حقق برشلونة فوزا مقنعا على إنتر ميلان 2-0 في ملعب الكامب نو ضمن منافسات الجولة الثالثة من المجموعة الثانية في الدور الأول لدوري أبطال أوروبا.

المدير الفني لبرشلونة ​إرنستو فالفيردي​ لعب اللقاء بالرسم التكتيكي 4-3-3 مع الثلاثي ​سواريز​، ​كوتينيو​ وألكنتارا في خط الهجوم بينما لعب المدير الفني لإنتر ميلان ​لوتشيانو سباليتي​ بالرسم التكتيكي 4-2-3-1 مع ​إيكاردي​ كرأس حربة صريح.

الشوط الأول:

مع أفضلية البرسا في الإستحواذ على الكرة، اعتمد انتر على الضغط العالي أول اللقاء ثم تراجع بعد عشر دقائق كليا للخلف مع دفاع من منتصف الملعب بطريقة 4-5-1 ومنتظرا للبرسا في مناطقه، مضيقا للمساحات ومعتمدا على الهجمات المرتدة العكسية. برسا المستحوذ حاول بناء اللعب المنظم من الخلف مع تنويع في الأسلوب الهجومي وتسريع نقل الكرة بوسط الملعب من أجل خرق دفاع الإنتر المنظم وإيجاد المساحات فيه وهو ما حصل فعلا عند الدقيقة 32 بتسجيل ألكانتارا لهدف التقدم بعد دور هام لسواريز في لقطة الهدف الأول وقيامه بدور صانع الألعاب.

ردة فعل الإنتر كانت خجولة ولا تذكر باستثناء تسديدة ​فيسينو​ والتي كانت بمثابة تهديد جدي إنما غير قلق لدفاع البرسا كونها أتت من محاولة فردية وليست منظمة ليتابع البرسا سيطرته على الشوط الأول الذي انتهى لمصلحته 1-0.

الشوط الثاني:

أجرى سباليتي أول تبديل له مع إخراج ​كاندريفا​ وإدخال بوليتانو لتنشيط الجهة اليمنى هجوميا وبالفعل كانت أول خمس دقائق من الشوط لمصلحة إنتر مع خطورة هجومية امتصها البرسا الذي عاد وفرض إيقاعه على المباراة مع إضاعة بعض الفرص وسط عجز من الإنتر على مجاراة نسق البرسا العالي رغم محاولته الصعود قليلا للأمام مع تبديل ثاني من سباليتي الذي أخرج فاليريو وأدخل مارتينيز لتنشيط الوسط الهجومي.

البرسا تراجع قليلا للخلف وهو ما سمح لإنتر بالإمساك قليلا بالكرة لكن من دون فعالية مع رغبة البرسا في ضرب إنتر بالهجمات المرتدة السريعة نتيجة بطء ارتداده. فالفيردي تدخل للمرة الأولى مدخلا سيميدو مكان ألكانتارا فيما أخرج سباليتي بيريسيتش وأدخل بالدي. المباراة كانت في دقائقها العشرين الأخيرة في اتجاه واحد مع عودة الإنتر للخلف واقتناعه بعدم القدرة على تغيير أي شيئ لا بل تلقى هدفا ثانيا ونجا من ثالث لتنتهي المباراة بعدها بفوز البرسا 2-0.

ملاحظات عامة:

كان من المتوقع أن يلعب الإنتر بشكل دفاعي ويعتمد على الهجمات المرتدة لكن الفريق بدا من دون أي شكل هجومي واضح خاصة رأس حربته إيكاردي بدا معزولا للغاية حيث لم ينجح زملاءه في مده بالكرات وهذا بالطبع يحسب لقلبي دفاع البرسا بيكيه ولينغيلت اللذين عرفا كيف يحدا تماما من تحركات المهاجم الأرجنتيني.

على الرغم من غياب ميسي وتاثيره الذي لا يختلف اثنان عليه، إضافة إلى تفضيل فالفيردي لألكانتارا على ​عثمان ديمبيلي​، نجح المدرب في رهانه حيث سجل ألكنتارا هدفا وأظهر مستوى جيد للغاية حيث أصبح لدى البرسا لاعب هجومي جديد بمستوى عالي ما سيمنحه المزيد من الحلول خاصة في مباراة الكلاسيكو بعد أيام.

بالغ إنتر ميلان في اللعب الدفاعي حيث لم تكن المشكلة في الأسماء أو بالتبديلات التي قام بها المدرب سباليتي، بل بشكل الفريق ككل حيث كان التراجع للخلف كبيرا مع احترام مبالغ فيه للبرسا كما كان لجوء الفريق للدفاع من منتصف الملعب مساعدا للبرسا الذي بنى هجماته بشكل مريح بغياب الضغط العالي والذي كان من المفترض أن يطبقه الإنتر لإجبار البرسا على ارتكاب الأخطاء في التمرير والحصول على فرص هجومية أفضل في ثلث البرسا الدفاعي.

يجب مدح اللاعب الشاب قلب دفاع البرسا كليمنت لينغليت والذي أظهر صفات قيادية في دفاع البرسا ويعتبر من نجوم اللقاء حيث قام بعزل إيكاردي وبدا واثقا من نفسه وتمريراته ليلفت النظر بشكل كبير.

فاز فالفيردي وبكل جدارة في المعركة التكتيكية بوسط الملعب حيث وظف اللاعبين بشكل جيد للغاية مع دور هام لألكنتارا في الضم للوسط والتحول فعليا لرباعي ما أعطى الفريق كثافة عددية سمحت له بالسيطرة المطلقة على المباراة وهو ما عجز مدرب إنتر سباليتي عن مواجهته.

​​​​​​​