تتجه الفورمولا 1 الى السباق الأخير من موسم 2018 والذي سيُقام على حلبة ​ياس مارينا​ في أبو ظبي. من المعلوم أن بطولتي الصانعين والسائقين قد تم حسمهما، الأولى لصالح فريق ​مرسيدس​ والثانية لسائقه ​لويس هاميلتون​. المنافس الأساسي لمرسيدس هذا الموسم كان فريق ​فيراري​ لكنه كعادته تدهور أدائه في القسم الثاني من الموسم وقدّم اللقب على طبق من الفضة لمرسيدس.

في المركز الثالث يأتي فريق رد بُل، الذي فاز بأربع بطولات منذ دخوله الفورمولا 1 في عام 2005. يتمتع هذا الفريق بسيارة ممتازة لكن محركه رينو لا يسمح له بمنافسة محركي فيراري ومرسيدس على كافة حلبات الموسم ما يجعل المنافسة على اللقب امر مستحيل. لكن في الموسم المقبل سينتقل الفريق النمساوي الى إستعمال ​محرك هوندا​ وحسب ما يتم إطلاعنا عليه من قبل الفريق إن المحرك الياباني سيكون قوي جدًا وسيتمكن الفريق من الفوز بالسباقات فورًا لدى إنطلاق الموسم.

لنعد الآن الى حلبة ياس مارينا التي بدأت بإستقبال سباقات الفورمولا 1 في عام 2009 وكانت كلفة بنائها قد وصلت الى 1.3 مليار $، فقد شهدت تحديد البطل في عدة سنين مثل 2010 ما بين ​سيباستيان فيتيل​ (رد بُل) و​فرناندو الونسو​ (فيراري)، وما بين سائقي فريق مرسيدس لويس هاميلتون و​نيكو روزبرغ​ في 2014 و2016.

السباق في عام 2016 كان مميز جدًا حيث ان هاميلتون وروزبرغ قد وصلا اليه وفارق النقاط بينهما فقط 12 لصالح روزبرغ والفوز لم يكن كافي لهاميلتون كي يفوز بالبطولة وكان بحاجة لأن يُنهي روزبرغ السباق في المركز الرابع وما دون. سيطر هاميلتون على السباق منذ بدايته وهو كان قد تأهل في المركز الأول. في الظروف العادية كان هاميلتون ليفوز بالسباق بفارق وقت كبير عن المركز الثاني لكنه رويدًا رويدًا وخاصة بعد توقف الصيانة الأخير قرر أن يبطئ من سرعته عن قصد كي يمنح منافسي روزبرغ (كان في المركز الثاني) الذين كانوا ورائه في المركزين 3 (سيباستيان فيتيل) و 4 (ماكس فرستابن) فرصة تخطيه.

وهكذا شاهدنا اللفات ال15 الاخيرة مع هؤلاء الاربعة وهم ملتصقون ببعضهم وهذا نادرًا ما نراه في الفورمولا 1. من جهته طلب روزبرغ عدة مرات من الفريق أن يسمح له هاميلتون بتخطيه كي يبني فارق وقت عن فيتيل وفرستابن ومن ثم يعيد له المركز الأول. لكن بالتأكيد هاميلتون رفض كما أنه تجاهل كل طلبات مرسيدس بأن يُسرع كونه يعرّض مركز روزبرغ للخطر.

وإستمر التنافس حتى المنعطف الأخير من السابق وصمد روزبرغ في المركز الثاني وفاز باللقب العالمي للمرة الأولى في مسيرته والاخيرة كونه إعتزل بعد 5 أيام من إنتهاء البطولة. وهكذا تمكن روزبرغ من السير على خطى والده كيكي روزبرغ الذي فاز بدوره باللقب العالمي للفورمولا 1 في عام 1982.

لمشاهدة اللفة الأخيرة من السباقإضغط هنا.