كان الهدف الأول للبرازيلي ​نيمار​ حين قرر مغادرة برشلونة إلى باريس سان جيرمان في اب من العام الماضي هو الخروج مما يسمى "ظل ليونيل ميسي" والتوجه الى فريق يكون فيه نجمه الأوحد، بعدما وجد صعوبة في تحقيق هذا الأمر مع الفريق الكتالوني وبوجود البرغوت الأرجنتيني.

لكن التألق السريع مع الفريق الباريسي سرعان ما خف بريقه مع صعود نجم الفرنسي ​كليان مبابي​ والذي اثبت انه أحد أفضل المهاجمين في العالم والذي ترجم ابداعاً في الدوري الفرنسي ومع المنتخب المتوّج بلقب كأس العالم 2018 في روسيا.

واليوم يجد نيمار نفسه بين "فكي كماشة" أخرى مع باريس سان جيرمان في ظل تصاعد مستوى مبابي وتراجع اداء نيمارفي المباريات الأخيرة التي خاضها مع فريقه سواء في الدوري الفرنسي أو ​دوري أبطال أوروبا​، لدرجة ان الأنظار باتت كلها متجهة نحو اللاعب الفرنسي الشاب خلافاً لما اراده أو اعتقده البرازيلي حين اتخذ خطوته الجريئة بمغادرة القلعة الكتالونية.

لا يألو مبابي جهداً في تأكيد أفضليته على نيمار سواء من ناحية الاداء او تسجيل الأهداف،فالأول سجل سبعة أهداف في المباريات الأربع الأخيرة لباريس سان جيرمان في الدوري الفرنسي منها سوبر هاتريك في مرمى ليون، بالمقابل اكتفى النجم البرازيلي بهدفين فقط .

أضف الى ذلك ان مبابي الذي سجل 13 هدفا في الموسم الماضي من الدوري الفرنسي، يتصدر هدافي هذا الموسم برصيد 11 هدفاً مما يعني ان اللاعب الشاب في طريقه لتحقيق رقم جدير بالتوقف عنده بالمقارنة مع الهالة الإعلامية التي رافقت انتقال نيمار الى باريس سان جيرمان.

من الواضح ان حسابات نيمار لم تكن سليمة خاصة وان المستويات المتواضعة التي قدمها في ​مونديال روسيا​ بالمقارنة مع ما فعله مبابي،أزاحت كل الأوهام التي وضعت النجم البرازيلي بموازاة أفضل لاعبين في العالم ليونيل ميسي و​كريستيانو رونالدو​، لأن استمرار الوضع على ما هو عليه ومتابعة مبابي لتألقه سيفتح المجال أمام الأخير لاحتلال تلك المكانة لعدة أسباب اهمها صغر سنة واقتراب النجمين الارجنتيني والبرتغالي من مرحلة حساسة من حياتهما وهي التي يمر بها اللاعبون حين تخطيهم الثلاثين من عمرهم.

أراد نيمار الخروج من ظل ميسي فإذا به يقع في ظل لاعب آخر لا يتورع عن اثبات جدارته في كل مباراة يخوضها مع فريقه مستفيدا من تراجع مستوى البرازيلي وفقدان اعصابه في كثير من المباريات والتي كان آخرها أمام نابولي في دوري ابطال اوروبا، لذلك فإن استمرار هذا الأمر ربما يفتح الباب لخروجه من الفريق الباريسي في الصيف المقبل نحو فريق يستطيع ان يلعب من خلاله دور النجم الأوحد.