليتيكو الدفاعي قلل من فعالية هجمات البرسا غير أنها منحت تقاربا للفريق ساعده كثيرا في التعامل مع هجمات أتليتيكو المرتدة.

بعد الهدف، غير فالفيردي طريقة اللعب ل4-3-3 ودفع بعثمان ديمبلي في الجهة اليمنى وهو من أنقذ الفريق عند الدقيقة 89 وهذا يعتبر بمثابة صك براءة لديمبلي عن كل المشاكل التي قام بها الفترة الماضية ويثبت بأنه فعلا لاعب مؤثر في صفوف البرسا لكنه يجب عليه العمل أكثر على عقليته الإحترافية.

لعب أتليتيكو مدريد بتنظيم دفاعي عالي للغاية ومتقن وهذا يحسب للمدرب سيميوني لكنه أخطأ في مرة واحدة وهي لقطة الهدف التي منح فيها دفاع أتليتيكو المساحة للمرة الأولى للاعبي البرسا وهو ما أضاع عليهم ثلاث نقاط كانت كفيلة بنقلهم إلى صدارة الليغا لكن تشتتهم الذهني في اللحظات الحاسمة بدد آمالهم بذلك.