لم يعش الألمان عاماً كارثياً كما في 2018 بعد الخروج من الدور الأول لنهائيات كأس العالم في ​روسيا​، والسقوط المدوي أمام ​هولندا​ بثلاثية نظيفة في ​دوري الأمم الأوروبية​ وهو الأمر الذي فتح الباب على مصراعيه للحديث عن مصير الكرة الألمانية تحت قيادة المدرب ​يواكيم لوف​.

وعلى الرغم من ان لوف أحدث نقلة في تدريب المانشافت منذ 12 عاماً توجهها بالفوز بمونديال 2014 في البرازيل، إلا ان من الواضح ان المنتخب الألماني دخل في مسار تنازلي بات يهدد سمعته بشكل كبير خاصة مع الانحدار غير المفهوم في مستويات الكثير من اللاعبين وفي مقدمتهم ​ماتس هوميلز​ و​جيروم بواتينغ​ و​توني كروس​ و​توماس مولر​.

وبعد فوز المنتخب الألماني بكأس القارات العام الماضي بتشكيلة احتياطية وبطولة اوروبا للشباب تحت 21 عاماً، كان الرهان قوياً على لوف من أجل المزج بين الخبرة وعنصر الشباب وهو الأمر الذي طالما تحدث معه، الا المدرب الذي قاد المانشافت في 168 مباراة وهو رقم قياسي ارتكب الكثير من الأخطاء في الآونة الأخيرة بعدما فضل الاعتماد على عناصر الخبرة وهم أول من خذلوه لا سيما في مباراة هولندا.

ولعل العقم الهجومي للمنتخب الألماني هو ما يطرح الكثير من علامات الاستفهام، ولكن في المقابل فإن اصرار لوف على اشراك عناصر معينة والتعاضي عن آخرين ومنهم ساني و​تير شتيغن​ وبراندت وغيرهم بدأ يوحي للكثيرين من متابعي المنتخب الألماني ان المدرب يسعى لتحقيق النتائج قبل اي أمر آخر وهو ما يفسر وفاءه الدائم للعناصر التي حققت الفوز في مونديال 2014.

من الواضح ان الكرة الألمانية تعاني من أزمة كبيرة ولعل المباراة المقبلة امام فرنسا يوم غد الثلاثاء في بارك دي برانس سترسم الكثير من المعالم التي يمكن ان يخرج منها خارطة طريق لمستقبل بواكيم لوف مع المنتخب على الرغم من الألمان لا يأخذون قرارات متسرعة، لكن استمرار الوضع على ما هو عليه سيفتح الباب أمام الكثير من الضغوطات وخاصة من وسائل الإعلام واللاعبين القدامى، وهم بالمناسبة لم يوفروا لوف من انتقاداتهم اللاذعة عقب الخسارة أمام هولندا.

​​​​​​​

من هنا فإن الهزيمة الأولى للألمان أمام هولندا منذ 16 عاما والأكبر في التاريخ أمام المنتخب البرتقالي وقبلها الخروج من مونديال روسيا، فتحت المجال لاعتبار يواكيم لوف عبئاً أمام مسيرة إعادة إنتاج جيل جديد يكون قادراً على اكمال المسيرة، لذلك فإن مباراة فرنسا يوم غد الثلاثاء ستضع الكثير من النقاط فوق الحروف وقد تكون مقدمة للتفكير بمدرب جديد يقود المانشافت في الاستحقاقات المقبلة، فهل يضحي الألماني بالجيل الذهبي ام يدفع لوف الثمن؟

​​​​​​​