انتهت الجولة الثانية من ​دوري الأمم الأوروبية​ حيث حملت هذه البطولة الجديدة العديد من المباريات الحماسية والمثيرة خاصة في القسم A في ظل وجود فرق الصف الأول في هذا المستوى ومباريات القمة التي تابعها القراء الأعزاء ومواصلة ​المنتخب الالماني​ بتحقيق النتائج المهزوزة بعد خسارته امام ​المنتخب الهولندي​ و​المنتخب الفرنسي​ رغم الاداء الجيد امام ابطال العالم .

و سنتعرف على أبرز ما حصل في هذا المستوى من خلال هذا التقرير الموسع والشامل للمباريات .

المجموعة الأولى:

كانت هذه الجولة كارثية بكل ما للكلمة من معنى للمنتخب الألماني حيث خسر أمام هولندا 3-0 ثم أمام بطلة العالم فرنسا 2-1. وزادت هاتين الخسارتين الطين بلة بالنسبة للمدير الفني للمنتخب الألماني ​يواكيم لوف​ حيث أصبح عام 2018 واحدا من أسوأ الأعوام للماكينات الألمانية.

وعانى المنتخب الألماني في المباراة الأولى أمام هولندا من عقم هجومي واضح حيث لم ينجح في استغلال فرصه الهجومية وسيطرته على المباراة لينجح الهولنديون الذين ظهروا بشكل جيد مع مدربهم رونالد كومان في ضرب الدفاعات الألمانية بالهجمات المرتدة المنظمة والتي كشفت استمرار عيوب الألمان.

الأهم في هذه المباراة كان وضوح غياب أي رؤية هجومية للوف وهو ما جعل النقد الإعلامي يزيد على لوف والذي حاول في المباراة الثانية أمام فرنسا تغيير تشكيلة الفريق وإعطاء الوجوه الشابة أدوارا أكبر وبالفعل تحسن أداء المانشافت لكن الفريق لم ينجح في الفوز أمام الفرنسيين الذين عادوا من تأخر 1-0 إلى فوز 2-1.

الخسارة هذه عقدت كثيرا من وضع المنتخب الألماني الذي فقد حظوظه في تصدر المجموعة والمنافسة على لقب دوري الأمم لكن الأهم كان احتلال المانشافت للمركز الأخير وهو ما يعني في حال تعادل هولندا في واحدة من آخر مبارياتها، هبوط ألمانيا للتصنيف الثاني وخسارة فرصة تصدر إحدى المجموعات العشرة في تصفيات كأس أمم أوروبا 2020، وكل هذا لم يغير شيئا من قرار الإتحاد الألماني بتجديد الثقة بلوف في قيادة المانشافت.

المجموعة الثانية:

تابعت ​بلجيكا​ عروضها المميزة حيث وصلت للنقطة السادسة من مبارتين بعد تخطي عقبة ​سويسرا​ 2-1 في مباراة التي تألق فيها رأس حربة المنتخب البلجيكي لوكاكو بتسجيله لهدفين أحدهما في آخر خمس دقائق من المباراة ليتصدر البلجيك مجموعتهم. المركز الثاني كان لسويسرا التي وصلت لنقطتها السادسة أيضا إنما من ثلاث مباريات بعدما فازت على إيسلندا 2-1. المنتخب الإيسلندي ما زال من دون أي نقاط مع ثلاث خسارات متتالية وتلقي شباك الفريق ل11 هدفا ما عكس الضعف الدفاعي للفريق.

ويبدو بأن المنتخب الإيسلندي فقط الكثير من بريقه بعد تألق في يورو 2016 ومشاركة في كأس العالم 2018 ليضمن نزوله إلى القسم الثاني بعدما تذيل ترتيب المجموعة وهو أمر بالتأكيد سيكون له تأثير على الإيسلنديين الذين يبدو بأنهم لا يملكوا الكثير لتقديمه بعد تلك الفترة الذهبية آخر سنتين.

المجموعة الثالثة:

تابعت ​البرتغال​ نتائجها المميزة في هذه المجموعة حيث أسقطت ​بولندا​ 3-2 لتتابع تصدرها لهذه المجموعة حيث وصلت لست نقاط من مبارتين. ولم تكن المباراة سهلة على المنتخب البرتغالي الذي عانى لحسم اللقاء مع غياب نجمه كريستيانو رونالدو عن اللقاء وذلك لأسباب خاصة به لكنه نجح بالمجمل في البقاء على قمة المجموعة ومتقدما على إيطاليا التي لديها 4 نقاط بعدما فازت في هذه الجولة 1-0 على بولندا بهدف متأخر حسم موقفها في المركز الثاني تحت قيادة المدرب مانشيني الذي يبدو أن ينجح في إعادة المنتخب الإيطالي إلى الواجهة شيئا فشيئا.

أما منتخب بولندا فهو تابع سلسلة النتائج السلبية بعد خروج من الدور الأول لكأس العالم ثم ها هو يتذيل ترتيب المجموعة وسيتراجع حتما للمستوى الثاني بعد نهاية الجولة الأخيرة الشهر المقبل ليبقى الصراع قائما بين منتخبي البرتغال وإيطاليا مع أفضلية بسيطة لمنتخب البرتغال والذي يملك مباراة أقل من المنتخب الإيطالي حيث ستكون المواجهة بينهما الشهر المقبل حاسمة على هذا الصعيد.

المجموعة الرابعة:

تتصدرها إسبانيا من فوزين وخسارة كانت أمام منتخب إنكلترا مؤخرا 3-2 في مباراة مثيرة حسمها الإنكليز في الشوط الأول رغم محاولات عديدة من الإسبان للعودة بالنتيجة لكنها لم تكلل بالنجاح. الإنكليز وصلوا للنقطة الرابعة أي خلف الإسبان بنقطتين. أما كرواتيا فهي لديها نقطة واحدة من مبارتين بعد تعادل في هذه الجولة 0-0 أمام إنكلترا. ولا تبدو الأمور في هذه المجموعة قد حسمت حيث تملك كل من المنتخبات الثلاثة فرصا ولو متفاوتة من أجل المركز الأول حيث أن كرواتيا مثلا لو فازت على إسبانيا وإنكلترا ستتصدر المجموعة وتتأهل للأدوار النهائية بينما سيكون كل من منتخبي إسبانيا وإنكلترا أمام فرصة لحسم الصدارة وذلك بناءا لنتيجتهما مع كرواتيا والتي ستكون هي بيضة القبان في هذه المجموعة سواء في حال تأهلت أم لا. ولا يخفى على أحد بأن منتخب كرواتيا عليه التحسن أكثر خاصة أنه وصيف كأس العالم 2018 بعدما ظهر باداء مميز في الأراضي الروسية وهو يحتاج للبقاء على نفس المستوى إذا ما أراد البقاء ضمن نخبة المنتخبات الأوروبية.