تحمل الدورة الدولية الرباعية المقامة في ​السعودية​ بمشاركة ​البرازيل​، ​الأرجنتين​، ​العراق​ والدولة المضيفة الكثير من الدلالات التي يمكن لها أن تتفوق على أي جوانب أخرى وفي مقدمتها المعايير الفنية خاصة في ظل مشاركة منتخبين عالميين للمرة الأولى في دورة ودية في أرض عربية.

صحيح ان مشاركة منتخبي الأرجنتين والبرازيل تضفي الكثير من الجدية على البطولة وتستحوذ اهتماماً عالمياً لا يمكن تجاهله، إلا فكرة إقامة تلك الدورة وبمشاركة منتخبي السامبا والتانغو سيرسل الكثير من الرسائل الواضحة بأن تلك البطولات لم تعد حكراً على مناطق بعيدة عن محيطنا العربي.

ولأن حضور كل من البرازيل والأرجنتين هو الحدث بحد ذاته، إلا ان المواجهة المرتقبة بين المنتخبين يوم الثلاثاء القادم ستكون أكثر من كونها مباراة ودية بين عملاقين عطفا على جيش النجوم في صفوفهما وفي مقدمتهم ​نيمار​، ​كوتينيو​، ​كاسيميرو​، ​فيرمينيو​، ​ديبالا​ ​ايكاردي​ وغيرهم، وذلك لكون الحدث يقام في مكان مختلف هذه المرة.

وبغض النظر عن النتائج الفنية التي يمكن ان يحققها المنتخبان العربيان، الا ان مشاركة كل من السعودية والعراق في مثل هذا الحدث يختصر كل الفوارق التي يمكن ان ترسمها سمعة هذا المنتخب أو ذاك، بمعنى ان الإحتكاك مع نجوم العالم سيؤتي ثماره في مسيرة إعداد المنتخبين نحو أمم آسيا المقبلة في الإمارات.

من هنا لا يمكن اعتبار خسارة المنتخب العراقي أمام نظيره الأرجنتيني برباعية في الإفتتاح أو أي نتيجة سلبية يمكن ان يسجلها المنتخب السعودي في مباراته أمام نجوم السامبا اليوم، إلا نتاج طبيعي للفوارق الهائلة بين اللاعبين على أرض الملعب، لكنها في المجمل تبقى تجربة فريدة لأسود الرافدين والأخضر قبيل استحقاقتهما المقبلة.

ومما لا شك فيه ان تلك التجربة سواء أكانت لناحية الإستضافة والتنظيم أو الحصيلة الفنية على أرض الملعب، توحي بالثقة من أجل إقامة بطولات مصغرة تجمع منتخبات كبرى على الاراضي العربية في المستقبل، وأيضا ترسل رسالة ايجابية لتلك المنتخبات بقبول تلك الدعوات في المدى المنظور.

من هنا فإن المطلوب من بقية الدول العربية ان تحذو حذو السعودية في استضافة تلك البطولات مع العلم ان المغرب والإمارات مهدا الطريق باستضافة كأس العالم للأندية وكأس السوبر الاسباني والإيطالي وهو ما ستفعله المملكة ايضا مطلع السنة الجديدة باستضافة كأس السوبر الايطالي بين يوفنتوس وميلان.

يبقى القول ان اللقاء المنتظر بين البرازيل والارجنتين يوم الثلاثاء سيضع حجر الاساس لمزيد من المباريات العالمية سواء بين الأندية او المنتخبات في المستقبل القريب.