قد لا يكون مستحيلاً أن تجد المبررات الكافية للمستوى المخيب للآمال الذي يقدمه ​بايرن ميونيخ​ هذا الموسم وتحديداً في الدوري الألماني لكرة القدم، خاصة مع حلول الفريق البافاري في المركز الخامس بفارق سبع نقاط عن بوروسيا ​دورتموند​ المتصدر والذي الحق الهزيمة الثالثة هذا الموسم بأبطال الدوري في السنوات الست الماضية.

لكن كل تلك المبررات قد لا تكون مقنعة على الإطلاق لجمهور الفريق والذي بدا للمرة الأولى منذ سنوات طويلة غير مقتنع بقدرة البايرن على الاحتفاظ بلقبه للمرة السابعة على التوالي أو المنافسة على بلوغ ادوار متقدمة من دوري أبطال أوروبا.

من الواضح ان الخطأ الأكبر الذي حدث هذا الموسم تجسد بالتعاقد مع المدرب الكرواتي نيكو كوفانش القادم من اينتراخت فرانكفورت في الوقت الذي كانت فيه الخيارات متاحة أمام ادارة البايرن للتعاقد مع مدرب يملك خبرة أكثر في ​البوندسليغا​ بإمكانه قراءة المباريات وتحديد مكامن الخلل في بايرن ميونيخ والتعامل بكل واقعية مع الاوراق التي يملكها والقادرة على تحقيق النجاح على الرغم من احجام ادارة ​أولي هونيس​ عن الانفاق بشكل جدي كما هي العادة.

صحيح ان بايرن ميونيخ يعاني هذا الموسم من مسلسل اصابات طويل لا سيما ​تياغو​ و​كومان​ و​توليسو​ وروبن، لكن الاخطاء الكارثية التي يرتكبها الدفاع البافاري أقل ما يقال عنها انها بدائية، أضف الى ذلك ان ​كوفاتش​ اثبت منذ مطلع الموسم ضعفاً في قراءة المباريات وهو ما يفسر تبديلاته الخاطئة والتي كان آخرها اشراك ​ريناتو سانشيز​ بدلاً من ​غنابري​ و​فاغنر​ بدلاً من مولر في مباراة دورتموند الأخيرة.

لم ينجح المدرب الكرواتي في التعامل مع اللاعبين كبار السن ودخل في مهاترات داخل غرفة الملابس وخارجها أفضت لتجميد خدمات خاميس ​رودريغيز​ أحد أفضل اللاعبين في الفريق البافاري غير آبه بالانعكاسات السلبية لهذا القرارعلى أرض الملعب، ومع ذلك فإن كوفاتش لا يتحمل لوحده تبعات هذا المستوى المخيب بل يتشاركه مع عدة لاعبين آخرين.

لكن الأزمة في بايرن ميونيخ بدأت تلقي بظلاها على المنتخب الألماني والذي تنتظره مباراة في غاية الأهمية أمام هولندا ضمن منافسات دوري الأمم الأوروبية خاصة وان ستة من لاعبي الفريق البافاري ممن شاركوا في مباراة دورتموند قد تم استدعاءهم للمانشافت، من هنا يُخشى ان تمتد تلك الأزمة الى ما هو أكبر وعندها قد يبدو الوضع كارثياً أكثر مما هو عليه الآن.

من المؤكد ان عودة الهدوء الى بايرن ميونيخ ورجوعه للمنافسة من جديد على لقب الدوري هو أمر في غاية الأهمية ليس للفريق البافاري فحسب، إنما للكرة الألمانية التي تنتظرها الكثير من الاستحقاقات المقبلة قد تجد نفسها مضطرة لدفع ثمنها غالياً.

​​​​​​​