في خضم كل التغييرات التي حصلت قبل انطلاق هذا الموسم على خارطة المنافسة بين ليونيل ميسي نجم برشلونة و​كريستيانو رونالدو​ المنتقل من ​ريال مدريد​ إلى يوفنتوس، بقيت التوقعات مرتفعة بشأن استمرار المنافسة الفردية بين اللاعبين كما هي عليه منذ أعوام سواء على لقب هداف الدوري أو هداف دوري أبطال أوروبا وحتى الكرة الذهبية وجائزة أفضل لاعب في العالم.

من المعروف ان تلك المنافسة بين الأرجنتيني والبرتغالي لطالما شكلت علامة فارقة في الأعوام الماضية وامتداد للصراع الحقيقي بين الغريمين التقليديين برشلونة وريال مدريد، لكن انتقال الدون الى السيدة العجوز أعاد الأمور إلى نقطة الصفر على الأقل حتى الآن مع انقضاء سبع جولات في ​الدوري الإسباني​ واثنتين في دوري أبطال أوروبا.

ففي الوقت الذي يواصل البرغوت الارجنتيني تألقه في المسابقتين مسجلاً عشرة أهداف في تسع مباريات كان آخرهما ثنائية رائعة في مرمى ​توتنهام هوتسبير​ يوم الاربعاء على ملعب ويمبلي، اكتفى الدون بثلاثة اهداف فقط في ​الدوري الإيطالي​ وبطاقة حمراء في مباراته الاوروبية الأولى ابعدته عن اللقاء الثاني اضافة لبحر من المشاكل والقضايا كان آخرها الاتهامات الموجهة إليه باغتصاب فتاة أميركية.

هذا الوضع ترك ليونيل ميسي يخطف الأضواء لوحده على الساحة الأوروبية، ليس هذا فحسب انما فارضاً لوجوده وتألقه المعتاد مع برشلونة على الرغم من ان النتائج الأخيرة للفريق الكتالوني في الدوري المحلي لم تكن على مستوى التطلعات وتحديداً في المباريات الثلاث الأخيرة.

قد يكون انتقال كريستيانو رونالدو الى يوفنتوس أصاب الكثير من عشاق ريال مدريد بخيبة أمل، على الرغم من ان البعض توقع ان يحافظ البرتغالي على تألقه مع السيدة العجوز لا بل تسجيل أهداف أكثر عطفاً على المستوى المختلف بين الدوريين الإيطالي والإسباني، إلا ان هذا لم يحدث حتى الآن وأوصل ميسي ليكون نجماً دون منازع وبغياب أي منافسة من خصمه اللدود.

ربما ما يزال الوقت مبكراً للحكم على الصورة النهائية لكريستيانو رونالدو خاصة وان الجميع يذكر بدايته في الموسم الماضي مع ريال مدريد قبل ان ينتفض في منتصفه ويتوج هدافاً لدوري أبطال أوروبا، لكن استمرار تلك الحالة قد تهيئ لواقع جديد وهو بدء مسيرة النهاية للبرتغالي الذي لم يتوان على مدى تسعة أعوام من فرض بصمته في جميع المسابقات.

هذا المشهد قد يأخذنا الى منحى آخر ويسدل الستار على ثنائية لطالما هيمنت على الساحة لفترة طويلة سواء عبر الألقاب الفردية أو الجماعية، ولعل تباشيرها بدأت بالظهور مع فوز الكرواتي لوكا ​مودريتش​ بجائزتي أفضل لاعب في اوروبا والعالم مما يوحي بأن الساحة الكروية مقبلة على المزيد من التغييرات في السنوات المقبلة فاتحة المجال أمام قائمة جديدة من النجوم لترك بصمتها في شتى الميادين.