أزمة كبيرة يعيشها ​نادي روما​ الإيطالي مع إنطلاقة موسم 2018-2019، الفريق الذي فاجئ العالم بإقصاء برشلونة الموسم الفائت من بطولة دوري أبطال أوروبا والوصول إلى نصف نهائي المسابقة، يعيش حالياً أزمة حقيقية قد تطيح برأس المدرب ​أوزيبيو دي فرانشيسكو​ من منصبه كمدرب للنادي العاصمي، بعد سنة واحدة على توليه المهمة خلفاً ل​لوتشيانو سباليتي​. لكن ما هو السبب الذي أدّى إلى تراجع مستوى الفريق والدخول فيس دوامة لم يتوقعهت عشاق الجيالورسو، خصوصاً بعد الصفقات العديدة التي أبرمها المدير الرياضي مونتشي في الصيف الفائت، وإنتدابه للاعبين مواهب كجاستن كلويفرت وأنتي كوريتش.

رحيل لوتشيانو سباليتي عن الجهاز الفني لروما نهاية موسم 2016-2017 كان نقطة تحوّل سلبية في مسار النادي، مدرب الإنتر الحالي إستطاع أن يخلق توليفة مميزة من اللاعبين، ونجح في توظيف كلّ واحد منهم بالطريقة الصحيحة والمناسبة لقدراته، وأكبر دليل على ذلك هو أنه جعل من لاعبٍ كإيدين دجيكو هدافا للدوري الإيطالي، وتحويل مدافع متواضع الإمكانيات كفيديريكو فازيو إلى واحد من أفضل المدافعين في الدوري الإيطالي آنذاك، والأمثلة كثيرة. سباليتي أسّس لفريقٍ قويٍ ومنافسٍ، فريق بشخصية بطل، كثيرة هي المباريات التي كان يحسمها روما في الشوط الأول، في الأولمبيكو وخارجه، ولا ننسى أن الصراع مع يوفنتوس على اللقب إستمر حتّى الجولات الأخيرة، حاصدا الفريق 87 نقطة.

رحل سباليتي بقرار شخصي، ترك خلفه فريقًا قويًا ومنافسًا ومتماسك دفاعياً ومتعدّد الأفكار التكتيكية، وكان على الإدارة ترسيخ هذا النجاح بإنتداب مدرب صاحب خبرة، يملك نفس الأفكار التكتيكية التي يملكها سباليتي، مدرب من صفات روبرتو مانشيني أو كلاوديو رانييري أو وولتر ماتزاي، ليأتي القرار بعدها بتعيين أوزيبيو دي فرانشيسكو مدرب ساسولو.
أخطأ روما بتعيين دي فرانشيسكو، عاد خطوات عدّة إلى الوراء، مدرب شاب وطموح لكن واقع النادي لا يتناسب مع سيرته الذاتية وأفكاره التي تعتمد على خطّة الـ4-3-3، الخطة التي أثبتت مرارا أنها لا تجدي نفعاً مع روما. ليس العيب في دي فرانشيسكو، إنما بمن إتخذ القرار في تعيينه، نعم، أضلّ روما الطريق، عكس ما فعل يوفنتوس بعد رحيل كونتي، أتى بمدرب يشبهه نوعا ما بالأفكار، مع أنه كان قادرا على جلب يورغن كلوب أو بيب غوارديولا.

عيوب روما كانت جليّة من الموسم الماضي، هبوط في المستوى وإفتقاد للشخصية، هزائم متعدّدة في الأولمبيكو، ولولا أليسون بيكر حصراً، لإحتل الفريق المركز الخامس أو السادس.

هذا الكلام كان يمكن أن يُقال قبل مباراة برشلونة بأيام قليلة، تحديدا بعد مباراة فيورنتينا والتي خسرها روما بهدفين مقابل لاشيء في الأولمبيكو، وسبقها تعادل مع بولونيا وهزيمة في الكامب نو بنتيجة 4-1 ، لكن كلّ شيء تغيّر بعد الريمونتادا، التي كانت بمثابة "حقنة مورفين"، إنتهى مفعولها مع بداية الموسم الجاري، بالنسبة لعشاق ممكلة فرانشيسكو توتي.

ولا بدّ من الذكر، أن عدّة تقارير صحافية إيطالية، أكدت خلال الأيام الماضية، أن الإدارة أعطت دي فرانشيسكو فرصة أخيرة، تتمثل بالفوز على فروزينوني يوم غدٍ الأربعاء، وعلى لاتسيو يوم السبت في الديربي، وإلا ستتم الإقالة. ومن أبرز الأسماء المرشحة لخلافته، هي : لوران بلان – باولو سوزا – فييتشينزو مونتيلا.