فازت ​فيراري​ عن طريق سائقها الفنلندي ​كيمي رايكونين​ بجائزة ​أميركا​ الكبرى التي أقيمت في نهاية الأسبوع الماضي على حلبة أوستن وكانت المرحلة ال18 من بطولة العالم للفورمولا 1. بعد 3 سباقات كارثية لل​سكوديريا​ (سنغافورة، روسيا، اليابان) بدت فيراري أنها إستعادت سرعتها التي فقدتها فجأة، وكل الإتهامات لها بأن المستشعر الثاني الذي وضعه الإتحاد الدولي للسيارات على محركها هو سبب بطئها كونه منعها من إستخدام كامل طاقة محركها تحت طائلة كشف عدم قانونيته.

وهكذا أثبتت فيراري مرة جديدة أن محركها قانوني كليًا كما أكّد الإتحاد بدوره أكثر من مرة سابقًا ولم يضع المستشعر الثاني إلا بعد الطلب الملحّ من فريق ​مرسيدس​ كما أشارت التقارير. ولقد تبيّن أن بطئ فيراي في السباقات الأخيرة كان سببه القطع الأيرودينايمكية الجديدة التي أدخلتها على سيارتها إبتداءً من سنغافورة بالإضافة الى الأرضية الجديدة. ولذلك قرر الفريق الإيطالي أن يستغني عن كل هذه القطع الجديدة ويعود الى التركيبة التي كانت ما قبل سنغافورة. وفورًا عادت فيراري الى حيويتها المعهودة.

الذي سمح لفيراري بمنافسة مرسيدس هذا الموسم هو كمية الطاقة التي تستخرجها من محركها في القسم الثاني من المستقيم الأساسي في الحلبات، أي أن حين تكون بطارية محرك مرسيدس قد نفذت كليًا، هنا محرك فيراري يدخل مرحلة ثانية من نشر القوة. كي أشرح ببساطة ما يعني ذلك، في السباق الأميركي كان كيمي في المركز الاول على إطارات متأكلة جدًا بينما سائق مرسيدس لويس هاميلتون ورائه مباشرةً على إطارات جديدة بعد أن دخل وابدلها في فترة سيارة الآمان الإفتراضية. وبالرغم من أن هاميلتون كان لديه أيضًا مساعدة الDRS لم يكن يتمكن من تخطي رايكونين على المستقيم الأساسي الذي يبلغ طوله أكثر من كيلومتر. (لاحظوا ذلك في الفيديو في الدقائق 2:40 و 4:20).

مغزى هذا المقال هو تعريفكم بالمدير التقني لفريق فيراري ​ماتيا بينوتو​، الذي هو من صمم هذا المحرك، والذي هو من إنتشل فيراري من خبوتها المستمرة منذ عام 2009. في نبذة سريعة عن مسيرة بينوتو، تخرّج هذا الإيطالي حاملًا شهادة الهندسة الميكانيكية من جامعة Lausanne Polytechnic في عام 1994 ونال شهادة الماسترز في هندسة المركبات ذات المحركات من جامعة Modena. في عام 1994 إنضم الى فيراري كمهندس إختبارات وقام بهذا العمل حتى عام 2003. في عام 2004 أصبح مهندس محرك السباقات وفي 2007 أصبح رئيس المهندسين في قسمه وفي 2009 أصبح مديرالعمليات في قسم المحرك وkers. في 2013 أصبح رئيس قسم المحركات. في 2016 أصبح المدير التقني للفريق.

بينوتو هو بكل بساطة عبقري سكوديريا ولقد عرف الفريق الإيطالي كيف يستفيد منه لأقصى درجة وبدأت لمساته تظهر فعليًا هذا الموسم. في الفورمولا 1 التغييرات والتحسينات ليس لها مفعول فوري خاصة على مستوى تصميم المحرك وهي تتطلب سنين كي تظهر لذلك إن بينوتو يعمل بلا هوادة منذ دخوله قسم المحرك كي يجعله بقوة محرك مرسيدس وفي عام 2018 أصبح كذلك.

لكن ما يجري خلف الكواليس في فيراري حاليًا قد يؤدّي الى تدمير كل العمل الإيجابي الذي حقق في السنوات الماضية، فمذ وفاة الرئيس السابق للشركة سرجيو ماركيوني هناك صراع أجنحة داخل سكوديريا، واحد يريد من بينوتو أن يستلم قيادة الفريق أما الآخر يريد بقاء المدير الحالي ​ماوريتزيو اريفابيني​. والوضع على مستوى عالي من الجدية خاصة أن المدراء الجدد للشركة جون الكان (رئيس مجلس الإدارة) لويس كامييري (الرئيس التنفيذي) ليسا أبدًا بقوة ماركيوني ولم يستطيعا فرض النظام الى حد الآن.

وهذا الأسبوع بدأت التقارير تشير الى أن مرسيدس تتحاور منذ مدة مع بينوتو لإقناعه بالقدوم اليها في الموسم المقبل كي يكون مديرها التقني خاصة أنها من المرجح خسارتها مديرها التقني الحالي جايمس اليسون الى فريق رينو الذي يسعى اليه لشدة. في حال تمكنت مرسيدس من خطف بينوتو من فيراري فهذ سيشكّل ضربة قوية للفريق الإيطالي لن يتعافى منها لعدة سنين كون أمثال بينوتو يعدّون على الأصابع ولا ارى بديل له في المدى المنظور.