مع دخول المنافسات القارية في كل من افريقيا وآسيا مراحلها النهائية، يعود السؤال ليطرح مجدداً عن موقع الفرق العربية في هذه المعادلة خاصة في ظل السعي نحو حصد اللقب في ​دوري أبطال أفريقيا​ وآسيا وحجز مكان في كأس العالم للأندية نهاية هذا العام.

وإذا كانت الجماهير العربية بدأت من الآن تترقب انطلاق دور الأربعة في كلا المسابقتين، إلا ان الواقع على الأرض يبدو مختلفاً بين القارتين في سيناريو بدا مشابهاً لمسار الفرق في السنوات الماضية وفي ظل السطوة العربية في القارة السمراء مقابل تواجد خجول في القارة الصفراء.

ففي دوري أبطال أفريقيا على سبيل المثال تتنافس هذا العام ثلاثة فرق عربية في نصف النهائي وهي ​الأهلي المصري​، ​الترجي التونسي​ و​وفاق سطيف الجزائري​ بمواجهة بريميرو دي اوغوستو الأنغولي، في حين يواجه ​السد القطري​ وحيداً كل من ​بيروزي الايراني​، ​كاشيما الياباني​ وسامسونغ الكوري الجنوبي في أبطال آسيا.

أثبتت الفرق العربية في دوري أبطال أفريقيا خلال السنوات الماضية قدرتها على التألق وتمكنت من الفوز باللقب 13 مرة منذ انطلاق الألفية الجديدة، لكن هذا التألق العربي لم يواكب بالمثل في آسيا حيث فازت فرقها بخمس بطولات فقط وكانت الأخيرة قبل سبعة أعوام على يد السد نفسه.

كثيرة هي الأسئلة حول الأسباب الكامنة خلف هذا التراجع العربي في الوقت الذي كان يفترض ان يلعب النظام الجديد للبطولة دوراً في عودتها الى ساحة الألقاب بعد ضمان وصول فريق من غرب آسيا الى الدور النهائي، لكن الفشل بقي يصاحب محاولاتها وهو ما حدث في النسخ الأربعة الأخيرة حيث لم يستطع كل من الهلال مرتين والعين وشباب الأهلي من رفع الكأس القارية.

لا يمكن القول ان المنافسة في ​دوري أبطال آسيا​ هي الأصعب لأن الجميع يعرف المستويات التي تتمتع بها الفرق الأفريقية، ومع ذلك بقي للعرب دور بارز وحضور دائم في المنافسة على الألقاب، مما يعني ان الفارق في مستوى الفرق العربية بين القارتين بات أمراً واقعاً ويتطلب إعادة النظر حتى لا تصبح الهوة أكبر مما هي عليه الآن.

ربما بات يتعين علينا تغيير العقلية في التفكير وعدم التخطيط فقط للبطولات المحلية كما يحدث لدى غالبية الفرق العربية باستثناء الهلال والعين والسد، في الوقت الذي نجد فيه الأمر مختلف كثيرا في افريقيا حيث ينصب التركيز على تحقيق البطولات القارية، وهو الأمر الذي أثمر نجاحاً ملحوظاً في السنوات الماضية.