ربما كان كافياً رؤية وجه المدرب بيب غوارديولا بعد مباراة فريقه مانشستر سيتي الأولى في ​دوري أبطال أوروبا​ هذا الموسم والتي جمعته مع ​ليون الفرنسي​ وانتهت بخسارة بطل ​الدوري الإنكليزي​ بهدفين لواحد، حتى نستنتج وقع الخسارة المؤلمة عليه اولاً وعلى جماهير الفريق في بداية مشوار جديد نحو تحقيق الحلم الأوروبي.

قدم مانشستر سيتي نفسه في الموسم الماضي على انه البطل الذي لا يقهر خاصة بعد حسمه لقب البريمييرليغ في وقت مبكر وبفارق كبير عن أقرب منافسيه، الا انه اصطدم بعقبة ليفربول في ربع نهائي المسابقة القارية وودع البطولة من الباب العريض على الرغم من ان الترشيحات كان تضعه بين الأربعة المحتملين لبلوع نصف النهائي.

في هذا الموسم وبعد تعثر محدود في الدوري الإنكليزي أمام و​ولفرهامبتون​ الصاعد للأضواء فقد على اثره نقطتين في صراع المنافسة مع ليفربول وتشيلسي على صدارة البريمييرليغ، كانت كل الآمال منصبة على التعويض في المسابقة الأوروبية في ظل المجموعة السهلة التي وقع فيها مانشستر سيتي والتي تضمه الى جانب كل من ليون، هوفنهايم وشاختاز دونيتسك.

لا يحتاج مانشستر سيتي ومن خلفه المدرب بيب غوارديولا للتأكيد على سهولة تلك المجموعة في ظل الفارق في موازين القوى بين الفريق الإنكليزي ومنافسيه في هذا الدور، لدرجة ان البعض ترك الصراع بين الأندية الثلاثة على المركز الثاني حتى قبل ان تبدأ المباريات، فإذا بنتيجة المواجهة الإفتتاحية تأتي عكس ما يشتهي المدرب الإسباني.

لكن مانشستر سيتيي قادر من ادنى شك على تخطي تلك المجموعة والتأهل الى دور الستة عشر دون عناء، إلا اذا كان وراء الأكمة ما وراءها بمعنى ان الكبوة الأوروبية المفاجئة قد تكون بداية لحلقة مجهولة تنتظر بطل الدوري الانكليزي هذا الموسم ومدربه بيب غوارديولا في عامه الثالث مع الفريق.

من الواضح ان الوضع الأشد خطورة على فريق غوارديولا هذا الموسم هو الدخول في معركة استنزاف محلية وخارجية الأمر الذي سيجعله في النهاية خارج المعادلة، او على الأقل الوصول مرهقا الى المباريات الحاسمة، مما يعني رؤية فريق مختلف هذا الموسم.

ولا شك ان بيب غوارديولا يدرك جيداً صعوبة المهمة هذا الموسم على كل الأصعدة المحلية والخارجية، وهو يعرف أيضاً ان كل تعثر سواء كان في انكلترا او في دوري أبطال أوروبا، سيدفع ثمنه غالياً وسيجد نفسه مضطراً للصرف من رصيد الثقة التي يتمتع بها سواء كمدرب او السمعة التي بناها للسيتيزن الموسم الماضي، وعليه فإن دخول بيب في هذه المرحلة سيعيدنا الى الأذهان ما فعله في موسمه الثالث مع ​بايرن ميونيخ​ حين اعلن الرحيل مبكراً بعدما فقد الأمل في قدرته على الصعود لمنصة التتويج الأوروبية