لم يكن الظهور الأول ل​منتخب لبنان​ لكرة السلة في الجولة الأولى من الدور الحاسم بالتصفيات المؤهلة لكرة السلة ظهورا عاديا بل كان قويا ومبشرا بالخير ليتفاءل الجميع بإمكانية رؤية منتخب كرة سلة قوي يكون رقما صعبا في الساحة الأسيوية والعالمية.

الكلام هذا ليس من باب السرد الإنشائي أو المدح بالمنتخب الوطني بل هي حقيقة ساطعة رآها كل متابع للمنتخب الوطني والذي لم يعتمد فقط على الروح وعاملي الأرض والجمهور كي يهزم ​الصين​، بل أيضا على جمل تكتيكية ودفاع قوي صلب وشخصية لم نرها منذ فترة طويلة.

وقبل الثناء على المدرب الجديد للمنتخب، لا بد في البداية من إعطاء كل ذي حق حقه والقصد هنا هو المدرب السابق للمنتخب ​باتريك سابا​ والذي أسس لهذا اللعب من خلال المباريات الأربع التي قاد بها المنتخب في الدور الأول وأتى المدرب السلوفيني ​سلوبودان سوبوتيتش​ ليبني على هذا الأساس وهو المدرب الذي جاء منذ عدة سنوات إلى لبنان حاملا الفكر الدفاعي محققا نجاحات عديدة مع الرياضي.

على هذا الأساس وفي فترة قصيرة للغاية، نجح سوبوتيتش في إرساء قواعد واضحة للمنتخب، وهو لديه الجملة الشهيرة بأن " الهجوم يقودك للفوز بالمباريات أما الدفاع فهو يقودك للفوز بالبطولات " فلاحظنا غياب العشوائية وبدا منتخب لبنان منتخبا قويا للغاية دفاعيا حيث أوقف المارد الصيني ونجح وهذا الأهم في الحد من خطورة المنتخب النيوزيلاندي على أرضه وبين جمهوره مجبرا إياه على تسجيل 63 نقطة فقط والحق يقال بأنه لو ركز لاعبونا في آخر اللحظات لكان الفوز من نصيبنا لكن هذا ليس المهم فالأهم هو النظر إلى الصورة الكبرى، وهي بأن المنتخب الآن أصبح ذو شخصية دفاعية قوية،لكن ماذا بعد ؟.

جواب السؤال هذا، وبكل حيادية، سيكون إيجابيا للغاية. فمنتخبنا الوطني لعب هذه الجولة بغياب عدة لاعبين مميزين من الصف الأول كصانعي الألعاب وائل عرقجي و​علي مزهر​، قائد الفريق جان عبد النور، ولاعب الإرتكاز ​باسل بوجي​ بجانب خوض مباراة نيوزيلاندا من دون هداف الفريق ​أمير سعود​ واللاعب المميز دفاعيا ​إيلي شمعون​ بسبب الإصابة أيضا. فمع عودة اللاعبين المصابين، سيكون لدى المنتخب عدة لاعبين مميزين في كل مركز خاصة أن وجود هؤلاء اللاعبين سيعطي قوة للفكر الدفاعي للمنتخب فالكل يعلم بأن جان عبد النور هو المدافع الأبرز في تاريخ كرة السلة اللبنانية ووجود وائل عرقجي كصانع لعب سيعطي المنتخب خيارات هجومية أوسع وقدرة على الإختراق تحت السلة مثل علي مزهر الذي لديه رؤية مميزة لزملاءه في أرضية الملعب.

هذه الوفرة في اللاعبين ستعطي المدرب السلوفيني حلولا تكتيكية متنوعة والوقت كافي كي يوصل أفكاره كلها للمنتخب حيث سنرى دفاعا أفضل وتحسنا هجوميا لافتا مع نضج أكبر في أخذ الخيارات على أرض الملعب خاصة من الناحية الهجومية دون نسيان أمر اللاعب المجنس حيث سيكون هناك خيارات عديدة لاختيار مجنس على مستوى عالي وعالي جدا يستطيع حل المشكلة تحت السلة بشكل كامل دون الإنتقاص أبدا من قدرة اللاعب آتر ماجوك والذي قدم مستوى جيد للغاية أمام الصين ونيوزيلاندا.

لا يبدو مستقبل المنتخب بخطر والتأهل إلى كأس العالم أصبح مسألة وقت، لكن ما يطمح إليه اللبنانيون الآن هو رؤية منتخب قوي قادر على الذهاب إلى كأس العالم ليس للسياحة فقط بل لتحقيق النتائج وما رأيناه في الأسبوع المنصرم أمر يبشر بالخير فمع إتحاد يعمل بجد وجهاز فني على مستوى عالي ولاعبين موهوبين لن يكون هناك أي عائق من أجل الحلم مجددا بعودة أيام العز لمنتخب السلة.