حصد ​الترجي التونسي​ لقب دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم بعدما تفوق على ​الأهلي المصري​ 3-0 في المباراة التي استضافها ملعب رادسمعوضا خسارته ذهابا 3-1 في مصر.

المدير الفني للترجي ​معين الشعباني​ لعب اللقاء بالرسم التكتيكي 4-2-3-1 مع ​طه الخنيسي​ كرأس حربة صريح بينما لعب المدير الفني للأهلي ​باتريس كارتيرون​ بالرسم التكتيكي نفسه 4-2-3-1 مع ​مروان محسن​ كرأس حربة صريح.

الشوط الأول:

الترجي بدأ المباراة بشكل ضاغط حيث أمسك بالكرة واستحوذ على خط وسط الملعب وسط تراجع أهلاوي للخلف مع انتشار جيد في مناطقه الخلفية وذلك من أجل تضييق المساحات أمام لاعبي الترجي الذي كانوا يرسلون الكرات العرضية واعتماد خيار التسديد من بعيد على مرمى الأهلي الذي حاول تبطيئ إيقاع اللعب قدر الإمكان وامتصاص الفورة الهجومية ​للفريق التونسي​. ما عاب الفريق التونسي هو البطء في التحضير ما كان يسمح للأهلي بالانتشار الدفاعي كما يجب وهو ما جعل الكرات الساقطة غير فعالة من قبل الترجي والذي حاول القيام بالكثافة العددية من تقدم الأظهرة في بعض الكرات من طرفي الملعب مع غياب الأهلي في الصورة الهجومية واكتفاءه بلعب الأدوار الدفاعية حيث كان خط وسطه عاجزا عن مجاراة الترجي والذي حاول رفع إيقاعه الهجومي عبر تسريع اللعب وهو ما حصل في اللحظات الأخيرة منذ الشوط الأول حيث نجح سعد بوغير في تسجيل هدف التقدم قبل نهاية الشوط الأول بلحظات ليمنح فريقه التقدم 1-0 وهو ما كان جيدا للغاية نظرا لحاجته للفوز 2-0 من أجل ضمان اللقب.

الشوط الثاني:

الشوط الثاني بدأه الترجي كما أنهى الأول بضغط هجومي مع ضياع أهلاوي واضح ليتابع الفريق الترجي رسم هجماته بشكل منظم رغم محاولة الأهلي التقدم أكثر إلى الأمام ما جعل الأهلي غير منظم دفاعيا لحين ما نجح الترجي في تسجيل هدف ثاني عند الدقيقة 54.

الأهلي كان تائها على أرضية الملعب مع عدم قدرة لاعبي خط الوسط وتحديدا ثنائي الإرتكاز ​حسام عاشور​ و​عمرو السولية​ في الإمساك بزمام الأمور ما سمح للترجي بمتابعة أفضليته من ناحية السيطرة على الكرة. مدرب الأهلي حاول التدخل مع إجراء تبديلين حيث أخرج الظهير الأيمن محمد هاني وأدخل صلاح محسن كما أخرج محمد عدل وإدخال كريم ندفيد.

الهدف كان تنشيط الجهة اليمنى ووسط الملعب الهجومي فيما قام الشعباني بإجراء تبديله الأول بإخراج بوغير المصاب وإدخال مجري فيما دخل احمد حمودي مكان عمرو السولية في محاولة من باتيرون لتنشيط خط الوسط. مشكلة الاهلي كانت في غياب قدرته على اظهار شكل هجومي واضح مع عشوائية في اللعب وغياب أي تسديدة على المرمى طوال دقائق المباراة رغم بعض الكرات العرضية التقليدية لكن اندفاعه للأمام أعطى الترجي مساحات كبيرة استغلها الفريق لتسجيل هدف ثالث حسم به المباراة واللقب أيضا.

ملاحظات عامة:

1-ظهر الأهلي طوال فترات اللقاء كضيف شرف مع تيهان هجومي واضح وعدم القدرة على القيام بأي ردة فعل وهذا ما ترجمه عدم التسديد على المرمى إلا مرة واحدة في آخر الدقائق مع عقم هجومي وسيطرة على الكرة لم تتجاوز 29 % في الشوط الأول و40 % في مجمل اللقاء ما عكس التفوق التونسي في وسط الملعب.

2-يتحمل مدرب الأهلي باتريس كارتيرون مسؤولية الخسارة حيث لم يظهر الفريق بأنه جاهز مع عشوائية في اللعب وتباعد بين الخطوط الثلاثة ما فسر عدم قدرة خط الوسط على لعب الكرات من الخطوط الخلفية والتدرج فيها للأمام مع الكثير من التمريرات الخاطئة ما سمح للترجي بأن يصول ويجول كما يحلو له خلال الشوطين وتأتي استقالته بعد اللقاء من تدريب الفريق أمرا منطقيا بعدما لم يظهر أي لمسة إضافية واضحة على الفريق.

3-يحسب للترجي التونسي إيمانه بحظوظه كاملة في الفوز باللقاء وهذا ما ظهر من خلال الروح التي خاض بها اللقاء حيث لعب بشكل جيد ومن دون ضغوط وعصبية ما عكس نسبة التمريرات الناجحة العالية والهدوء في التعامل مع الفرص التي سنحت له أمام المرمى مع الإصرار على اللعب الهجومي المنظم دون أي فوضى حيث كانت الأهداف التي سجلت ملعوبة.

4-يجب الإشادة بأداء خط وسط الفريق التونسي وتحديدا الثلاثي شعلالي، بوغير وكوليبالي والذين أمسكوا بزمام الأمور منذ بداية اللقاء وتفوقوا بشكل واضح خلال كل فترات اللقاء.