ليست المرة الأولى التي يشهد فيها الدوري الاسباني لكرة القدم تعثر كل من برشلونة و​ريال مدريد​ في جولة واحدة، وليست أيضاً الحالة الأولى التي تشهد عدم قدرة أي منهما على الإستفادة من سقوط الآخر، لكن خسارة البارسا والميرينغي يوم الاربعاء الماضي أمام ​ليغانيس​ و​إشبيلية​ تحمل الكثير من الدلالات هذا الموسم.

كانت خسارة الفريق الكاتالوني مؤلمة أمام متديل الترتيب الذي حقق فوزه الأول في الدوري الاسباني لكنها جاءت نتاج لفشل مدرب برشلونة أرنستو ​فالفيردي​ في سياسة المداورة في التشكيلة بإبقاء الثلاثي الأساسي جوردي ألبا والأوروغواياني لويس سواريز والبرتغالي نيلسون سيميدو على مقاعد البدلاء حيث لعب سيرجي روبرتو والبلجيكي توماس فيرمايلن ومنير الحدادي مكانهم، قبل ان يضطر الى استبدال الاخيرين بسواريز وألبا دون ان ينجح في تفادي الهزيمة.

وجاءت الهزيمة لتكمل مساراً بدأ بالتعادل الايجابي أمام ​غيرونا​ بهدفين لمثلهما قبل ان تنكشف الأخطاء والهفوات في مباراة ليغانيس ليخسر حامل اللقب خمس نقاط في مباراتين كانتا تعتبران سهلتين مقارنة بالمستوى المتصاعد لبرشلونة.

في المقابل شكل سقوط ريال مدريد بثلاثية ضربة مدوية للمدرب ​جولين لوبيتيغي​ قبل مباراة القمة أمام ​اتلتيكو مدريد​ يوم السبت حيث بدا واضحاً ان هناك عمل كبير مطالب به هذا الموسم خاصة لجهة الثغرات القاتلة في الدفاع والأخطاء الكارثية لكل من سيرجيو راموس وفاران، وهي استكمال ايضا لما حدث في الموسم الماضي وخسارة الفريق الكثير من النقاط ادت للابتعاد عن المنافسة منذ وقت مبكر.

لكن المتابع لمباريات الليغا يدرك ان الدوري الاسباني سيكون مختلفاً هذا الموسم، على الرغم من ان الغريمين التقليديين هما المرشحان الأوفر حظاً للمنافسة على اللقب، لكن الصراع لن يكون سهلاً على الإطلاق بمعنى ان الفوارق الفنية بين برشلونة وريال مدريد مقارنة مع الفرق الأخرى بدأت تتضاءل خاصة مع رحيل كريستيانو رونالدو عن الميرينغي الى يوفنتوس، وعدم قدرة بدلاء برشلونة على فرض وجودهم في ظل سياسة المداورة التي ينتهجها فالفيردي، أضف الى ذلك التراجع المخيف في مستوى الدفاع ولاسيما جيرارد بيكيه.

ربما يفتح هذا الأمر الباب أمام تحول الدوري الإسباني الى ما يشبه "دوري إنكليزي آخر" بمعنى ان المنافسة تبقى مفتوحة حتى الرمق الأخير، مع انه من المبكر التكهن بحدوث ذلك من الآن وإن كان هذا الأمر سيفيد بالطبع الدوري الإسباني ويبقى كل الإحتمالات على الطاولة حتى الجولة الأخيرة وهذا ما سيزيد من طابع الإثارة في جميع المباريات التي سيخوضها الفريقين حتى وان كانت أمام فرق ضعيفة.

​​​​​​​